مقالات

حداد يكتب حول التغير المناخي والاوبئة ودور المرأة في مجال العدالة المناخية

التاج الإخباري – بقلم الخبير في الاستخدام المزدوج للأمن الحيوي والأسلحة البيولوجية حازم اسكندر حداد

الفقر المدقع في جميع أنحاء العالم والأزمات الصحية و الاوبئة العالمية اكثر عرضة هن النساء و الفتيات، وخلال الخمسون عقداً الماضية كافحت المرأة من أجل القضاء على الفقر المدقع و تم إثبات شيء واحد مرارا وتكرارا  وهو ان النهوض بالمرأة يعمل على سد الفجوة والعدالة بين الجنسين، و يتم ذلك فقط من خلال زيادة التمويل للنساء والفتيات من خلال تنظيم الأسرة ومبادرات صحة المرأة وإذا كنا نؤمن بالمرأة، فلنبادر و نتحدث نيابة عن ملايين الفتيات والنساء اللاتي لا يحصلن على الخدمات الصحية الأساسية و صحة المرأة.

كافة الأبحاث العلمية ومؤتمرات المناخ و الامم المتحدة واخرها التي ستعقد بدبي  COP28 اجمعت أن المخاطر بالنسبة للديون السيادية والاصول المالية  للدول النامية وهي الاكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي بارتفاع اسعار الغذاء و زيادة النزوح من الاراضي الزراعية الى اخرى صالحة للزراعة و السكن فعلى حكومات العالم اعطاء الناشطات في المجال المناخي اللاتي يعرفن بأنهن نسويات مهتمات بعلم البيئة بالاعتراف بعمل المرأة في مجال العدالة المناخية في جميع أنحاء العالم للمساعدة في حماية الكوكب وتعزيز المساواة بين الجنسين.

واول من اهتم بقدرة و قوة المراة بالتغير المناخي هي الكاتبة الفرنسية فرانسواز ديوبون وهي من اطلقت مصطلح النسوية البيئية في عام 1974 في كتابها النسوية أو الموت واهم ما قالت أنه بوجود الكوكب في أيدي النساء ، سيزدهر الجميع.

تشير النسوية البيئية إلى أن النظام الأبوي هو المصدر الدافع وراء تدهور الكوكب واستغلال النساء وهي قضايا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ولا يمكن حلها دون تفكيك أنظمة السلطة الذكورية القمعية. تسلط الأيديولوجية والحركة النسوية البيئية الضوء على حقيقة أن النساء هن الأكثر تأثراً بالقضايا البيئية وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للتأثر بتغير المناخ وأن 75٪ من النازحين بسبب تغير المناخ هم من النساء.

على الرغم من احتضان الفنانين والنشطاء لهذا المصطلح لعقود من الزمن، إلا أن النسوية البيئية لم تخلو من النقد والتراجع على مر السنين ، حيث رفض البعض تركيز على الحركة النسوية البيئية وهنا انعدمت الشمولية للمراة وعلى الحكومات اعطاء الفرصة لاستعادة المصطلح والتأكيد على دور النساء في قيادة الحملة مع اشتداد خطر تغير المناخ .

و من اهم النسوية البيئية هي فاندانا شيفا كباحثة هندية ومدافعة عن الزراعة المسؤولة ، والتي تطوعت مع حركة تشيبكو الهندية لحماية الغابات من إزالة الغابات في أوتارانتشال في عام 1973 و لطالما حافظت المراة بموطنها وارضها  وبغض النظر عن اللون والعرق بسبب تمسكهن و تحملهن المسؤولية عن إطعام أسرهن وشراء الموارد الأساسية وتوفير المياه.

في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية تتصدر نساء الشعوب الأصلية مبادرات حماية منطقة الأمازون وفي المدن تتخذ الشابات موقفًا ضد التلوث ونتمنى ان تعطى المراة العربية الفرصة في رفع صوتها بهذا الشأن واعطائها دورالمبادرة والريادة لخلق افكار تحد من التغير المناحي.
حتى الان يوجد لغلط في فهم التغير المناخي فهو يقسم الى قسمين: القسم الاول تغير مناخي طبيعي ياثر على الغلاف الجوي و على سطح الارض واهمها المسطحات المائية وهي المحيطات بفعل الدورات الشمسية بجعل الارض يتاثر باحترار عالمي او تبريد عالمي طبيعي.

والقسم الثاني هو تغير مناخي بفعل الانسان و الحيوان بانتاج عوادم تاتي من الصناعه او التدفئة او مزارع الحيوانات وايضا بزيادة الكثافة و التعداد السكاني الذي يؤدي الى زيادة درجات الحرارة السطحية للارض  حتى  طبقة هواء 850 و بالعاده تكون على ارتفاع 1500 متر وهنا يكون تاثير مباشر من البشر والحيوانات.

لم يعد السفر والبحث العلمي لاثبات و معرفة تأثير تغير المناخ على مجتمعهن؛ لانه اصبح واقع ملموس فاصبحنا نشهد تنظيم إضرابات وإجراءات للحد من التغير المناخي بعد اكتشاف حقيقة كيفية تأثير تلوث الهواء والماء و قلة المسطحات المائية  و دمار الغطاء النباتي بشكل غير متناسب على الارض فأصبح التقاطع بين القضايا البيئية والجنس والعرق و الصحة والاقتصاد وانتشار الاوبئة حقيقة واضحة واهمها وقف الوقود الكربوني وايجاد تحول للطاقة النظيفة والخضراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى