التغطيات الصحفية غير المهنية.. ما بين ميثاق الشرف ومصالح المؤسسات
التاج الإخباري – نعمة العلاونة
تعتبر أخلاقيات العمل الصحفي من الأمور التي يجب أن يلتزم بها الصحفي في عمله إلا أن هنالك بعض الصحفيين يكلفون بتغطية مواضيع تتعارض مع قيم وأخلاقيات هذه المهنة من أجل محاولة بحجز حصة في سوق الاعلام بالأردن.
قال الخبير الصحفي وعضو في نقابة الصحفيين خالد القضاة إنه قد يكلف الصحفي بتغطية مواضيع غير مهنية لا تتناسب مع قدراته وكذلك مع المهنة الصحفية مثل العقود التي تتوقع بين المؤسسات الاعلامية وبعض الشخصيات النافذة أو بعض المرشحين للانتخابات، و يتم إظهار الشخص على غير حقيقته مما لا يتناسب مع مهنة الصحافة وميثاق الشرف الصحفي.
وأضاف القضاة أنه من الممكن أن تنحاز الصحافة لرواية الحكومة في تغطيتها لبعض المواضيع الصحفية، بالرغم من ذلك فهي تغطية مضرة بالصحافة لإنها تؤدي إلى هجرة المؤسسات الإعلامية من قبل الأشخاص الذين يعتمدون عليها كمصدر لإيصال صوتهم للرأي العام.
وأكد القضاة على خطورة إستخدام الفنون الصحفية مثل الخبر أو التقرير أو المقال وغيره لتغطية حملات دعائية، سواء كانت لشركات أو لشخصيات نافذة ولجوء بعض الصحفيين إلى تقديم الإعلان بهدف تحقيق الربح المادي وتضليل الجماهير على أنها حقائق وليست إعلانات ربحية.
وبينت مديرة تحرير المندوبين في صحيفة الرأي سمر حدادين أن تغطية الصحفيين لبعض المواضيع التي لا تتناسب مع مهنة الصحافة يعود إلى عدم الوعي عند بعض الصحفيين لمعايير المهنة التي تمنع على سبيل المثال نشر صور وأسماء ضحايا العنف والجرائم، أو تنتهك حقوق ذوي الاعاقة والأطفال والمرأة أو تسيء للأديان.
وأشارت الحدادين في حديث له مع التاج الإخباري إلى أن سبب النشر هو التنافس على المشاهدات وجمع أكبر عدد من المتابعين، إذ أنه كلما زاد عدد المتابعين تزداد فرص الكسب المالي إما عن طريق الإعلان أو عن طريق منصات التواصل الإجتماعي.
وأوضحت الصحفية المستقلة أمل الغوانمة أن الأشخاص الذين يتحدثون عن المواضيع التي لا تتناسب مع مهنة الصحافة غالباً ليسوا صحفيين وليست لديهم أدنى فكرة عن أهداف المهنة ، مشيرةً إلى ضرورة وجود موقف واضح وصريح لهيئة الإعلام ،ونقابة الصحفيين فيما يتعلق في هذا الأمر، بالإضافة إلى دورها بعدم السماح بالتجاوزات من قبل الدخلاء على مهنة الصحافة .
وفي السياق ذاته، قالت الغوانمة "على نقابة الصحفيين أن تتوجه بعقد حوار وطني مع الصحفيين في جميع أنحاء المملكة، تجتمع من خلالها مع المؤسسات الصحفية الصغرى والكبرى والتركيز على موضوع الدخلاء على المهنة".
