عربي دولي

هل يصبح السودان مركزا للإرهاب وسط الحرب ونفوذ إيران والحركة الإسلامية؟

التاج الإخباري – منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتصاعد المخاوف من تحول البلاد إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش) الفراغ الأمني، إلى جانب الدعم الإيراني للجيش وهيمنة الحركة الإسلامية المتطرفة على قراراته، يهددان بجعل السودان مركزا لتهديدات إقليمية، خاصة مع احتمال استغلال إيران للبلاد لدعم الحوثيين وجماعات أخرى.

تصاعد التهديدات في القرن الأفريقي

يشهد القرن الأفريقي نشاطا متزايدا للتنظيمات الإرهابية، مما يفاقم المخاطر التي تواجه السودان. في الصومال، تواصل حركة الشباب، التابعة للقاعدة، تنفيذ هجمات معقدة في مقديشو، كما أظهرت في 2024 مرونة كبيرة رغم الضغوط العسكرية، وفقا لتقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (2024)، كذلك، يعزز تنظيم داعش حضوره في إقليم بونتلاند بصوماليلاند، مستفيدا من شبكات تهريب عابرة للحدود.

“الفراغ الأمني في السودان قد يجعله مركزا لتجمع التنظيمات المتطرفة، شبيها بأفغانستان في التسعينيات”، يحذر تقرير صادر عن مركز TRENDS Research & Advisory). هذا الوضع يزيد من احتمال استغلال الجماعات المتطرفة للفوضى في السودان.

الدعم الإيراني وتهديدات إقليمية

تشير تقارير غربية وإقليمية لعام 2024 إلى دعم إيراني للجيش السوداني، يشمل تزويده بطائرات مسيرة من طراز “مهاجر” وتدريبات عسكرية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران تسعى لتأمين موطئ قدم استراتيجي على البحر الأحمر عبر السودان، مما يثير مخاوف من استخدامها البلاد كمنصة لدعم الحوثيين في اليمن وجماعات متطرفة أخرى في المنطقة.

هذا الدعم يثير قلقا إقليميا من أن يصبح السودان قاعدة لتنسيق عمليات إيران وحلفائها، مما يهدد استقرار دول الجوار خاصة مع استخدام الحوثيين للأسلحة الإيرانية في هجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر.

هيمنة الحركة الإسلامية المتطرفة

تتمتع الحركة الإسلامية في السودان، التي هيمنت على السلطة خلال حكم عمر البشير (1989-2019)، بنفوذ كبير داخل الجيش، مما يعزز المخاوف من تقاربها مع إيران وتركيا. “الحركة الإسلامية تسيطر على قرارات الجيش، وتزوده بأسلحة تُستخدم في استهداف المدنيين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية

تقارير إقليمية تشير إلى أن الحركة الإسلامية، التي تتبنى أيديولوجيا متطرفة، تستفيد من علاقاتها مع إيران وتركيا لتعزيز قدرات الجيش. هذه الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة، ساهمت في تصعيد الاشتباكات، مما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص، وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش (2024).

“التقارب بين الحركة الإسلامية وإيران وتركيا يشكل خطرا على استقرار السودان، حيث يعزز نفوذ الجماعات المتطرفة داخل المؤسسات العسكرية”و يحذر تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية في الخرطوم من أن هذا النفوذ يسهل اندماج الكتائب المتطرفة، مثل كتيبة البراء، في الجيش، مما يزيد من احتمال تقاطعها مع تنظيمات مثل القاعدة.

شبكات التهريب والقاعدة

تزايدت الأدلة على تعاون محتمل بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP). تقارير استخباراتية غربية كشفت أن الحوثيين يستخدمون ممرات تهريب عبر البحر الأحمر لنقل الأسلحة إلى جماعات متطرفة في الصومال والسودان.

“القاعدة تستفيد من الفوضى في اليمن لإعادة بناء شبكاتها”، حسبما يوضح تقرير لمركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت (2023). موقع السودان على البحر الأحمر يجعله ممرا محتملاً لنقل المقاتلين والموارد، مما يعزز مخاطر تحوله إلى مركز إرهابي.

إرث التسعينيات: ملاذ القاعدة

في الفترة بين 1991 و1996، استضاف السودان أسامة بن لادن بدعوة من حسن الترابي، زعيم الحركة الإسلامية. خلال هذه الفترة، أسس بن لادن شبكات لوجستية ومالية، ونفذ تدريبات عسكرية؛ والسودان كان مركزا حيويا لتخطيط عمليات القاعدة”، حسبما أكد تقرير لجنة 11 سبتمبر الأمريكية؛ هذا الإرث، مع نفوذ الحركة الإسلامية المستمر، يثير مخاوف من عودة السودان كقاعدة إرهابية.

المخاطر المستقبلية

مع استمرار الحرب والدمار والأزمة الإنسانية الخانقة ، قد يصبح السودان مركزا إقليميا للتنظيمات المتطرفة ويتحول إلى نقطة انطلاق لتهديدات إرهابية تمتد إلى الشرق الأوسط وأوروبا”، يحذر تقرير TRENDS كما أن الأزمة الإنسانية، مع نزوح الملايين، تخلق بيئة خصبة لتجنيد الشباب المهمشين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى