رئاسة ” النواب ” على صفيح ساخن، فكيف سيكون المشهد ؟
التاج الإخباري – محرر الشؤون البرلمانية-أسابيع قليلة تفصلنا عن بدء الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان، حيث أن الجميع بانتظار الإرادة الملكية السامية بدعوة المجلس للانعقاد في دورته الأولى، ومن المتوقع أن لا تتأخر عن بداية شهر ١١ القادم.
تحضيرات استثنائية وجولات مكوكية بدأ يقودها المرشحين المتوقعين لرئاسة مجلس النواب ومكتبه الدائم، حيث تشير التحركات إلى أن تحالفات برلمانية سيشهدها الأردنيين تحضيراً لانتخابات الرئاسة والمكتب الدائم للمجلس، حيث تتجه الأنظار نحو أكبر الكتل البرلمانية التي تتصدرها الأحزاب الوطنية من حيث المجموع، إذ أن المؤشرات جميعها تشير إلى أن تقسيم الكعكة بين رئاسة المجلس و نواب الرئيس ومساعديه وأعضاء المكتب الدائم لن تكون منفصلة عن أعضاء اللجان داخل المجلس، حيث تشير التوقعات إلى أن المحاصصة الحزبية ستكون حاضرة لقيادة المشهد كاملاً ولن تكون المواقع منفصلة عن بعضها من حيث التحالفات الحزبية والشخصية.
وعند الحديث عن التكتلات المتوقعة فإن حزب الميثاق الوطني صاحب أكبر كتلة حزبية نيابية من الأحزاب الوطنية، أعلن في وقت سابق بأنه سيكون لديه مرشح واحد فقط لرئاسة المجلس وسيحمل قادة الميثاق مشاوراتهم الداخلية لترشيح صاحب التوافق الأكبر بين أعضائه النواب وجميع المؤشرات تقول بأن المنافسة ستنحصر ميثاقياً بين رئيس مجلس النواب السابق أحمد الصفدي و رئيس المجلس الاستشاري لحزب الميثاق النائب مازن القاضي، والنائب ابراهيم الطراونة والأسماء مرشحة للزيادة، حيث تتكون كتلة الميثاق داخل مجلس النواب من قرابة ٣٠ نائب والعدد مرشح للزيادة.
أما على صعيد الأحزاب الوسطية المتقاربة فكرياً مع حزب الميثاق فقد برز اسم حزب إرادة الذي أعلن كتلته النيابية بواقع ١٩ نائب، فإن الترشيحات تشير إلى أن الحزب قد يكون جزءاً من التحالف الحزبي للأحزاب الوطنية وقد يختار رئيساً من كتلته للتفاوض، ولكن المؤشرات الأقوى تشير إلى أن الحزب قد يكتفي بتجربته الأولى بموقع نائب رئيس و أحد أعضاء المكتب الدائم وقد يمتد ذلك إلى الحصول على رئاسة عدد من اللجان النيابية توافقياً مع الأحزاب التي قد تدخل إلى هذا التحالف.
وبالانتقال إلى حزب تقدّم فتشير القراءات الأولية بأن الحزب قد يدفع بأحد أعضاء كتلته البرلمانية المكونة من ٨ نواب وابرزهم النائب مصطفى الخصاونة والعدد مرشح للزيادة أيضاً؛ للحصول على موقع متقدم في المكتب الدائم لمجلس النواب، وضمان رئاسة عدد من اللجان النيابية التي سيتم اختيار أعضائها تباعاً بعد انتخابات رئاسة المجلس وانتخاب المكتب الدائم.
وتشير التوقعات إلى أن أحزاب ( الوطني الإسلامي وتيار الاتحاد الوطني و عزم و نماء والعمل والأرض المباركة) سيكون أعضاؤها النواب من ضمن هذا التحالف النيابي الحزبي الذي سيكون أول تحالف نيابي حزبي قد يؤطر لعمل برلماني مبني على التحالفات الحزبية البرامجية، كما أن هنالك عدد من النواب المستقلّين قد ينضموا لهذا التحالف سعياً منهم لحصد مقاعد متقدمة إما في المكتب الدائم أو في لجان المجلس التي تعتبر عصب العمل البرلماني.
وتبقى هذه التحليلات رهينة التطورات القادمة في المنطقة والتي قد يكون لها أثر كبير في شخص رئيس مجلس النواب والمكتب الدائم للمجلس، وسنفرد في ” التاج الإخباري ” مواد خاصة خلال الفترة القادمة لتحليل واقع انتخابات رئاسة مجلس النواب والمكتب الدائم ولجان المجلس المختلفة.