بعد إشارة ولي العهد.. خدمة العلم بينّ مصلحةٍ للأردن وتكاليفٍ على خزينةِ الدولة
النائب فريحات لـ"التاج": عودة خدمة العلم تصب في مصلحة الأردن

العبادي لـ”التاج”: إشارة ولي العهد لاعادة خدمة العلم هو توجيه للجهات الرسمية باحيائها
التاج الإخباري – حنين زبيده
“إعادة خدمة العلم” ،كلمةٌ صدحت بها الأصوات تحت قبةِ البرلمان الأردني وترددت على ألسنةِ النواب وانتقلت إلى آذانِ المواطنين.. إلى أن وصلت لمقابلةِ ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والتي أجراها قبل بضعةِ أيام مع قناةِ العربية .
حديث ولي العهد عن خدمة العلم دليل على وجود إرادة سياسية لذلك
النائب ينال فريحات، قال إن عودة خدمة العلم تصب في مصلحة الأردن، وعودتها تعتمد على الإرادة السياسية لدى الحكومة إضافةً إلى ما تقتضيه المرحلة في ظل العدوان الواقع على قطاع غزة.
وأشار فريحات في حديثه مع “التاج الإخباري” الى أن تسليط وليّ العهد الضوء على إعادة خدمة العلم، يدُل على وجود إرادة سياسية في الدولة لاعادة الخدمة، وهو مؤشر إيجابي.
وعن شكل الخدمة، أوضح أن خدمة العلم تتمتع بأشكال عديدة، وعودتها لا تشترط بأن تكون بشكلها التقليدي الذي كان في السابق.
“نحنُ بأمس الحاجة لاعادة خدمة العلم، وذلك لصقل شخصية الشباب الأردني وإعطاءها مزيد من الجَدّية والالتزام، إضافةً إلى اهمية مُشاركتهم في العمل التعبوي والعمل التابع للقوات المسلحة الأردنية”، وفق فريحات .
وأكد على وجوب عودة خدمة العلم، في ظل التهديدات المحيطة بالمملكة لاسيما من جانب حكومة الاحتلال، إضافة إلى تصعيد الأحداث في قطاع غزة وتبعاته على الضفة الغربية والحديث المتواصل عن ما يدعى بـ”الوطن البديل” والتهجير القسري للفلسطينيين.
ولفت فريحات في حديث له مع “التاج” إلى أن عودة خدمة العلم لها أثر على الإقتصاد الوطني، لاسيما انها تُحمل خزينة الدولة تكاليف إضافية .
وذكر أن تخفيف التكاليف التي يتم صرفها على بعض الأمور التي تندرج تحت بند “الرفاهية” كالسفر وغيرها، يُساهم في تخفيف التكاليف التي تقتضيها إعادة خدمة العلم .
إعادة خدمة العلم تُكلف خزينة الدولة وتتطلب وقت وجهد كبيرين
الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية جلال العبادي، أوضح أن إشارة ولي العهد على أهمية إعادة خدمة العلم هي توجيه إلى كافة الجهات الرسمية بأن تبادر في إحياء خدمة العلم في المملكة.
وبين العبادي في حديث له مع “التاج الإخباري” أن حديث ولي العهد عن إعادة الخدمة، جاء في الوقت المناسب لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتصعيدات في قطاع غزة.
وأكد أن توجيه ولي العهد يجب أن ينفذ ويطبق بأسرع ما يمكن ويجب تنفيذه بالطريقة الصحيحة، منوهاً ان خدمة العلم هي خدمة وطنية جليلة وتعمل على تقوية شخصية الشباب وتعزيز ثقتهم بانفسهم إضافة إلى ترسيخ حب البلاد في نفوسهم .
ولفت العبادي في حديثه لـ”التاج” إلى أن خدمة العلم تُحمل خزينة الدولة تكلفة كبيرة، إضافة إلى الوقت والجهد الكبيرين المطلوبين لاعادتها .
ويُشار إلى أن ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، قال خلال مقابلته مع قناة العربية، إن “إعادة خدمة العلم ضرورة؛ ليكون الجيل الجديد منضبطاً ومرتبطاً بأرضه”.
ويذكر أن استطلاع رأي سابق، أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، أظهر أن الغالبية العظمى من الأردنيين (72%) ومن أفراد عينة قادة الرأي (77%) يعتقدون أنه يجب إعادة العمل بخدمة العلم.
بين وقف الخدمة واعادتها.. تفاصيل خدمة العلم في المملكة
ومن الجدير بالذكر أن العمل في خدمة العلم توقف في المملكة، في عهد حكومة زيد بن شاكر، عام 1992، والذي ذكّر النواب حينها بالفرق بين الأحوال في منتصف السبعينيات وأوائل التسعينيات من حيث الحاجة والنظرة إلى التجنيد، الامر الذي ادى الى قرار وقف الخدمة.
وبعد توقف الخدمة لمدة 29 عاماً، قررت الحكومة الأردنية في عهد الوزير الأسبق عمر الرزاز إعادة تفعيل “خدمة العلم” للفئة العمرية بين 25 و29 عاماً؛ وفقاً لقالب جديد يركّز على تنمية مهارات الانتماء والانضباط، بالإضافة إلى اكتساب المهارات التقنية والفنية.
وعلى الرغم من أن خدمة العلم متوقفة حاليا، دعا مدير شؤون الأفراد العميد أحمد طلعت الأردنيين الذكور لتفعيل دفتر خدمة العلم، مشيرا إلى أن مشروع القانون أعفى الشاب من الخدمة سواء كان وحيدا لوالديه أو أحدهما سواء كانا على قيد الحياة أو أحدهما أو متوفيين أو أحدهما، وذلك خلال اجتماع اللجنة القانونية النيابية لاقرار مشروع قانون معدل لقانون خدمة الضباط في القوات المسلحة الأردنية لسنة 2022.
ويذكر أن الأسباب الموجبة لمشروع قانون معدل لقانون خدمة العلم جاءت لتمكين القوات المسلحة الأردنية من مواكبة التطورات التكنولوجية وأتمتة خدماتها بما فيها وثيقة خدمة العلم لتصبح إلكترونية، إضافة إلى أي وسيلة أخرى تقررها القوات المسلحة الأردنية، ولتحديد الحد الأدنى لمدة خدمة العلم.