أخبار الأردن

القاضي جهاد الدريدي: الوضع القائم في التشريعات الوطنية لا يتماشى مع المعايير الدولية لإستقلالية القضاء

التاج الإخباري – رأفت القبيلات

أوضح القاضي المستقيل جهاد المدريدي بأن العمل القضائي مرهق ومقيد وأن الوضع الحالي والقائم الان لا يتناسب ولا يتماشى مع المعايير الدولية التي استقر عليها العالم وصدرت فيها قرارات من اللجنة العامة للأمم المتحدة والأردن موقع عليها ولا نجد الحد الأدنى من هذه المعايير.

وأضاف الدريدي ان في مقدمة هذه المعايير الإستقلال المادي و الإداري للسلطة القضائية وهذا غير موجود لدينا حيث أن أي محكمة في الأردن في حال حاجتها لأي شئ ولو كان بسيطاً عليها مخاطبة وزارة العدل.

و المعيار الثاني يتلخص في الولاية العامة للقضاء حيث أن العالم يرى ان الإعتداء على إختصاص السلطة القضائية وإعطاءه لجهات غير قضائية انتقاص من إستقلال القضاء،. ولدينا الكثير من إختصاصات السلطة القضائية تمارسها جهات غير قضائية وغير تابعة للقضاء أساساً وأكبر مثال على ما أسلف ذكره التوقيف الإداري الذي تم منحه للحكام الإداريين.

وعلى مستوى القضاة الأفراد يتمثل إستقلالهم في تحصينهم من النقل و الإنتداب والإحالة على التقاعد المبكر او التقاعد العادي والأسباب تكون موضوعية و يحددها القانون سلفاً
والمادة ١٥ من قانون إستقلال القضاء تعطي المجلس القضائي كل هذه الصلاحيات دون إلزامه بأي قيد و شروط.

يذكر الدريدي انه خدم في العمل القضائي ٢٠ سنة وفي العام الماضي تمت إحالته إلى مجلس تأديبي وتم توجيه عقوبة إنذار بحقه على خلفية منشور عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وفي التشكيلات القضائية الأخيرة تم نقله تعسفاً وتأديبياً إلى إربد.

وهذا ما كتبه القاضي جهاد الدريدي على صفحته في الفيسبوك:
السلام على الشرفاء والاحرار وما أكثرهم في وطني اما بعد:
فقد صدقت القول بالفعل وتركت لهم المناصب والمكاسب واخترت الوقوف في صف الوطن والاصطفاف إلى جانب المعطلين والمهمشين والأكثر هشاشة وطلبت احالتي على التقاعد بمل ارادتي حراً مختاراً.

في نهاية المطاف كان الأمر يستحق العناء ربما لم أستطع وزملائي في الحراك القضائي التغيير في المنظومة او أحداث اختراق حقيقي فيها لكن انصاف مظلوم واحد، إغاثة ملهوف واحد، الانتصار لمغلوب واحد امر يستحق كل العناء.

في النهاية اذا قصرت في حق خصم القاه القدر ليحاكم أمامي فمن نفسي ومن استيلاء النقص على البشر دونما قصد التمس ممن قصرت في حقه العذر واطلب من الله المغفرة، وإذا وفيت فما توفيقي الا بالله اقل الواجب واتخذت عليه اجراً لا فضل ولا منة.

ولأن الفارس الحقيقي لايترجل ولا يترك معاركه فساعلن قريباً مكتبي الخاص منتدىً الاحرار والشرفاء وانصار الحق لان الحق هو الله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون واعاهد الله واعدكم اني ساظل في الميدان اقاتل الفساد والتسلط والاستبداد والمحسوبية َوتقسيم الوطن حصصاً حتى أحدث والشرفاء والاحرار خرقاً في الجدار او نلقى وجه الله وكلمة الحق رطبةٌ في افواهنا تشهد لنا لا علينا.

ختاماً لاندمٌ ولا اسفٌ ولا خوفٌ ولا وجلٌ فلحظةٌ تساوي عمراً وعمرٌ لايساوي لحظة والحياة موقف وللكرامة طعمٌ زهد من تذوقه بما سواه من ملذات زائفة والسلام على الاحرار والشرفاء

القاضي المستقيل: جهاد الدريدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى