مقالات

العرس الملكي .. دروس نبني عليها

التاج الإخباري – بقلم: د.عدنان سعد الزعبي

دلالات وعبر كثيرة. طالما أكدها واقع الأردن، إبان عرس ولي العهد؛ ليس لمجر مظاهر البهجة والفرح، وفخامة ما قدم ، بل لواقع النوايا الحقيقية التي اعتمرت وتعتمر خلجات الأردنيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق للغرب.

توحد المجتمع الأردني بأسره وفرحته بفرح اسرة الملك ، إنما هو تأكيد عميق على محبتهم للأمير وتمسكهم بالاسرة الهاشمية . وهذا نهج واضح من حقيقة وواقع العلاقة بين الأردنيين والهاشميين ، باعتبارها صورة ازلية للعقد الفريد المقدس الذي لا ينقطع بينهما. فعرس الأمير رسالة حقيقية عفوية جسدت رسوخ الثقافة الأردنية الاصيلة في وجدان الملك والملكة وأميرنا الشاب الذي اصر على العرس الأردني البحت .. فعرس الأمير الأردني شكلا ومضمونا وبكل انماطه وتفاصيله نهج عبر عن اصالة هذه الاسرة ، وتمسكها بما تمسك به الإباء والاجداد وشاهد على محبة الاسرة للأردن والاردنيين . حيث وصلت هذه الرسالة التي استجاب لها كل اردني، فغنوا وهزجوا وفرحوا، كون العاريس عاريسهم ، والعاروس أصبحت أبنتهم ، فعمت الفرحة الوطن.

كلمات الترحيب الملكية في دعوة العشاء الذي نسميه في تراثنا (القرى ) تجسيد لمستوى الوحدة الوطنية والمحبة بين الاسرة الحاكمة والشعب معبرة عن مدى حب ولي العهد وعاريس الأردن لكل الأردنيين ، فالملك هو الأقرب لابنه والأكثر معرفة بخفايا وجدانياته . ولا بد من أن يكون امتدادا لمسيرة الهاشمين وسماتهم ، فكان السيف الهاشمي المصنوع من حجارة الوطن (عجلون ) ، رسالة أخرى في انطلاقة الأمير وولي عهد الأردن نحو المستقبل مسلحا بالانتماء للوطن وترابه وأهله وقيمه، ومحترفا للشجاعة ولاخلاق الفرسان النبيلة حيث ترسيخ لمافعل الإباء والاجداد الذين مضو في سبيل هذا الوطن.

هذا الفارس الهاشمي ، أراد أن يكون كأي اردني ، وان يقول للجميع أنا منكم ، فعلا وعملا وسلوكا، فجاءت كلمات الملك التي عززت ذلك، وجاءت سلوكيات حمام العاريس الذي كان سلوك متوارث لدينا محبب ومقرب ، بمثابة تحريك لوجدانيات المواطن الأردني وانتمائه لتراثه وبنفس الوقت الاجماع العام للاسرة الهاشمية على هذا الفارس الذي وقف الى جانبه كل الاحبة . وسط الزملاء وأبناء العمومة والأصدقاء ، وبالثوب والعباءة العربية الأصيلة،والشماغ الأردني المهدب ، كتوكيد آخر على تمسك فارسنا بالثقافة الوطنية والعربية الاصيلية ، فالهاشميون من نسل عدنان ويحق لهم التعبير عن هذه الحقائق

وكان المشهد الآخر الذي عزز مستوى ومدى محبة الناس لفارس بني هاشم ، في الساحات، وفي الطرقات تستقبله وتزغرد له ، تتحمل ما تتحمل في سبيل تحية الأمير ، ناهيكم عن الناس في بيوتهم وأمام الشاشات ، حيث موكبه يقتحم الطرقات وسط الجموع الغفيرة . وجاء دور الضيوف الذين مثلوا اعظم المستويات العالمية ، والذين سعدوا بلوحات الفلكور الأردني وأهازيجه وبفخامة الاستقبال الذي عكس مستوى الأردن الراقي برتكوليا ، وجمع بين الحضارة العريقة والمدنية المنظمة . فكانت النتيجة المميزة .

فادركوا صورة حقيقية عن مدى التفاعل النابع من المحبة بين الحاكم والمحكوم . فهل نبني على ما تم . أم نغمض العيون ونعود لما كنا عليه . سؤال موجه للسلطات.

نبارك لجلالة الملك ولجلالة الملكة زواج الأمير ونتمنى له التوفيق والسعادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى