أخبار الأردن

الهواري وتحدي كبير لإعادة المنظومة الصحية إلى مسار صرحها الطبي الصحيح

التاج الإخباري – خاص

لطالما كان الأردن وجهة الوطن العربي جذباً للمرضى من خارج الأردن بخدماته المميزة في مختلف التخصصات الطبية والمنظومة الصحية مما جعله قبلةً في السياحة العلاجية والطبية لكل الدول ، وكان يقتني مستشفيات من أكثر المستشفيات المواكبة للتطورات الطبية والتقنية العلاجية في رعاية المرضى والأكثر حصولاً على التميز والإعتمادية والجوائز المحلية والدولية على مستوى الإقليم بلا منازع ..

وعلى مر الأعوام كانت الرعاية الهاشمية تأمر بتكليف جيشها الأبيض لأي مناشدة من الدول العربية في سبيل إنقاذ لأي كارثة أو حرب ثقةً عالية بهذا الكادر الذي ينتقل إلى أي بلد كسفراء يمثلون صرحهم الطبي الملكي بمد عون المساعدة بشكل يشرّف المملكة على كل صعيد ..

ولكن بعد تعرض العالم لجائحة كورونا هذا الوباء الذي تفشي في البلاد ونخر صلب المنظومات الصحية في تداركه واكتشافه ورصد اصاباته ووفياته وما ترك آثاره في جميع القطاعات وبالأخص القطاع الصحي فقد تسبب بالترهل وسوء الإدارة مما نجم عنه اسقاطات صحية كبيرة وعديدة ..

وقد استلم وزير الصحة الأردني فراس هواري مهام وزارته وهي تعاني منذ البداية من سوء اهتمام وإدارة منذ الوزارة الصحية السابقة والتي كانت نهايتها بفاجعة مستشفى السلط في نقص الأوكسجين ، واستلم الهواري الوزارة وهي تحت وطأة التشتت والفوضى الإدارية وبمواجهة وباء لا بد من السيطرة عليه بتنظيم كامل للمواطنين في أخذ اللقاح ، وهذا عبء كبير في نشر التحذير والترغيب ليصل إلى نسبة عالية من الشعب المحصن ضد الوباء فقدم الأردن تجربة مميزة في مجال مطعوم كورونا، وما لعبته المراكز في تقديم هذه المطاعيم كان مميزاً على مستوى المنطقة والعالم، لنثمّن له هذه التجربة الصعبة في تقديم المطعوم للمواطنين وسط التخفيف من الحظر والعمل بشكل متوازن بينهما حتى وصلنا لصيفٍ آمن ..

وعانت وزارة الهواري الصحية برغم نجاحها في وصولها لتعدي الجائحة من التنمر وشن الحرب عليها بهجمات من كل صوب في التراخي في العمل في المستشفيات وسوء الإدارة وعدم التوزيع الناجح للكادر الطبي بسبب الإدارات الفاشلة المتراخية .

عمل الهواري جاهداً على الوصول لاستقرار وبائي في المملكة وتحققت النتائج بفتح القطاعات وتلقي التعليم وجاهياً بعد عامين من الإغلاقات وتلقي التعليم إلكترونياً ، وكانت فرحة المواطنين بذلك عالية بفضل الإقبال على تلقي المطاعيم من قبل الكوادر التدريسية والإدارية في المدارس والعمل الحثيث على مراقبة الوضع الوبائي في ظل العودة للتعليم الوجاهي، من خلال توفير كوادر مدربة في مديريات التربية والتعليم والمدارس، لإجراء فحوصات عشوائية للطلبة والكوادر التدريسية، وبما يعطي مؤشرا عن الوضع الوبائي، والكشف عن أي إصابة محتملة ، وأصبحت المملكة أنموذجا في إدارة ملف التطعيم بفضل ذلك .

وكان من أشد ما اهتم به الهواري في وزارته البعثات من الخدمات الطبية والمستشفيات الجامعية إلى خارج المملكة في مختلف الاختصاصات الطبية، ما يعكس اهتمام الوزارة بتوفير كوادر طبية على قدر عال من الخبرة والتدريب والتأهيل ..

بالإضافة حرص الهواري على خفض بعض النفقات ولاسيما فيما يتعلق بالطاقة، من خلال التحول في الاعتماد على الطاقة المتجددة في المؤسسات الطبية، وقد بدأت بعض المستشفيات فعلياً بالاعتماد على الطاقة المتجددة، بما يسهم في دعم خطط الوزارة لتوجيه الإنفاق على الرعاية الصحية ، وتولي الوزارة اهتماما كبيرا لدعم استقرار الكوادر الطبية، فعملت على حل مشكلة أطباء الامتياز، وأطباء الاختصاص فيما يتعلق بالرواتب والحوافز ..

سعى وزير الصحة على أن يخطو خطو الوتيرة الصحيحة في إمداد المنظومة الصحية بكل خبرته وحنكته وحصافة خططه في التصدي لكل المشكلات التي تواجه القطاع الطبي بشدة الضغط من مراجعيه على المستشفيات بإعادة هيكلة للنظام الإداري وتوفير الطاقم الطبي المتكامل من ممرضين وأطباء بما يسد رمق تقديم الرعاية الصحية المثلى للمواطنين .. ليعود الوضع الطبي كما كان عليه سابقاً وكما أكد ويؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة رفع مستوى القطاع الصحي، ووضع آلية مؤسسية لمراقبة الأداء وضمان الالتزام بالمعايير المهنية ، وعلى أهمية مواصلة تدريب وتأهيل الكوادر الطبية، ضمن خطة واضحة لرفع كفاءة الجهاز الطبي، كما عهدناه سابقاً في أن يرجع صرحاً طبياً يتوجه له أبناء الوطن وكل الوطن العربي للاستفادة من خبراته واجتهاده ونجاحاته في العلاج والرعاية الصحية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى