خبراء أمنيون يكشفون تفاصيل عملية “ماركا والقويسمة ” واسباب السرية في التحقيقات

التاج الاخباري- رهام الخزاعلة
تتعامل الأجهزة الأمنية منذ مطلع الأسبوع الحالي مع حدث أمني كبير، نتج عنه ضبط كمية كبيرة من المتفجرات داخل منزل ومحل تجاري في منطقتي ماركا وأبو علندا بالعاصمة عمّان.
العقلية الأمنية وحرفيتها بالتعامل مع الحدث أبدت ارتياحًا لدى المواطن الأردني الذي قدم الدعم لهم، والإشادة الكبيرة بأن أجهزتنا الأمنية قادرة على تحدي أي خطر وحماية مواطنيها.
وأظهر أردنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، تلاحمًا كبيرًا، وإلتفاف الجميع خلف الأجهزة الأمنية، حيث يجب ان يكون الجميع يد واحدة بالتكاتف والتعاضد ضد أي عدو داخلي أو خارجي يريد أن يزعزع أمن الأردن، فمنذ سنوات طويلة وعدد من “الفئران” يحاولون استهداف الأردن وهذا ما جعل المواطنين يدركون بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .
المحلل الامني الدكتور بشير الدعجة قال، إن قضية ماركا التي قامت بها الأجهزة الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة تمت بسرية دون ضجيج إعلامي أو تخوف من المواطنين.
وأوضح الدعجة أن التخطيط المسبق من قبل الأجهزة الأمنية والتنبؤ والتوقع بوجود متفجرات أو أسلحة وخلايا نائمة أدت إلى ضبطها بصورة حضارية بعد أخذ الاحتياطات اللازمة بسلامة المواطنين.
وبين، أنه كان هناك ارتياح كبير بين المواطنين وعدم ارتباك أو تعطيل الحياة الاقتصادية أو السياحية داخل الأردن أو أي استفزاز أو خوف في الشارع الأردني، فجميع القطاعات كانت تسير على مايرام دون تعطيل أي منها.
واشاد الدعجة بدقة الإعلام الأمني بنشره خبر مقتضب يريح المواطن وكل من يقيم على أراضي الأردن.
واشار إلى أنه لا بد من السرية في هذه القضية لأنها ما زالت قيد التحقيق كون لها اذرع وقد تؤثر على سيرها اذا تم نشر اية تفاصيل، حيث من الممكن أن يؤدي نشر المعلومات إلى هروب أشخاص أو تغيير أماكن، والشاهد على ذلك انه بعد يومين من عملية ماركا تم ضبط متفجرات في أبو علندا وهي مرتبطة بذات العملية.
وأضاف أن اخفاء التفاصيل عن المواطنين هي آنية ومؤقتة حتى يتم اكتمال التحقيقات في القضية وضبط جميع الاشخاص المتورطين، مشيرًا إلى أن من المتوقع أن يكون هناك مؤتمر صحفي لنشر جميع تفاصيلها حال الانتهاء منها.
من جهته قال الخبير الامني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد، إن عمليتي ماركا وأبو علندا كانتا مرتبطتان بتقديرات مختصين في الأجهزة الأمنية للتعامل معها، فهي كانت مخزنة بوضع يشكل خطرًا على المواطنين والقاطنين هناك؛ لذلك تم تفجير المواد المخزنة بحرفية عالية دون تعرض أي شخص لأي أذى.
وأضاف الرداد، أن ذلك يدل على الكفاءة العالية لسلاح الهندسة الملكي والأجهزة الأمنية ومن خلال استخدام تكنولوجيات متقدمة للتعامل معها.
واشار، إلى أن خيار الأجهزة الأمنية تفجير المواد المتفجرة بدلًا من مصادرتها يأتي لخطورة التعامل مع هذه المتفجرات وهذه خطوة تُسجل لأجهزتنا الأمنية بهذا التعامل الحرفي الآمن على أي أردني .
واعتقد الرداد أن العملية لازالت جارية ولم تغلق، مشيرًا إلى أنه حينما تكون عملية بهذا الحجم لا يتم الإعلان عن تفاصيل اخرى الا حينما يتم الانتهاء منها.
واضاف الى أن الوصول إلى متفجرات القويسمة كانت نتيجة لتحقيقات مع الخلية الأولى في ماركا وربما تكون هناك مفاجآت جديدة وصادمة.
وأكد الرداد على انه حينما يرى المستوى الأمني أن القضية تم إغلاقها بشكل كامل سيتم نشر كافة التفاصيل ووضع الرأي العام وإعلامه بجميع حيثياتها.
والسبت الماضي، أعلنت مديرية الأمن العام أن أشخاصا قاموا بتخزين كميات من المواد المتفجرة داخل منزل في منطقة ماركا الجنوبية، وذلك استنادا إلى “تحقيقات أولية”. وأوضحت أن “خبراء المتفجرات من سلاح الهندسة الملكي قاموا بالتعامل مع تلك المواد وتفجيرها في الموقع”.
والاثنين، قالت المديرية، إن التحقيقات في قضية ماركا الجنوبية “أسفرت عن الوصول لموقع آخر أخفى به مواد متفجرة في منطقة أبو علندا”.