مقالات

الشديفات يكتب ..شماغ ودمعة سيدنا في وداع الشوابكة

التاج الإخباري -عدنان متروك الشديفات
 في مشهدين أقرب ما يكونان الى محاكاة القلب والمشاعر منفصلتين تكرر نفس المشهد ونفس المشاعر بنفس الحزن وهما تبعدان كل واحدة عن الأخرى قرابة عشر سنوات ولا زال معين سيدنا بالحزن على أبناء وشهداء القوات المسلحة واستذكار بطولاتهم في ميادين وساحات البطولة شاهد عيان وهو لم ينضب لأنه والد وأخ للجميع ، وشعبه الوفي يلتف حوله بالأمس في جنازة مهيبة ودون أي مراسم مسبقة يتقدم الجموع ممن أمو لمشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني وعدد من الأمراء في مراسم تشييع جثمان الفريق المتقاعد العين جمال الشوابكة وبحضور رسمي وشعبي في مسقط رأسه في خشافية الشوابكة، يتقدم الأردنيون لوداع شخصية وطنية عسكرية أججت فينا مشاعر البطولة والحماس حينما كنا نشاهد التدريبات والتمرينات الحية مع سيدنا بالميدان ويتوسطهم في الواجب العسكري الاجتماعي ويودع صديق 71 وزميل قيادة العمليات الخاصة المشتركة وأحد أبطالها ومؤسسيها الفريق جمال الشوابكة رحمه الله ، وقد حملا كلاهما الام بي فور في تمرين يخلوا من كل البروتوكولات تمرين يزرع فينا البطولة والفخر والإعزاز بهذه المؤسسة التي لازالت ولادة وإيمانه الراسخ بالله وبجنوده ومدرسته العسكرية وهو يودع مع الأردنيين هذا البطل تخاطبه ميادين الشغف والشرف والبطولة وصوت يعلوا في المكان أن أبشر سيدنا فقد وهبنا اليوم أبطال وأنكم يا سيدنا وولي عهدكم الأمين قادة كتيبة هؤلاء الأبطال في مشهد يعيدنا بالذاكرة حينما كان يقف على قبر الشهيد راشد الزيود وقد امتلأت عيونه بالدموع ونحن نستذكر معه التضحيات ايضاً، ولأن دمعة الأحرار غالية فأن المشهد كان قاسياً على الأردنيين مرةً وعلى جلالة سيدنا مرات حينما يصله خبر وفاة أحد هؤلاء الأبطال.
لقد كان شماخ ودمعة وحزن سيدنا عنوان لكل الأردنيين يوم أمس ونحن نستذكر معها زيارة جلالة الملك عبدالله في شهر حزيران قبل عامين الى منزل المرحوم الشوابكة وبالرغم أنه حاز على كل الأوسمة العسكرية إلا أن زيارة سيدنا كانت الوسام الأقرب والأحب للفريق الشوابكة حينما مازحه سيدنا لدى الوصول ب ( كيف الرياضة؟ ) فكانت اجابة الشوابكة أيه تمام وأنا أخوك شباب اللي بدك اياه …  
 في مشهد الحزن الكبير وتعابير وجه جلالة الملك عبدالله بجنازة صديقه المرحوم الشوابكة وملامح الحزن التي بدت على جلالته تؤكد عمق العلاقة والصداقة التي تربط جلالة الملك بالشوابكة وتشير الى كمية الحزن التي لفت شماخ سيدنا كما لف العلم الأردني بكل فخر جسد المرحوم الشوابكة ، وهي تسطر لعلاقة أمتدت لأكثر من خمسة عقود مع أحد أعمده تشكيل العمليات الخاصه حينما التقاه جلالة الملك عبدالله لأول مرة في الثمانينيات عندما كان أميرًا في العمليات الخاصة بالقوات الخاصة الأردنية ويؤكد المشهد أيضاً ان القيادة الهاشمية والجيش والشعب الاردني في حالة مصاب واحد وأن القيادة الهاشمية أقرب ما تكون الى الأردنيين فكيف حينما يكن احد رجالات الجيش والوطن المخلصين الاوفياء ورفيق القائد ، فملامح الحزن لا تكتسي وجه قائدنا وسيدنا الا على رحيل الأوفياء من رجال الأردن .
سيدي جلالة الملك المعظم أسمح لي بأن أختم مقالي بأن وقع الجيش سيظل ملازماً لمعاني ومضامين العزة والكرامة ، وسيبقى مفهوم الجيش الوجه الآخر لقداسة الوطن وقيادته وشعبه ، أمانة نحملها أبناء العسكر كما حملها الأباء والأجداد من قبلنا… 
وأنت أيها المرحوم ثمة رجالات صانوا العهد والوعد، وأستمروا على تماس لصيق بمعاني الجندية وقداستها، وسكنتهم العسكرية كبوح معلق على أطراف الروح في البوادي وعلى الجبهات العسكرية ، لتظل الجندية مداد الروح ونبض القلب وأنت من تلك الأسماء التي حفرت عميقًا في الكيان الأول لديمومة الوجود الجيش العربي ( القوات المسلحة ) وبقيت الوفي لعيون سيدنا الملك لحين وداعك حتى بادلك هذا الوفاء بدموع زكية غالية أو اتعلم لما لأنك تشبه الوطن .
رحم الله فقيد الوطن… وعزاؤنا الى جلالة القائد الأعلى بهذا المصاب الجلل … الى جنات الخلد أبا ماهر 
إنا لله وإنا اليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى