رياضة

الخبرة تغلِب الشجاعة.. تحليل مباراة ريال مدريد وتشيلسي

التاج الإخباري – يزن العدوان

عاد ريال مدريد بعد سيناريو عظيم أمام تشيلسي، أمس الثلاثاء، في مباراة وقعت على ملعب "سانتياجو برنابيو" في إطار إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وانتصر ريال مدريد بمجموع أهداف اللقائين 5-4 ، ليصبح ضلعاً من ضلوع نصف نهائي دوري الأبطال، والذي سيلاقي الفائز بين أتليتيكو مدريد ومانشيستر سيتي.

تقدم لكم "التاج الإخباري" في سطور، تحليلاً شاملاً عن الموقعة المشتعلة بين الميرينجي والبلوز.

تشيلسي يرتدي قناع الوحش

بعد مباراة الذهاب في لندن، لام توخيل نفسه إثر الهزيمة المدوية في ملعبه وبين جماهيره، بثلاثة أهداف مقابل هدف، حتى تصريحات توخيل كانت توحي بأن الفريق لديه مهمة شبه مستحيل للعودة في لقاء الإياب أمام الملكي.

وقبل انطلاق المباراة، وضع كلا المدربان التشكيلة التي ستدخل أرضية ميدان الملعب، فاعتمد أنشيلوتي على ذات تشكيلة الذهاب 4-3-3 بتواجد فالفيردي في مكان الجناح الأيمن، أما توخيل، أجرى تغييرات جذرية في التشكيلة حيث لعب بخطة 4-3-1-2، الاختلاف هنا كان بوضع أربعة مدافعين واللعب بمهاجمين وخلفهم لاعب وسط.

ولج حامل اللقب تشيلسي وصاحب الأكثر تتويجاً ريال مدريد إلى الملعب، يمنون النفس للتأهل إلى المربع الذهبي، فكانت المباراة منذ صافرة الحكم في غاية القوة والكثافة.

تشيلسي صدم الجميع بطريقة لعبه، إذ بدى أنه بالفعل ارتدى "قناع الوحش" أمام ريال مدريد، ومنذ بداية المباراة، كان هو الأشرس والأسرع من ناحية افتكاك الكرة وشن هجمات سريعة.

تشيلسي صعّب على ريال مدريد الخروح بالكرة، حيث أجبره على التراجع إلى خلف والتصدي لضربات البلوز في مرمى كورتوا، فاعتماد تشيلسي على لوفتوس-تشيك كمحور وجناح أيمن، ومن خلفه الظهير جيمس، ساعد على تكبيل نصف قوة الملكي في التحول الهجومي عند جهة فينيسوس، لا سيما أن جيمس كان متحفظاً في مكانه ليراقب الجناح البرازيلي.

صحيحٌ أن البلوز على الورق اعتمد على مدافع رابع، إلا أن ظهيرهم الأيسر ألونسو كانت مهامه هجومية أكثر من كونها دفاعية، والمدافع روديجير كان المسؤول الأول عن تغطية الجهة اليسرى.

الدقائق الأولى تمر عصيبة على الملكي، يحاول تهدئة نسق المباراة بسبب بطئ وسطه، لكن البلوز يزيد من الوتيرة ويواظب على الاستحواذ بالكرة، حيث سدد كرات خطيرة في أكثر من مناسبة، وفي الدقيقة 15 قلبيّ دفاع مدريد غير المتجانس، أسفر عن ثغرة استغلها ماونت بذكاء ليفتتح التسجيل.

تشيلسي يقدم لعباً رفيعاً وأفكاراً متنوعةً، في حين أن الريال كان باهت ومساعيه في محاولة إيجاد حلٍ يخرجه من كربه لم تثمر بعد.

النادي اللندني ينقل الكرة بسلاسة، خاصةً أنه كان يتموقع بين خطوط الملكي ويتحرك بمرونة عالية، وفي حال استرجاع الريال للكرة كان تشيلسي سريع في افتكاكها، لتستمر على هذا المنوال حتى نهاية الشوط الأول.

تبديلات وخبرة أنشيلوتي تتفوق على أفكار توخيل

في الشوط الثاني، بقيت الأمور على ما عليه، فمدريد لم يستوعب عنفوان تشيلسي، والأخير لا يخجل من التقدم للأمام، وبات أكثر خطورة كلما مضت الثواني، ومدريد سكن عند حارس مرماه كورتوا، والكسل في افتكاك الكرة شكّل هيمنة شبه كاملة من البلوز.

القسوة والخشونة كانت عنوان الشوط، إذ كان البلوز ينتصر دوماً بالصراعات والإلتحامات الثنائية، والكرات الجوية صبت لصالحم أيضاً، حتى أتى رودريجير في الدقيقة 51 ويرتقي في الهواء ليسدد كرة رأسية استقرت في الشباك.

أفضلية توخيل التكتيكية والفنية جعلت أنشيلوتي يقوم بتغييرات على مستوى الأسماء، إذ في الدقيقة 73 أقحم الشاب كامافينجا مكان كروس المتعب؛ بهدف إضافة الزخم والسرعة في وسط ميدانه، ويبدو أن هذا التبديل لم يكن كافياً لإسعافهم، فسرعان ما سجل البلوز الهدف الثالث من أقدام فيرنير، والذي هرب خلف المدافعين وتفنن بتسجيل هدف ثالث يؤهلهم رسمياً إلى المربع الذهبي.

مع مضي الوقت، دخل البديل رودريجو ليفعل الجهة اليمنى واقتحم مارسيلو الجهة اليسرى، وتحول مودريتش إلى المحور الأيسر، ومن هنا بدأت الانتفاضة الملكية، فبعد دقيقة من دخولهم، افتك الريال الكرة من منتصف الملعب، ليقوم الأمير مودريتش صاحب الرؤية الخارقة بإرسال كرة قطرية بوجه قدمه هبطت على قدم رودريجو، والذي يضعها بشكل مباغة في مرمى ميندي ليعيد المباراة لنقطة الصفر.

صحوة الملكي من الموت أصبحت تحذيراً حقيقياً، ومودريتش الذي استعاد شبابه وانتزع قناع الاستسلام ورمى الراية البيضاء، حوّل مجريات اللعبة لصالح ريال مدريد.

توخيل ظن أن تبديله سينقذه من تلك الصحوة، وعلى الرغم من دخول بوليسيتش المتأخر والهجوم اللا منتهي على مرمى كورتوا، إلا أن الحكم أطلق صافرة نهاية الشوط الثاني وذهبت المباراة إلى الأشواط الإضافية.

بنزيما ينثر السعادة

العامل البدني لعب دوراً محورياً في الأشواط الإضافية ووتيرة الضغط انخفضت، لكن سباق التبديلات بين الفريقين فاز به أنشيلوتي، فالنشاط والحركية عند ريال مدريد أرهقت تشيلسي كثيراً، وفي تلك اللحظة أدرك توخيل أنه ينبغي عليه التبديل، فقام بإراحة ثلاثة لاعبين وإدخال ثلاثة آخرين على مدار الشوطين الإضافيين.

تارة يهجم مدريد وتارة يهجم تشيلسي، وإحباط الحارس كورتوا لتسديدات البلوز من كل صوب، أعطى جرعة معنوية للريال من أجل سرقة الفوز، وذلك ما حصل، ففي الدقيقة 96 أرسل فينسيوس كرة عرضية إلى بنزيما، والذي كان متمركزاً أمام المدافعين ويوجه الكرة برأسه إلى الجهة المعاكسة ويحرز هدف التأهل.

ريال مدريد أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر بعد هدف الفوز، واستقر في مناطقه بسبب الهيجان اللندني على الثلث الأخير، كما أنه وجد الحلول في عمق دفاعات ريال مدريد، إلا أن تسديداتهم كانت مشتتة وكورتوا وقف سداً منيعاً، والأمل تقلص حتى انعدم مع صافرة النهاية، ليتأهل ريال مدريد رغم الخسارة، مستفيداً من فوزه في الذهاب 3-1.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى