مقالات

صراخ الأجيال

التاج الإخباري وطن حجير

الماضي و الحاضر زمانان قد تولد من خلالهما صراعات أزلية؛ ذاع صيت هذه الأزمات في السنوات السابقة، بين مؤيد و معارض إلى ان ازدادت حدّة هذه الصراعات عن المألوف، خاصًة مع انتشار وسائل الاعلام و التطور و الانفتاح و اختلاط العادات و التقاليد في مجتمعاتنا.

بدأت هذه الأزمة في الوقت الذي بدأ فيه الأباء المحافظين المتعلقين بالموروث والعادات القديمة رفض كل ما هو دخيل بنظرهم على مجتمعاتنا و يؤدي بتضليل جيل الشباب لما هو مختلف عن ما اعتادوا عليه و نشأوا على أسسه، حيث أنه في ظل الانفتاح الاجتماعي باتت الافق تتوسع و تتنوع الثقافات المعروفة مما ادى الى اختلاط بارز و صريح في كيفية التعامل مع الموروث التقليدي و الأسس المجتمعية القديمة، ادى لتصادم ملحمي بين هذين الجيلين لتتحول الى صراع أزلي بين الأجيال لا رأفة فيه.

يتوارى الأباء خلف المورثات التقليدية زاعمين ان جيل أبناءهم الحديث ما هو الا خزعبلات لا قيمة لها تؤدي إلى التعدي على عادات المجتمع و ” الأصول ” حين يتهم هذا الأخير سابقه بشدة تعلقه بثقافة بالية متخلفة عفا عليها الزمن وساهم في انعدام قدرته على مجاراة تطورات الحياة و المتغيرات المجتمعية الحالية.

الجدير بالذكر ان هذه الصراعات ازلية عرفها الانسان منذ القدم بكل سيئاتها و حسناتها، أساسها التغيرات الزمنية والتطورات العلمية والثقافية التي تتميز بها كل حقبة.

تندرج المشكلة الأساسية حول عقل الأباء في تقبل تطور مجريات الامور و شعورهم بقوة فرض السيطرة على قرارات الأبناء حيث ان الأغلبية تتعامل على ان الأبن مرفق تحت خانة ” ممتلكات شخصية” فيصعب تقبل اساليب التحرر او التمرد.
إضافة لذلك إن مسألة العادات و التقاليد مصيرية بنظرهم ، يصعب التخلي عنها أو المساس فيها بأي شكل من الأشكال.

و عندما نتحدث هنا عن الشباب فأننا نرتحل رحلة مختلفة تمامًا يتحكم فيها مجموعة من الهرمونات و الطاقة و حب الفضول و السعي للتجربة، فتصبح هذه الحرب حربٌ عقيمة لا تسمن ولا تغني، فمن سيرضخ خلالها؟ القوة الأبوية المسيطرة، أم قوة الفضول و بناء الشخصية ؟
لا يمكننا الإنكار ان لهذه المسألة أبعاد كثيرة، سلبًا او إيجابًا لكنها في الأخر قضية حتمية مستمرة منذ القدم و ستبقى لما بعد ذلك.

لنسأل أنفسنا عدة أسئلة قد تقودنا للوسطية:
1- ما الذي قد يؤدي إلى هدنة بين جيلين مختلفين لا يتقبل أحدهما الآخر ؟
2- ما الذي يدفعنا الى التمرد على عادات آباءنا القديمة؟
3-ما هي المؤشرات الفعلية التي تنجم عن هذه النزاعات؟
4- إلى متى!؟

لنجد الجواب واحدًا اساسه، الأنانية،، الفكرية و العقائدية و الأبوية.
فهل من الممكن أين يتخلى الجيل السابق عن أنانيته و يسمح للجيل الجديد أن يواكب تطورات عصره و يختار بإرادة حرة ذاتية بعيدة عن أي تأثير ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى