أخبار الأردناهم الاخبارتحقيقات التاج

سجائرٌ في أيدي الطلبة..غرفٌ خاويةٌ على عروشها وهواتفٌ نقالة..كل ذلك وأكثر في مدرسة بشمال عمان!! تفاصيل

التاج الإخباري – تحقيق: عدي صافي

لم يتوقع “علي” طالب الثانوية العامة أنه سيجد هذا التسيب الكبير داخل إحدى مدارس شمال عمان حينما إنتقل إليها من مدرسة خاصة بداية الفصل الاول.

المدرسة التي إنتقل إليها “علي”( اسم مستعار) تعاني من العشوائية الإدارية ولا يوجد بها رقابة حقيقية على الطلبة من ناحية “تدخين السجائر، جلب الهواتف النقالة وغيرها”، وفق حديثه لـ”التاج”.

علي روى لـ”التاج” انه يعتقد أن العودة إلى التعليم عن بعد في ظل ما يعانونه داخل المدرسة من تسيب أفضل لهم؛ حيث يجدون وقتاً أكبر للدراسة عوضاً عن إضاعة الوقت داخل أسوار المدرسة.

تعبيرية

السجائر بين أصابع الطلبة على مرآى الجميع!!

“التاج” زارت المدرسة منذ الصباح الباكر، وأطلعت على تفاصيل الشكوى التي وردت من قبل الأهالي والطلبة، من ناحية إنتشار التدخين بين أروقة الغرف الصفية والساحات.

“المدير شاف طالب وهو ماسك السيجارة وبدخن بالساحة، وحكاله يا طالب خلص سيجارتك وروح على صفك!”، وفق ما صرح الطالب “محمد”(إسم مستعار) لـ”التاج”.

“محمد” وصل إلى بوابة المدرسة في تمام الساعة الـ9,15 صباحاً، وقال: “الحصة الأولى على الساعة 8 ونص، والطابور الصباحي ببلش تقريباً على الساعة 8 وربع بس مش كل الطلبة ملتزمين”.

وأضاف وهو ممسك بأصابع يديه سيجارة،”بدخل على المدرسة والدخان والتفلون بجيبتي وما حدا بيحكي معي، المدرسة بطلت زي أيام الإدارة القديمة”.

الطلبة عندما يشعرون بالملل يغادرون الغرف الصفية ويتجهون نحو “المراحيض” ويدخنون السجائر كما يحلو لهم، ولا يتم محاسبتهم أو كتابة إنذارات من قبل الإدارة بحقهم، وفق ما أكد صهيب لـ”التاج”.

دوام الطلبة يبدأ في الساعة الـ9 ويغادر بعضهم في تمام الـ10 والنصف!

يبدأ الطلبة التجمع أمام وحول مبنى المدرسة في الساعة الـ7 والنصف صباحاً، يتقدم عدد منهم إلى المبنى في الساعة الـ8 بينما تبقى مجموعات متفرقة أمام الباب الرئيسي وبجانبه، يدخنون ويتصفحون عبر الهاتف مواقع التواصل الإجتماعي غير آبهين ببدء الدوام المدرسي وفق ما رصدت عين “التاج” في الميدان على مدار ثلاثة أيام متتالية.

“بنلعب على التلفون وبندخن وبنفطر لوقت ما يخلص الطابور وتروح الحصة الاولى، وأحياناً بندخل على الحصة الثانية”، وفق ما قالت المجموعة المتسربة من الدوام لـ”التاج”.

“أحمد”(إسم مستعار) أكد لـ”التاج” أن هذا التأخر يحدث بشكل يومي ومنذ إستلام الإدارة الجديدة لزمام الأمور في شهر 9 من العام الماضي، مبيناً ان الطلبة يغادرون الدوام في أوقات مبكرة وقبل إنتهائه بساعات.

يشهد درج المسجد الملاصق للمدرسة تجمعات كبيرة للطلبة؛ حيث يحتمون تحت “العريشة” الموجودة فوقه من الأمطار ويقومون بتدخين السجائر وتبادل الاحاديث حتى وقت الظهر او قبل ذلك بقليل.

“المعلم: يا طالب، وين رايح؟ الطالب: بدي أروح، أنا من الصف العاشر جـ ، وما في طلاب بالصف”، هذا الحوار جرى بين إحدى الطلبة ومعلم أمام بوابة المدرسة الرئيسية في تمام الساعة الـ10 صباحاً وفق ما شاهدت عين “التاج” في المكان.

تعبيرية

غرفٌ صفية خاويةٌ على عروشها في ذروة الدوام وأخرى بنصفِ طلبة!!

في تمام الساعة الـ9 والثلث صباحاً كان هنالك ثلاث غرف صفية بلا معلمين، يمرح بها الطلبة مصدرين ضوضاءً في أروقة المدرسة، وكان هنالك صف خاوي على عروشه؛ حيث رآى الطلبة انهم لا يرغبون بالدوام لهذا اليوم فاتخذوا قراراً وخرجوا من البوابة الرئيسية من دون وجود ما يمنعهم من فعل ذلك وفق ما رصدت عين “التاج” التي تواجدت داخل أسوار المدرسة”.

“كل صف من التوجيهي وغيره تقريباً في 44 طالب، بس الي بتواجدوا بالعادة داخل الصفوف ما بتجاوز عددهم الـ15 طالب واحياناً بكونو 9 بس، وفي قصة وصلتنا كطلاب إنه في طالب إعترض على طريقة إدارة المدرسة والترهل الي بصير فكتبوا عليه إنذار بتهمة إعاقة سير عمل الحصة”، وفق ما قال الطالب “أسعد”(إسم مستعار) لـ”التاج”.

تعبيرية

“هذا الإشي بنسميه التشليف المسموح!”

“هذا الإشي بنسميه التشليف المسموح”، بهذه العبارة وصف الطالب “أصيل”
(إسم مستعار) خروج نحو 8 طلبة من بوابة المدرسة الرئيسية في الساعة الـ9 وربع، وقال لـ”التاج”:” هذول الطلاب بكون اجا عبالهم يروحوا، وعادي بطلعوا كلهم مع بعض عشان الصف يفضى”، ومن ثم أطفئ سيجارته وتوجه نحو صفه!

الضرب إحدى الكبائر..والهواتف النقالة حُرية!

طلبة يستمتعون بالهواتف النقالة، منهم من يشاهد الأفلام وأخرين يستمعون إلى الأغاني وبعضهم يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، واحدهم يتحدث مع صديقته في إتصال هاتفي!!، هذه المشاهد رآتها عين “التاج” التي زارت المكان من خلف زجاج بعض الغرف الصفية!
“على دورنا كان الطالب إلي بتأخر يتعاقب والطالب الي بنمسك معه التلفون بتم مصادرته إلى حين إتيان والده لإسترداده مع توقيعه على تعهد يضمن عدم إحضاره مجدداً، والطالب الذي يتغيب بما يتجاوز الأيام المسموح له بها يتم حرمانه ويعيد الفصل الدراسي”، هذا ما قاله “عمر” طالب سابق في مدرسة
“ص.أ” الثانوية.

” التدخين لما كنّا بالمدرسة كان جريمة كبرى، وحتى لو دخنت السيجارة حول اسوار المدرسة بعدين دخلت كنت تتعاقب، حتى بتذكر إنه في إحدى المرات دخنت مجموعة من طلاب التوجيهي داخل الصف وعرفت الإدارة عنهم..وقتها تم حرمانهم من تقديم الإمتحان التكميلي ولم يشفع لهم توسط عائلاتهم”، “وفق هشام” (طالب سابق).

عدد من الطلبة السابقين أكدوا لـ”التاج” أن مدرسة”ص” الثانوية عرفت بالصرامة والإنضباط، واستشهدوا بتجاربهم الشخصية، مبينين أن المدرسة لم تشهد خلال الأعوام الماضية مثل هذا التسيب الكبير، معزين سبب ذلك إلى عدم كفاءة الإدارة الجديدة وفق رايهم.

تعبيرية

“تعنت إداري”

قالت مصادر مطلعة لـ”التاج الإخباري” أن الإدارة الجديدة متحيزة لرأيها ولا تقبل النصيحة والتوجيه من أصحاب الخبرة والمعرفة داخل المدرسة.

واوضحت المصادر أن الإدارة لا تقوم بدورها على أكمل وجه من ناحية الرقابة والمحاسبة وحتى التنظيم الداخلي لعمل المعلمين وهو ما انعكس سلباً على مخرجات المدرسة التربوية والتعليمية.

وذكرت أن وزارة التربية والتعليم وادارة المدرسة مسؤولين عن اي ضرر جسدي قد يصيب الطلبة وهم خارج اسوار المدرسة اثناء ساعات الدوام الرسمي.

وطالب عدد من أهالي الطلبة باجراء جولات تفتيشية مفاجئة للمدرسة لضبط المخالفات ومحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير باسرع وقت ممكن.

ونحن في “التاج” نضع كل هذه المخالفات الإدارية التي تهدد مستقبل جيل كامل بين يدي وزير التربية والتعليم وجيه عويس، مع الإشارة إلى أننا حاولنا التواصل عبر “الهاتف” مع الوزير عويس والناطق الرسمي بإسم الوزارة الدكتور أحمد المساعفة والأمين العام للشؤون التعليمية نواف العجارمة والأمين العام للشؤون الإدارية والمالية في الوزارة الدكتورة نجوى قبيلات، إلا اننا لم نجد إجابة من أيٍّ منهم.

و”التاج” مستعدة لتزويد الجهات المعنية باسم المدرسة في حال طلبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى