أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاجسياحة و سفر

“جبلُ القلعة”.. كنز أثري يصوّر الأردن ضاربُ الجذور في التاريخ

حضارات مختلفة توالت على المكان عبر تاريخه
حركة نشطة للسياح يشهدها الموقع خلال الفترة الحالية
مطالبات بتوفير بيئة تلائم الأشخاص ذوي الإعاقة داخل الموقع
الجبل يمثل متنفساً للعائلات في عمان الشرقية

التاج الإخباري – عدي صافي 

تمتلك الأردن نتاجاً زاخراً من المواقع الأثرية التي تعود إلى حضاراتٍ سحيقة، تجعله ضارب الجذور في التاريخ. 

هذه المواقع الهامة والتي لا يمكن حصرها تعتبرُ ثروةً اقتصادية في حال تم استغلالها بالشكل السليم، والترويج لها عالمياً عبر خطط عصرية تستند على حملاتٍ اعلامية، اعلانية، تضمن اقناع المهتمين بزيارة البلاد. 

ويعتبر جبل القلعة موقعاً أثرياً هاماً ونقطة جذبٍ سياحي، وهو أحد جبال مدينة عمّان السبعة والذي اتخذه العمونيون منذ القدم مقراً لحكمهم في المدينة، ومن بعدهم كل من اليونان والرومان والبيزنطيين الذين احتلوا المدينة على التوالي إلى أن جاء عليه الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، حيث بني على قمته القصر الأموي.

"التاج" زارت الجبل واضطلعت على وضع الحركة السياحية في المكان، والخدمات المقدمة، عدا عن البنية التحتية من طُرقات وسلات للنفايات وغيرها في المكان الذي يشهد حركة نشطة من الزوار. 

مبالغ رمزية يدفعها الزوار

أحد العاملون في بيع التذاكر للسياح قال في حديث له مع "التاج الإخباري" إن سعر التذكرة للأردنيين لا تتجاوز الـ25 قرشاً عن الشخص الواحد، فيما يبلغ سعر التذكرة للأجانب ثلاث دنانير. 

وأوضح أنَّ الفترة الحالية تشهد حركة نشطة للزوار من مختلف الجنسيات، بما فيهم الجنسية الأردنية؛ تزامناً مع الأجواء المعتدلة خلال الأيام الماضية. 

أدلاء سياحيون: جبل القلعة يمثلُ كنزاً أثرياً للأردن

أدلاء سياحيون أكدوا في حديث لهم مع "التاج الإخباري" على أن جبل القلعة يمثلُ كنزاً اثرياً للأردن، شهدَ على عصورٍ سابقة ومرّت عليه حضارات كُبرى. 

وبينوا أنه يعكس صورة الأردن من الأصالة إلى الحداثة والنهضة والتقدم؛ لما فيه من دلالات على مكانة هذه الأرض وأهميتها الإستراتيجية والجغرافية عبر مختلف الأزمنة، مشيرين إلى أنَّ الجبل برز في عمان كمقر لعاصمة العمونيين،حيث ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري. 

وتابعوا، "عثر في جبل القلعة على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن ق.م، كما يوجد في جبل القلعة آثار وأعمدة رومانية كورنثية ومعبد لهرقل، عدا عن احتوائه على آثار إسلامية تعود إلى العصر الأموي، مثل القصر الأموي". 

وقالوا إنَّ الجبل يزوره السياح من مختلف الجنسيات التي تأتي للمملكة؛ بصفته معلماً هاماً ويضم مزيجاً من المواقع الأثرية لحضاراتٍ مختلفة، إلا أنَّ العدد الأكبر من السياح الأجانب الذين يزورونه تعود جنسيتهم إلى الإيطالية؛ بحكم اهتمامهم الكبير بالآثار الرومانية واليونانية التي يعتبرونها تمثل مرحلةً زمنيةً بناها أسلافهم.

الجبل يمثل متنفس للعائلات في عمّان الشرقية

مواطنون عبروا في حديثهم مع التاج عن مدى سعادتهم وانبهارهم بالآثار الموجودة داخل الجبل؛ لا سيما وأنَّ الغالبية العظمى منها محافظ عليها بشكل كبير رُغم مرور السنوات.

وقالوا إن المكان يمثل متنفساً للعائلات، عدا عن كونه اماناً على الأطفال إلى حدٍ كبير، في ظل اهتمام وزارة السياحة والأثار فيما يتعلق بإغلاق الأماكن والآبار الخطرة على المشاة.

وتابعوا، "جبل القلعة يعتبر مكاناً جيداً للعائلات الأردنية لزيارته، بسبب انخفاض اسعار التذاكر بما يتماشى مع الوضع الإقتصادي لشريحة واسعة من المجتمع، اضافة إلى موقعه القريب نسبياً لمختلف مناطق العاصمة، عدا عن مدى اتساعه والذي يسمح للأطفال باللهو في مساحات واسعة أمام انظار ذويهم".

وفيما يتعلق بالملاحظات التي أوردها بعض زوار المكان الذين التقتهم" التاج"، طالبوا الجهات المسؤولة عن المكان بتوفير" كافتيريا" داخل المنطقة الأثرية يستطيع الزوار من خلالها شراء بعض احتياجاتهم مثل عبوات المياه وغيرها.

وأشاروا إلى أنَّ بعض طرقات المسير داخل المنطقة الأثرية تحتاج إلى الرصف؛ حتى يتمكن الزوار من السير عليها بشكل أكثر سهولة؛ لا سيما في ظل وجود أتربة وحجارة بها تعيق حركة السير وتتسبب باتساخ ملابس الزوار.

مطالبات بجعل البيئة ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة 

محمد (اسم مستعار) وهو أحد الأشخاص من ذوقي الإعاقة، قال في حديث له مع التاج الإخباري إنَّ بعض الأماكن في منطقة جبل القلعة تفتقر إلى تجهيزات تخدم ذوي الإعاقة.

وبين أنه من واجب الجهات المسؤولة توفير البيئة الملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة بما يتوافق مع القوانين المعمول بها، معتبراً أنَّ موقع يزوره الآلاف سنوياً يجب أن يكون مجهز لإستقبال حالات من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أو هؤلاء الذين يستخدمون الكرسي المتحرك أو الشخص الكفيف الذي يستخدم عصا لمساعدته على السير.

ويقع المتحف الأردني أيضًا في داخل القلعة وهو يحتوي على العديد من القطع البرونزية، ويعتبر المتحف مكاناً لتماثيل عين غزال والتي تعتبر من التماثيل القديمة والتي صنعت من القصب والجبس، ومن أشهر المعابد الموجودة داخل القلعة هو معبد هرقل، وهذا المعبد قام بناؤه الرومان يأتي الزوار إلى القلعة ليشاهدوا اليد الموجودة في القلعة والذي يعتقد أنها يد تمثال روماني كبير لهرقل. 

ويعد جبل القلعة من أكثر المناطق جذباً للسياح في عمان، سواءً على المستوى الخارجي أو الداخلي، وتقام على أكتافه الحفلات الموسيقية، حيث يعتبر أحد أماكن الاحتفال الرئيسية، نظراً لموقعه المطل على معظم مناطق العاصمة عمان- وخاصةً وسط البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى