خبير نفسي يوضح كيفية التخفيف من الضغط النفسي جراء التعرض لمشاهد الحرب في “غزة”
التاج الاخباري – رهام الخزاعلة
تستمر احداث العنف والمعاناة من قصف وسحل وأيذاء وموت الاطفال التي نتعرض لها بشكل يومي جراء الحرب الصادمة على الاشقاء في غزة والتي تولد لنا حالة من الاحباط والحزن والقلق وما يرافقها من اثار نفسية على اهالي غزة وعلى من يتابع هذه الاحداث .
وقال رئيس قسم علم النفس في الجامعة الاردنية الدكتور احمد الشيخ أن الاحداث الصادمة في غزة تصنف الى مستويات في علم النفس ؛المستوى الاول ” الصدمة الاولية وهو يصييب الاشخاص الاكثر تأثرا مناللذين تعرضوا للصدمة بشكل مباشر وهم الناجين من اهالي غزة.
وبين الشيخ أن الآثار النفسية لاهالي غزة بعد انتهاء الحرب ستستمر لفترات طويلة للتعافي منها ويتطلب جهود كبيرة وعالية ومكثفة من مراكز الرعاية النفسية خاصة من اللذين فقدوا اعزاء لهم لتقليل آثار الصدمة عليهم والوصول الى مرحلة التعافي .
ولفت الشيخ الى ان مشاهد الرجفة التي ظهرت على اطفال غزة هي من الاثار النفسيه الكبيرة عليهم وهذا اثر نفسي خارج الجسد لكن هناك اثر نفسي داخلي يعانون منها بسبب ارتفاع مستويات الادرينالين مثل زيادة التوتر والقلق والاستثارة العصبية وكوابيس ترافقها صعوبات النوم مع فقدات التركيز وتسارع ضربات القلب وهذا كله بحاجة الى علاج نفسي طويل ربما يمتد لسنوات طويلة.
واضاف الشيخ أن الاشخاص اللذين يتعرضون بشكل غير مباشر مثل الصحفيين الاطباء والمشاهدين انفسهم ويشهدون الاحداث القاسية والمجازر في غزة بشكل مكثف باحداث اعلى من طاقتهم مع شعورهم بالعجز والحزن عن تقديم اية مساعدة هؤلاء يتعرضون بما يسمى بالصدمة الثانوية.
ورأى الشيخ أننا نستطيع تقليل هذا الاثر النفسي والضغط العصبي المستمر بمشاهدة الروح المعنوية العالية لدى اهالي غزة الناجين وهم صامدين لا يقهرهم الموت والشهادة لاعزائهم وهم في قلب هذه الاحداث يخفف علينا بشكل كبير .
واضاف الى أننا ايضا لا نستطيع ان نفصل انفسنا عما يجري ويجب ان تعامل معها بمستوى قيمي بانها قضية وجودية مع تقليل التعرض لهذه الاخبار على مدار الساعة لان ذلك يفاقم الشعور بالعجز وايجاد توزان في حياتنا اليومية وممارسة انشطة اخرى واخذ فترة راحة من مشاهدة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي .
ولفت الشيخ أننا لا يجب ان نتوقف عن عملنا اليومي، فعملنا جزء من رسالتنا وممارسة انشطتنا اليومي كالمعتاد .
واكد الشيخ اننا يجب أن نحترم ما يحدث بالغاء او التخفيف من مظاهر الفرح وعدم المبالغة بالتعبير عن مشاعر الفرح والانجازات في ظل ما يجري من حرب وان يكون الحس العام لدينا مساند للأهل في غزة.
وحول تعرض الاطفال لمتابعه مشاهد العنف أوضح الشيخ أن الاطفال تحديدا يجب أن نزرع فيهم اهمية هذه القضية في وجداننا ويجب ان يكون هناك طريقة للتوازن في زرع القيم الوطنية وعدم تعريضهم لمشاهد الرعب من اشلاء مقطعة فالطفل غير قادر على استيعاب هذه المشاهد ومن الممكن ان يتعرض لصدمة اولية نتائجها وخيمة جراء ذلك حتى لو كان خارج الحدث.
واضاف انه يجب ان نوازن وننتقي تعرضهم لمشاهد الحرب والعنف لما هو ملائم لهم .
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 22.1 في المئة (أي واحد من كل خمسة) من الأفراد الذين تأثروا بالمحن في الأشهر الـ 12 الماضية يعانون من اضطرابات نفسية، 13 في المئة يعانون من الأشكال الخفيفة من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، و4 في المئة يعانون من الأشكال المتوسطة، و5.1 في المئة يعانون من اضطرابات شديدة مثل الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد، والقلق الشديد، واضطراب ما بعد الصدمة الشديد.. وبالتالي، يعاني 9.1 في المئة (حوالي 1 من كل 10) من اضطراب عقلي شديد الخطورة يمكن أن يضعف قدرتهم على العمل والبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ”.