إقتصاداهم الاخبارعربي دولي

بقيادة المرأة الحديدية.. ايطاليا مركز عالمي لتصدير الطاقة

على أمجاد الإمبراطوروية.. ايطاليا تسحب البساط من فرنسا في افريقيا

التاج الإخباري – عدي صافي

تمضي الدولة الإيطالية قُدماً في خطتها لتصبح مركزاً عالمياً لتصدير الغاز لتحل مستقبلاً محل روسيا التي كانت تمد أوروبا بأكثر من 40% من احتياجاتها من الطاقة قبل حربها مع أوكرانيا.

ايطاليا صاحبة 3 أكبر اقتصاد في أوروبا وثامن أكبر اقتصاد على وجه الأرض بناتج محلي اجمالي يبلغ 1.88 ترليون دولار بدأت تحركاتها على كافة الأصعدة لتحقيق الحلم الإيطالي الجديد.

الغضب يشتعل في الديار الفرنسية

رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني والتي تقود أول حكومة يمينية ايطالية عن حزب (اليمين المحافظ اخوة ايطاليا) منذ الحرب العالمية الثانية، زارت فور استلامها دولة الجزائر، ووقفت أمام مكانين من أهم أماكن تخليد النضال ضد المستعمر الفرنسي مما اثار الغضب في قصر الأليزيه والصحافة الفرنسية.

ميلوني والتي تسمى المرأة الحديدية في ايطاليا بدت واضحةً منذ حملتها الإنتخابية والتي عنونتها بـ"ايطاليا والشعب الإيطالي أولاً".

زيارة ميلوني للجزائر تضمنت وقوفها أمام مقام الشهيد، وهو الرمز الشهير الذي يخلد النضال ودم الشهداء الذين ارتقوا أمام المستعمر الفرنسي، ثم زارت حديقة أنيكو ماني مؤسس عملاق النفط والغاز الإيطالي شركة أنّي، والذي دعم ثورة الجزائرين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ضد فرنسا.

وقدمت المرأة الحديدية خلال زيارتها رسالةً مفادها "ايطاليا كمركز رئيسي لإيصال امدادات الغاز لأوروبا في المستقبل".

وتهدف الخطة الإيطالية وفق الصحافة الأوروبية إلى وضع ايطاليا محل روسيا في تمرير امدادات الغاز للأوروبين، عدا عن سحب البساط من النفوذ الفرنسي في شمال وغرب افريقيا.

ولم تتوقف زيارة ميلوني عند الجزائر لتزور بعدها بأسبوع طرابلس- العاصمة الليبية، ولتشرف على توقيع اتفاقية بقيمة 8 مليار دولار تهدف إلى تطوير حقلين جدد في ليبيا.

أصل التحول الهائل للسياسة الايطالية 

وبالعودة إلى سبب التحول الهائل في السياسة الإيطالية في ملف الطاقة، يشار إلى أن روسيا قبل حربها مع اوكرانيا كانت تصدر إلى أوروبا نحو 40% من احتياجاتها من الطاقة، وكانت ايطاليا ثاني أكبر مستورد للغاز في اوروبا بعد المانيا، حيث بلغ الإستهلاك المحلي في عام 2021 أكثر من 75 مليار متر مكعب والذي يتم توليد نصف احتياجها من الكهرباء منه. 

ولذلك توجهت ايطاليا إلى الجزائر لتأمين احتياجاتها من الغاز بعد تخفيض استيرادها من روسيا بعد فرض عقوبات اوروبية على الأخيرة. 

التوجه الإيطالي نحو الجزائر لُقيَ بترحيبٍ واسع من السلطات الجزائرية التي طلبت من الإيطالين مساعدتهم في تطوير قدراتهم الإنتاجية، وتم ذلك من خلال توقيع اتفاق بين شركة "أنّي" عملاق الطاقة الإيطالي مع الحكومة الجزائرية والذي يهدف إلى تعزيز التنقيب عن النفط والغاز. 

الجزائر رفعت تصديرها إلى ايطاليا من الغاز ليصل إلى 30 مليار متر مكعب سنوياً في مقارنةً مع 21 مليار متر مكعب سابقاً. 

واستطاعت ايطاليا بعد ذلك تخفيض اعتمادها على الغاز الروسي ليصل إلى 10% بدلاً من 40% سابقاً، وعوضت النقص من خلال الجزائر، مصر وغيرها من الدول المصدرة للغاز. 

الخُطة الإيطالية

المرأة الحديدية لإيطاليا أطلقت خطةً للمضي قدماً في سياستها أسمتها "ماني"، وتهدف الخطة إلى تكرار ما قام به "انريكو ماني"، بحيث تسعى لتوقيع صفقات عادلة مع دول افريقية تحوي منفعةً حقيقةً للطرفين. 

وتسعى الخطة لتحقيق هوامش ربح منخفضة مقارنة بالآخرين، اضافة إلى دعم تنمية الدول والإسهام في استغلالها لمواردها بشكل حقيقي. 

البنية التحتية لإيطاليا 

تمتلك الدولة الإيطالية 3 خطوط تنقل اليها الغاز، الأول وهو خط عبر المتوسط الذي ينقل 35 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً ويبدأ من الجزائر مروراً بجزيرة صقلية الإيطالية وصولاً إلى جنوب ايطاليا، والخط الثاني هو خط انانبيب النفق الأخضر والذي ينقل 12 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً ويبدأ من ليبيا وصولاً إلى صقلية ومن ثم الداخل الإيطالي، في حين أن الخط الثالث يبدأ من اذربيجان وصولاً إلى جورجيا ثم تركيا ثم اليونان ثم البانيا ثم البحر الأردياتيكي وصولاً إلى الجنوب الشرقي لإيطاليا وينقل 10 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. 

ويعمل الإيطالين على مسار توسعة الخطوط ومسار مد خطوط جديدة، حيث سيتم مضاعفة قدرة خط TAB للضعف بحلول عام 2027، عدا عن الاتفاق مع الجزائر لإستئناف العمل بخط جالسي والذي سينطلق من شمال الجزائر وصولاً إلى جزيرة سردينيا الإيطالية ومن ثم وسط ايطاليا، وسينقل ٨ مليار متر مكعب سنوياً من الغاز. 

وتملك الدولة الإيطالية وفق المعلومات الرسمية ثلاثة محطات لإستيراد الغاز المسال وتحويله إلى غاز طبيعي، بحيث تملك الثلاث محطات قدرة تخزينية تصل إلى ١٥ مليار متر مكعب، عدا عن امتلاكها لسفينتين تخزين عائمتين بقدرة تخزين تصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز. 

وفيما يتعلق بطريقة تصدير الغاز إلى وسط وغرب أوروبا فإن ايطاليا تمتلك قنوات تصدير منها خط انانبيب ترانس اوستريا جاز والذي يمر عبر النمسا وخط انابيب ترانسيت جاز والذي يمر عبر سويسرا، وهما من سينقلان الغاز لمراكز الطلب في وسط وغرب اوروبا، عدا عن ان ايطاليا بدأت بانشاء خط غاز اضافي ب٢.٧ مليار دولار اسمه خط البحر الأدرياتيكي والذي سينطلق من قلب ايطاليا وصولاً إلى شمالها وسيضاعف قدرة النقل من الجنوب إلى الشمال بـ10 مليار متر مكعب من الغاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى