أخبار الأردن

أبرز الأحداث التي شهدها الأردن هذا العام بين أفراح واتراح

التاج الإخباري – لم تكن بداية عام 2023، كما يتمناها الأردنيون، ذلك أن أجواء الحزن والاستياء كانت تخيم في ذلك الوقت وسط غياب مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، على خلفية أحداث مؤسفة شهدتها محافظة معان جنوبي البلاد.

فقبل بداية ذلك العام بفترة وجيزة، كانت تلك المحافظة مسرحاً رئيسياً لاحتجاجات امتدت على نحو واسع إلى مختلف محافظات المملكة بسبب ارتفاعات متتالية على أسعار الوقود، إذ تخلل الاحتجاجات في معان أعمال شغب وعنف أسفرت عن استشهاد العقيد في جهاز الأمن العام ونائب مدير الشرطة هناك عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح.

العقيد الراحل عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح

بعد ذلك بثلاثة أيام، استشهد أيضاً ثلاثة من رجال الأمن خلال تنفيذ مداهمة لضبط المشتبه بقتله الدلابيح، وحينها أعلنت مديرية الأمن العام أن المشتبه به قُتل خلال المداهمة وأنه “من حملة الفكر التكفيري”، كما اعتقلت 8 أشخاص آخرين.

3 رؤساء وزراء سابقين يفارقون الحياة

وخلال عام 2023، فقد الأردن ثلاثة رؤساء وزراء سابقين هم عبد السلام المجالي ومضر بدران ومعروف البخيت، إذ لم يمر سوى 3 أيام على مطلع العام، حتى ودعت المملكة المجالي الذي توفي عن عمر يناهز 98 عاماً، وهو الذي تم في عهده توقيع اتفاقية وادي عربة المعروفة بمعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية.

عبد السلام المجالي

وفي نيسان (أبريل)، توفي مضر بدران عن عمر 89 عاماً، وكان شغل مناصب عدة، منها رئيس الوزراء 4 مرات، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير المخابرات العامة، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي، ووزير التربية والتعليم، وعضو مجلس الأعيان لأكثر من دورة، والأمين العام للديوان الملكي – كبير أُمناء القصر الملكي.

مضر بدران

أما معروف البخيت، فقد توفي في تشرين الأول (أكتوبر) عن عمر 78 عاماً، وسبق أن ترأس الحكومة مرتين، الأولى من عام 2005 وحتى 2007 والثانية بدأت وانتهت خلال عام 2011.

معروف البخيت

والجنرال البخيت ابن المؤسسة العسكرية الأردنية التي تقاعد فيها عام 1999 برتبة لواء، كان عمل مديراً لمكتب الملك عبد الله الثاني، ومديراً للأمن الوطني وعضواً في مجلس الأعيان مرات عدة، كما شغل منصب السفير الأردني لدى تركيا عام 2002 والسفير الأردني في إسرائيل عام 2005، وعضواً ومقرراً للجنة التوجيهية العليا والمنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط 1999.

محمد الذهبي يغادر السجن

وفي سياق الحديث عن الشخصيات الأردنية البارزة، يقفز إلى الذهن مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي، الذي غادر السجن منتصف تشرين الأول الماضي، بعد مكوثه فيه منذ عام 2012، إثر إدانته بثلاث تهم هي غسل الأموال والاستثمار الوظيفي والاختلاس، وتم كذلك تغريمه أكثر من 21 مليون دينار أردني (نحو 29 مليوناً و600 ألف دولار)، ومصادرة ما يزيد على 24 مليوناً من أملاكه.

محمد الذهبي

وكان محمد الذهبي قد شغل منصب مدير المخابرات من أواخر عام 2005 حتى كانون الأول (ديسمبر) 2008، فيما تولى شقيقه نادر منصب رئيس الوزراء من عام 2007 حتى 2009.

فرح استثنائي يعم البلاد

وفي منتصف 2023، كان الأردنيون على موعد مع أجواء فرح استثنائية عمت البلاد على مدى أيام بمناسبة زفاف ولي العهد الأمير الحسين على الأميرة رجوة آل سيف، وهو الحدث الذي حظي باهتمام إعلامي كبير محلياً وإقليمياً ودولياً، وحضره في العاصمة عمان العديد من الشخصيات البارزة حول العالم.

زفاف الأمير الحسين والأميرة رجوة

الحكومة الأردنية أعلنت يوم الزفاف عطلة رسمية في البلاد ابتهاجاً بالمناسبة، ولإتاحة الفرصة للفعاليات الرسمية والشعبية للاحتفال بها.

قبل ذلك بأيام، شهدت البلاد حالة فرح أردنية تجلت بزفاف الأميرة إيمان ابنة الملك عبد الله الثاني، على الشاب الفنزويلي ذي الأصول اليونانية جميل ألكسندر ترميوتس.

زفاف الأميرة إيمان

جدل قانوني السير والجرائم الإلكترونية

ومن أبرز المنعطفات التي أثارت الرأي العام الأردني خلال 2023، إقرار قانون الجرائم الإلكترونية وكذلك قانون السير في أيلول (سبتمبر)، إذ اعتبر معارضو قانون الجرائم الإلكترونية أنه يعد تضييقاً على حرية الرأي والتعبير وعلى عمل وسائل الإعلام، فيما نفت الحكومة ذلك وأكدت أن هدفه ضبط المخالفات في الفضاء الإلكتروني ومنع الإساءات بأشكالها كافة.

وانقسمت الآراء إزاء قانون السير الجديد الذي شدد العقوبات على مرتكبي المخالفات الخطرة وضاعف قيمتها المالية، بين من اعتبره إجراءً يهدف لـ”الجباية”، في مقابل من اعتبره “ضرورة” للحد من حوادث السير ونتائجها الأليمة.

عودة إلى الحزن

ويبدو أن حالة الحزن التي شهدتها المملكة مطلع 2023، تعيد نفسها مع بدء 2024، فلا مظاهر احتفالية في البلاد بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وهو المشهد الذي يتكرر للعام الثاني على التوالي، إذ أعلن قادة رأي مسيحيون إلغاء مظاهر الاحتفالات كافة، والاقتصار فقط على الشعائر الدينية، وذلك تضامناً مع سكان غزة في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع، وكذلك ما شهدته الحدود الأردنية – السورية من مواجهات عنيفة بين الجيش ومهربي مخدرات وأسلحة، وما تبع ذلك من مقتل جندي أردني وإصابة آخرين.

وسبق لنقابة الفنانين الأردنيين أن أعلنت عن عدم منح تصريح لإقامة الحفلات الغنائية بمناسبة رأس السنة الميلادية، بسبب الأوضاع في قطاع غزة، وذلك تماشياً مع الموقفين الشعبي والرسمي في المملكة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن نقيب الفنانين محمد يوسف العبادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى