مقالات

ما بين العقاد ورامز جلال تغييب الوعي المبرمج !؟

التاج الإخباري – بقلم : نادر القاسم

تعاظم التيه في زماننا وغشينا  الخطأ المبرمج وصار طبيعيا أن يجرف أجيالنا عمى الردائه والتفاهة وتغييب معاني العدالة والإنسانية والاخلاق والتسامح والحض على العلم والدفاع عن الأرض والتآخي والتكاتف في وجه الاستعمار واطماعه في وطننا العربي.

 تعيش شعوب الامة العربية الاسلامية على امتداد وطننا العربي كارثة فكرية وثقافيه تتمثل في نشر التفاهة والسخافة والانحلال بهدف تغييب الوعي الجمعي للشعوب وفصل حاضرها عن ماضيها وشطب القيم والاخلاق والمبادئ ومحو الذاكرة الوطنية ومسح تاريخ وحضارة الامة من عقول الأجيال الحالية والقادمة لخلق اجيال فارغة من المضمون وليس لها هدف سوى متابعة التفاهة التي تلقى رواجا كبيرا ويستخدم في ذلك هذا الهدف اخطر سلاحين من اسلحة العصر الحديث هما وسائل الاعلام والسوشال ميديا والفن الهابط بكل اشكاله المعروفة والتي من ابرزها سلسلة من الأعمال الفنية تحمل لواء الترويج للتفاهة ابرزها سلسلة حلقات (رامز جلال موفي ستار ) والتي تبث في شهر رمضان المبارك من كل عام وهو عمل فني لا يحمل اي هدف او لون سوى تغييب وعي الشعوب والهائها عن قضاياها الوطنية والدينية المصيرية. 

ويتسائل النقاد والمواطن العربي عن اسباب غياب البرامج والمسلسلات التاريخية والدينية والوطنية التي جرت العادة عرضها في شهر رمضان المبارك خلال العقود الماضية.

فاين الافلام والمسلسلات الهادفة التي تحيي وتغذي الوعي الديني والوطني وتبقيه حيا في ذاكرة الاجيال مثل فيلم الرسالة وعمر المختار لمخرج الروائع العالمية الراحل مصطفى العقاد وخالد بن الوليد لحسين صدقي وفجر الاسلام لصلاح ابو سيف ومسلسلات عصر الائمة لحسام مصطفى وهارون الرشيد وعمر الفاروق لحاتم علي  الخ… هذه الاعمال الدرامية الناجحة والهادفة.

وسبق للمخرج العالمي الراحل مصطفى العقاد أن تحدث في برنامج تلفزيوني عن معاناته في البحث عن تمويل لفيلم من إخراجه عن القائد صلاح الدين الأيوبي دون ان يتمكن من الحصول على التمويل المطلوب لإنتاج الفيلم سواء من الدول او رجال الاعمال في المقابل نجد أن الافلام والمسلسلات التافهة التي لا تحمل اي قيمة موضوعية أو حبكة درامية اجتماعية أو دينية أو تاريخية يقدم لها التمويل اللازم ويجري الترويج لها بشكل حثيث.

الواضح ان صناعة التفاهات والسخافات تتصدر المشهد حاليا دون رقيب أو حسيب والادهى ان التفاهة والتافهون وما يعرضون من اعمال فنية ودرامية رديئة جعلت الفضيلة خطيئة تستوجب العقاب والخطيئة فضيلة وعبقرية وذكاء واصبحت الفطنة والحمية والشجاعة والمروءة ضربا من العبث العقلي واصبح مجرد التفكير فيها يهدد يقين المجتمع بشكل يثير الاشمئزاز والشعور.

ان محاربة الإبداع باستخدام  التفاهة والرداءة والنفايات الفكرية  يعتبر بنظر الصانعين خير وسيلة للهبوط بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية لواد سحيق بكل ما فيه من وهم و عبثية وانعدام اليقين و الانحطاط حيث يقول الكاتب النمساوي كارل كراوس (هوت شمس الثقافة ارضا حتى أصبح الأقزام أنفسهم يظهرون بمظهر العمالقة) ويقول احد علماء الاجتماع فلنتوقف عن جعل الحمقى مشاهير على حساب القيم الانسانية النبيلة للشعوب والأجيال .
فصناعة التفاهه والسخافة تشكل خطرا يهدد شعوبنا على امتداد الوطن العربي الكبير في كل المجالات ويمنع نشوء أجيال قادرة على مواجهة المستقبل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى