خبير عسكري لـ”التاج”: قرار محكمة العدل سيضع الاحتلال بين مطرقة محكمة الجنايات وسندانة الشعب الإسرائيلي
التاج الإخباري – حنين زبيده
مع بدء العد التنازلي لموعد إعلان محكمة العدل الدولية عن قرارها في القضية التي قامت جنوب إفريقيا برفعها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي لحملة الإبادة الجماعية التي يقوم بها على قطاع غزة المحاصر، قال المحلل والخبير العسكري المختص بالشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي، إن دفاعات إسرائيل في المحكمة كانت ضعيفة وتعتمد على أقوال الصحفيين .
وأشار الدبوبي في حديث له مع “التاج الإخباري” إلى أن دفاعات والبيانات التي قدمت للمحكمة من قبل جنوب إفريقيا والأردن وتركيا وعدد من الدول ، اثبتت قوتها واثبتت أن إسرائيل قامت بمجازر ضد الفلسطينيين .
توقعات بـ إدانة إسرائيل في قرار محكمة العدل غدا
وعن القرار المُرتقب لمحكمة العدل الدولية، بين الدبوبي أنه من المتوقع أن تقوم محكمة العدل بإصدار قرار يُدين الحرب الإسرائيلية، كما وتوقع توجيه المحكمة طلب للاحتلال بوقف الحرب المباشر على القطاع.
وبين أن محكمة العدل الدولية لا تملك اي قوة للتاثير وتنفيذ قراراتها على إسرائيل، قائلاً أن المحكمة “تصدر قرارات مُلزمة من حيث إصدار القرار عدا عن انه لا يوجد إلزام في تنفيذ القرار الصادر على الدولة التي صدر بحقها”، وفق الدبوبي.
ونوه في حديثه لـ”التاج” إلى أن محكمة العدل الدولية لا تمتلك اي قوة عسكرية تباشر في تنفيذ القرارات الصادرة عنها .
مرحلة الحرب بعد قرار المحكمة.. توقفٌ أم استمرار
وتوقع الدبوبي عدم توقف الاحتلال الإسرائيلي عن حربه الشعواء ومجازره على قطاع غزة مهما اختلف القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية، قائلاً “إسرائيل لن تكُف عن الحرب وستبقى تنفذ عمليات المجازر وبطريقة ابشع من السابق فهي دولة متعطشة للدماء” .
مكانة إسرائيل بعد قرار المحكمة
وأشار الدبوبي إلى أن مكانة إسرائيل بين الدول ستتغير إثر قرار المحكمة المُرتقب، مبيناً أن إسرائيل ستواجه عدة تأثيرات بعد القرار أبرزها تغيير مكانتها وتغيير المواقف الرسمية إتجاهها إضافةً إلى اتخاذ قرارات ضد القادة والسياسيين والعسكريين في حكومة الاحتلال.
وفي التفاصيل، أوضح أن تغيير مكانة إسرائيل يأتي من ناحية تراجع قيمة إسرائيل لدى حلفاءها لاسيما في حال عدم إلتزام الكيان بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية .
وعن تغيير المواقف الرسمية إتجاه إسرائيل، يكمن في إنقلاب مواقف الدول الداعمة للاحتلال لاسيما الدول التي ترسل مساعدات بالأسلحة والذخائر للاحتلال، إضافةً إلى التأثير على الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد دعمه المتواصل للاحتلال منذ بداية الحرب على غزة.
وعن إصدار قرارات ضد القادة والسياسيين والعسكريين الإسرائيليين، لفت إلى أنه في حال إدانة إسرائيل ستقوم الدول بتوجيه مطالبات لمحاكمتهم إثر قيامهم بإصدار أوامر بالمجازر الواقعة على المدنيين في القطاع.
ولفت الدبوبي في حديثه لـ”التاج” إلى أن إسرائيل قامت في عام 1948، بالتوقيع على قانون الإبادة الجماعية والذي يُلزم بادانتها في حال عدم إلتزامها بقرار محكمة العدل إذ إستمرت في حربها على غزة.
ونوه الدبوبي إلى أن إسرائيل في مأزق كبير مهما إختلف قرار المحكمة، قائلاً: ” في حال إدانة إسرائيل في المحكمة وعدم رضوخها للقرار بوقف الحرب سيضعها أمام موقف دولي وعربي واسلامي قوي إضافة الى انها ستقع في دائرة الاتهام، اما في حال رضوخها للقرار ووقف إطلاق النار سيضعها ذلك في مواجهة محلية ضخمة لاسيما انها لم تحقق اي انجاز او أهداف في هذه الحرب”.
واختتم الدبوبي أن قرار محكمة العدل الدولية المُرتقب غداً سيضع دولة الاحتلال الإسرائيلي بين مطرقة محكمة الجنايات وسندانة الشعب الإسرائيلي، كأنها كانت دولة عظمى والآن هي دولة مهزومة.