اهم الاخبارتحقيقات التاج

يتبعهم حكامٌ ومسؤولون..العرّافون والتنجيم.. خديعة العصر والتاريخ!!

التاج الإخباري – عدي صافي

فضولية النفس البشرية وقلة حيلتنا، تدفعنا الى الإيمان بما يقال لنا حول ما سيحدث لنا خلال الفترة المقبلة.

لا يمكن ان تتجول داخل مكتبة من غير ان تلحظ وجود عشرات الكتب التي تتحدث عن النجوم والعرافة والتنبؤات وصفات الأبراج وتوقعات الايام والأعوام القادمة.

ومع بداية كل عام يصطف الملايين خلف الشاشات؛ ليشاهدوا العرافين والمتنبئين الذين يتصدرون واجهات وسائل الإعلام
العالمية متحدثين عن توقعات العام القادم وما يحمل بين جنباته للدول والأمم والأفراد كُلٌّ حولَ برجه ونجمه كما يدّعون.

لا يقتصر الأمر على قارئي الأبراج والنجوم بل يزيد ليصل الى اولئك العرّافين وهم الأكثرُ شهرةً ومتابعة عمن سواهم؛ حيث يستعين بهم ومنذُ فجر التاريخ قادة دولٍ ورؤساء حكوماتٍ ورجالُ أعمالٍ؛ طالبينَ منهم أن يعرفوا لهم ماذا سيحدث خلال الفترة المقبلة سواءً على الصعيد السياسي أو الإقتصادي وغير ذلك من تفاصيل الحياة التي لا تقبل التأويل والتخمين انما تسيرُ وفقاً للتخطيط والتنظيم والعمل.

ووفقاً لما يذكر التاريخ فان نابليون لم تكن يداه تترك كتاب نبوءات نوستراداموس أينما ذهب، ومثله قادةُ دولٍ معروفين واصحابُ قرارٍ ومسؤولين، وهو ما عزز القناعة لدى فئة من العوام بان ما يقوله العرّاف حقيقي لا يقبل التشكيك والإنكار، حتى بتنا نرى من يرصد احاديثهم ويتابع ان حدثت خلال العام؛ ليؤكد ان ما قاله عرّافه حقيقي.

مبيعات كتب التنجيم والعرافة

وفي مقابلاتٍ  أجريتها مع العشرات من أصحاب دور النشر ومراكز بيع الكتب المنتشرة في منطقة وسط البلد واللويبدة وجبل الحسين في العاصمة عمان، أكد أصحاب هذه المراكز أن هذه الكتب تشهدُ اقبالاً كبيراً من العوام على مدار العام، ويشتد الطلب على هذه الكتب مع نهاية وبداية كل عام ميلادي.

واشار اصحاب المراكز في حديث لهم مع التاج الإخباري الى ان الطلب يتزايد مزامنةً مع بدء استضافة العرّافين والمنجمين عبر وسائل الإعلام وتداول اخبارهم بشكل واسع، موضحين ان فئة كبيرة ممن يشترون هذه الكتب اصبح لديهم خلفيات واسعة عن هذه الأبراج وعلاقاتها ومنهم من يرتب حياته وفقاً لما تحمله التنبؤات والتوقعات.

وقال أحدهم:” بيجيني شب او صبية واحيانا زلام كبار وبطلبوا مني كتب عن الأبراج، ولما اناقشهم بتفاجئ انه الواحد منهم حافظ صفات كل برج ومع اي برج ثاني بطابق وشو الي مستني صاحب البرج خلال اليوم او الشهر او السنة.”

واضاف،”ممكن يجيك شخص يناقشك بسعر اي كتّاب اله قيمة بس الي بطلبوا كتب التنجيم بدفعوا السعر مهما كان وبضلوا رايحين.” متسائلاً بتعجب:” وكأنهم مضروبين على روسهم؟!”.

رأي علم النفس بالأبراج والعرّافين

قال عدد من أطباء علم النفس أننا كبشر نميل إلى الاعتقاد بأن المعلومات العامة المقدمة عن شخصياتنا تخصنا بغض النظر عن قابليتها للتعميم.

واوضح الأطباء في حديث لهم مع التاج الإخباري ان هنالك قابلية سلوكية موجودة لدى البشر تجعلنا نميل الى الإيمان بما هو كل خارق مثل ما يسمى بعلم الأفراج او الفلك أو حتى الألعاب التي نشاهدها عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتي تصف شخصياتنا وغيرها، مؤكدين أن الغالبية تقع تحت هذا التأثير في مرحلة ما من حياتها، ومنها من يمضي بقية عمره مؤمناً بها.

وذكروا ان عالم النفس بيرترام فورير اكتشف ما يعرف
ب”تأثير بارنوم” وهو عبارة عن قراءة للظاهرة النفسية التي تفسر سبب إيمان الأفراد بأوصاف الشخصية المعممة كما لو كانت أوصافاً دقيقة لشخصياتهم الفريدة، اكتشفه عندما أجرى في عام 1948 تجربة حول التحقق من الشخصية، واعد في دراسته اختباراً على طلابه، حيث أخبرهم أنه سيتم تقييم كل استطلاع على حدة، وسيتم تزويده بملاحظات عالم النفس فورير نفسه.

وبينوا ان الأستاذ وضع الملاحظات نفسها لكل طالب مع بيانات عامة حول شخصية كل منهم من دون إخبارهم، واستخدم جملاً مثل: أنت تخاف من المستقبل، انت تندم وتنتقد نفسك عندما تتخذ قراراً خاطئاً، انت شخص يحاول ان يصبح ثرياً، وغير ذلك من الجمل التي قد تنطبق على الجميع.

واكدوا ان هذا الفحص اوضح ان الطلاب قالوا عن توقعات استاذهم بانها دقيقة وتمثل شخصياتهم بشكل دقيق، بالرغم من انها ذات التوقعات لكافة الطلبة، موضحين ان فورير عزّى ان ذلك يعود لميل البشر ان يكونوا سطحيين.

التنجيم- العِرافة والشارع الأردني

تؤمن شريحة واسعة من المجتمعات الشرقية وليس فقط الأردن بما يعرف بالتنجيم او العرافة او الخرافات بشكل عام، ولا يوجد نسب رسمية حول عدد الذين يؤمنون بهذه الأمور داخل المجتمع الأردني.

وبعد سؤال العشرات خلال احتفالات رأس السنة في منطقة البوليفارد- العبدلي، عبدون، واللويبدة حول ايمانهم بالتنجيم والعرافة اكدت الغالبية انها لا تؤمن بما يقول العرافين عبر شاشات التلفزة او في كتبهم.

واوضحوا في حديث لهم مع التاج الإخباري انهم يقرأون هذه التوقعات من باب التسلية واضاعة الوقت ولا يعتبرونها محركةً لحياتهم او طرق عيشهم.

وبين أخرين انهم لا يؤمنون بهذه الأمور والتي اطلقوا عليها مسمى “خزعبلات”، لا يؤمنون بها من باب ديني مستشهدين باحاديث نبوية تُحرّم الرجوع الى العرافين وتصديق مقولاتهم، مثل حديث النبي محمد “من اقتبس علماً من النجوم  اقتبس شعبةً من السحر، زادَ ما زاد” وغيرها من الاحاديث النبوية التي تتحدث عن هذا الأمر.

فيما رأى أخرين ان عدم ايمانهم بما يقول المنجمين والعرافين يعود الى امر عقلي يحتم عليهم عدم تصديق عبارات قد تنطبق على الجميع ولا تحدث إلا في ما ندر، معتبرين ان اي امر يقولونه ويحدث يعود لأسباب مثل الصدفة او اعتمادهم أي المنجمين على توقعات وتنبؤات تتعلق بالصعيد السياسي في المنطقة او الإقتصادي للبورصة مثلاً.

وقالت نسبة ضئيلة ممن تم سؤالهم انهم يأخذون حديث العرّافين والمنجمين على محمل الجدّ في كثيرٍ من الأحيان؛ مبررين ذلك باعتبار ان غالبية ما يقولوه العرافين يحدث على ارض الواقع اضافة الى ان الصفات التي يتحدثون بها عن الأبراج تطابق شخصياتهم على حدِّ قولهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى