أخبار الأردناهم الاخبارتحقيقات التاجتقارير التاجخبر عاجل

تحقيق: “تطبيق” يروج للعلاقات الجنسية بين الرجال في الأردن 

تحقيق: "تطبيق" يروج للعلاقات الجنسية بين الرجال في الأردن 

تحرّك رسمي لإغلاق التطبيق خلال أيام
الآف الشواذ في البلاد يتسترون خلفَ التطبيق
أفراد يجنون الأموال من خلال تنظيم العلاقات الجنسية. 
حَفَلات واجتماعات جماعية للشواذ. 
الراعي: التطبيق يُعدُّ مخالفاً للمبادئ والقواعد والأخلاقيات التي يقوم عليها المجتمع الأردني. 

التاج الإخباري – عدي صافي 

"قمنا بتحميل التطبيق بُغية الحصول على حرية في اختيار شريك للعلاقة الجنسية، سواءً أكانَ شاذّاً أم متحولاً أم غير ذلك"، هذا ما أوضحه بعض مستخدمي تطبيق يروج للعلاقات الجنسية بين الرجال في الأردن. 

الآف الشواذ في البلاد يتسترون خلفَ التطبيق

بعدَ تحميل التطبيق وانشاء حساب وهمي بإسم مستعار من قبل مُعدّ التحقيق، تبين أنَّ هنالك آلاف الشواذ، المتحولين جنسياً، وثنائي الجنس، ممن يستخدمون التطبيق في الأردن، تحتَ أسماءٍ وهمية ومعلوماتٍ مُضلّلة؛ منعاً لمعرفة هوياتهم، متسترين خلفَ اسم التطبيق. 

مستخدموا  التطبيق يضعون رغباتهم بشكلٍ علني داخل حساباتهم على التطبيق، ويدعون لإقامة علاقات جنسية مع شواذ آخرين، أو مع بعض الراغبين بالتجربة، دونَ الإلتفات أو طلب أي معايير وشروط مُسبقة.

 
أفراد يجنون الأموال من خلال تنظيم العلاقات الجنسية

وصل "التاج" معلومات حول قيام بعض الأفراد لإستثمار التطبيق بهدف جني الأموال، من خلال تنظيمهم لأشكال العلاقات الجنسية بين الشواذ أو من خلال "النصب والإحتيال" على مستخدمي التطبيق ذاتهم. 

علي "اسم مستعار"، وهو أحد مستخدمي التطبيق، قال لـ"التاج" إنّه يقوم بجني الأموال من خلال التطبيق، بطريقة غير قانونية، مبرراً فعله بأنَّ الشواذ لا يستحقون سوى هذه المعاملة. 

وبين علي أنّه يتواصل مع شواذ عشوائيين على التطبيق ويغرّر بهم، مدّعياً أنّه شاذ مثلهم، ويبحث عن علاقة جنسية. 

وتابع، "بعد أنّ أُقنِعَهم من خلال ارسالي صور مفبركة أدّعي أنها تعود لأعضاء تناسلية من جسدي، أشترط دفعهم لمبلغ مالي يتم الإتفاق عليه بناءً على تشخيصي لوضع الزبون المادي، وأحصل على المال عبر أحد طرق التحويل النقدي المنتشرة في البلاد، وأقوم بعدها بوضع الزبون في خانة المحظورين".

سعيد" اسم مستعار"، وهو مستخدم آخر للتطبيق، قال لـ"التاج"، إنّه يجني الأموال عبر التطبيق، من خلال جمعه لشاذّين وتسهيله عملية اقامة العلاقة الجنسية بينهما. 

وأفاد سعيد أنه يتواصل بشكل عشوائي مع الباحثين عن مثل هذه العلاقات، ويحصل على ثقتهم من خلال توضيح الصورة لهم بأنّه غير شاذ إلا أنه يقوم بعمل مقابل مادي. 

وأضاف، "أحصل على أرقام الشواذ وأصنع شبكة تواصل بينهم، وفي بعض الأحيان أوفر لهم الشقة المناسبة ليكملوا غايتهم، مقابل حصولي على مبلغ مالي كعمولة لقاء مجهودي، تتراوح قيمته ما بين الـ١٥ دينار ولغاية الـ٦٠ دينار"، مبرراً عمله غير القانوني والأخلاقي بسوء الأوضاع الإقتصادية وشُح فرص العمل في البلاد. 

التطبيق يوفر حماية للشواذ

وبعدَ قيام مُعدّ التحقيق بإنشاء حساب وهمي على التطبيق الأشهر عالمياً في الترويج لعلاقات الشواذ والذي تتحفظ" التاج" عن ذكرِ اسمه؛ منعاً للترويج له، تبين أنَّ التطبيق يحجب خاصية الـ"سكرين شوت، لقطة الشاشة". 

ويأتي هذا الحجب لخدمة التصوير من داخل التطبيق بهدف توفير القدر الممكن من الحماية لمستخدمي التطبيق من الشواذ، سعياً من مبرمجي التطبيق لتوفير بيئة آمنة ومريحة للشواذ، لا سيما في البلدان العربية؛ التي تعتبر "المثلية الجنسية" جريمةً يعاقب عليها القانون؛ كونها مخالفة لما جاء في الأديان السماوية ولفطرة البشر. 

التطبيق ذاته يقوم بإرسال رسائل تحذيرية لمستخدميه في بعض البلدان التي تقوم بها السلطات الأمنية بمحاولة تنظيم كمائن للإيقاع بالشواذ؛ سعياً لإلقاء القبض عليهم وتحويلهم إلى القضاء. 

ومع بداية تحميل التطبيق فإنّه يطلب من المستخدم الجديد معلومات حول اتجاهه الجنسي، سواءً كان المستخدم شخصاً طبيعياً أم شاذاً أم متحولاً، أم غير ذلك. 

حَفَلات جماعية للشواذ 

الحساب الوهمي الذي فعله معدّ التحقيق تلقى عدداً مهولاً من الرسائل التي يقف خلفها اما شواذ أو محتالين. 

وبعد فتح حوار مع أحد الشواذ، قال لـ"التاج" إنَّهم يلجأون للتطبيق لأنه يوفر لهم الحماية والحرية اللآزمتين، واللتان لا يحصلون عليها من المجتمع المحلي. 

وأوضح أنّه ومن مثله لا يجرؤون على الكشف عن ميولهم الجنسية؛ خوفاً من القتل أو التعنيف أو السجن، مبيناً أنَّ التطبيق ساعدهم بتشكيل حلقات تواصل واسعة، ومكّنهم من التعارف على بعضهم بعضاً، وحتى عقد اجتماعات وحفلات جماعية في منازل البعض وبشكلٍ دوري. 

مواطنون اعتبروا في حديثهم مع "التاج" أنَّ التطبيق يهدد الأمن المجتمعي ويعتبر خطراً على الأطفال الذين قد يكونون فضولين اتجاه التجربة. 

وقالوا إنَّ الشواذ يخالفون بالدرجة الأولى الفطرة البشرية، ويخالفون تعاليم كافةِ الأديان السماوية، اضافة إلى أنَّ أفعالهم تسهم بشكلٍ كبير في انتشار الأمراض والتسبب في التفكك الأسري وغيره. 

وأكدوا على أنَّ المجتمعات العربية بشكلٍ عام والإسلامية بشكلٍ خاص ستظلُّ رافضةً دعمَ مثل هذه الفئات الخارجة عن الطبيعة البشرية، حتى وإنّ حاول العالم الغربي جعلها واقع محتوم ودعمها بالقوانين والمال وغير ذلك.

عقوبة "الشواذ" في القانون الأردني 

المتخصص في القانون الجزائي والتشريعات الإلكترونية الدكتور أشرف الراعي قال إنَّ هذا التطبيق في البداية يُعدُّ مخالفاً للمبادئ والقواعد والأخلاقيات التي يقوم عليها المجتمع الأردني والمجتمعات العربية عموماً. 

وأوضح الراعي في حديث له مع التاج الإخباري أنَّ معظم المجتمعات العربية لا تشرع العلاقات الجنسية بين الرجال أنفسهم أو النساء أنفسهنَّ، إلا أنّه وبالرغم من أنَّ التشريع الأردني يعتبر أنَّ الإتصال الجنسي بين البالغين بالرضى لا يشكل جريمة إلا أن هذا التطبيق يمكن أن يندرج ضمن عرض فعل منافي للحياء العام. 

وتابع، "نلاحظ أنَّ المشرّع الأردني نص على هذه الجريمة كما هو حال المشرع المصري، وقد ورد النص على ذلك في المادة ٣٠٦ في قانون العقوبات، 
ويمكن تطبيق هذا النص بدلالة المادة ١٥ من قانون الجرائم الإلكترونية واستناداً إلى نص المادة ٣٠٦ المشار اليها اعلاه. 

وأكد أنَّ هذه المادة تنص على تجريم عرض الفعل المنافي للحياء العام أو توجيه عبارات أو القيام بحركات غير اخلاقية (بأي وسيلة) الامر الذي يمكن أن تندرج معه الوسائل الإلكترونية التي تشمل المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية وأنظمة الذكاء الاصطناعي وكل ما يدخل في حكمها. 

ورد الدكتور الراعي في حديثه لـ"التاج" على من يعتبر ذلك توسعاً في التجريم، مبيناً أنَّ ذلك لا يُعدُّ توسعاً في التجريم وانما توسعاً في تطبيق نظاق الحماية للمجتمع من كافة الأفعال التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأخلاق العامة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من النظام العام. 

وأوضح أنَّ أبرز الصعوبات التي يمكن أن تثور هي أنّ تكون السيرفرات التي ترتبط بهذا التطبيق خارج المملكة؛ وهو الأمر الذي يمكن أن يستحيل معه ضبط الجناة وإحالتهم إلى المحكمة.

تحرّك حكومي لحجب التطبيق خلال أيام

مصادر مطلعة أكدت لـ"التاج" أنَّ هنالك تحرّك رسمي بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة لحجب التطبيق في المملكة الأردنية الهاشمية.

وأوضحت المصادر أنَّ الجهات المعنية في حجب واغلاق مثل هذه التطبيقات تعمل على قدم وساق لإغلاق لإتخاذ المقتضى اللازم لإغلاق التطبيق خلال أيام؛ بعد ورود شكاوى من قبل مواطنين حول وجود تطبيق يروج لهذه العلاقات التي لا يمكن قبولها تحت أي شكل من الاشكال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى