اهم الاخبارعربي دولي

باستثناء 5 نقاط.. جيش الاحتلال ينسحب من كل القرى الحدودية في جنوب لبنان

التاج الإخباري – انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى الحدودية في جنوب لبنان باستثناء نقاط 5 أعلن أنه سيبقى فيها، فيما بدأ الجيش اللبناني انتشاره فيها، مع انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان.

وأكّد الجيش اللبناني الثلاثاء في بيان، إن وحدات عسكرية انتشرت في قرابة 10 قرى بينها كفركلا والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل، و”مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار…وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي”.

في المقابل أكدت إسرائيل الثلاثاء بقاءها في “خمس نقاط” في جنوب لبنان.

وكان مصدر أمني لبناني فضّل عدم الكشف عن هويته قد قال في وقت سابق “انسحب جيش (الاحتلال) الإسرائيلي من كل القرى الحدودية، باستثناء النقاط الخمسة، والجيش اللبناني ينتشر بشكل تدريجي، بسبب وجود متفجرات في بعض الأماكن، وأضرار بالطرقات”.

لكن دعت بلديات عدّة الأهالي إلى التريّث في العودة لبلداتهم بانتظار انتشار الجيش اللبناني في أحيائها وعمل الأجهزة المختصّة على فتح الطرقات، لتوفير دخول “آمن”.

ورغم الدمار الهائل وغياب مقوّمات الحياة من بنى تحتية وخدمات أساسية، يتلهّف النازحون للعودة إلى بلداتهم الحدودية، لمعاينة ممتلكاتهم وانتشال جثث شهداء من أبنائهم، بعدما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عودتهم طيلة الأشهر الماضية.

ولا يزال قرابة مئة ألف لبناني من إجمالي أكثر من مليون نزحوا من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

وبين هؤلاء فاطمة شقير، ربّة المنزل التي نزحت من مسقط رأسها في بلدة ميس الجبل الحدودية قبل عام ونصف العام.

وتقول شقير “اشتقت للجلوس أمام باب منزلي، وأن احتسي صباحا فنجان القهوة قرب ورودي”.

وتضيف “اشتقت لكل شيء في ميس الجبل، لجيراني. تفرّقنا ولم أعد أعرف أين ذهبوا”.

وعلى غرار كثر، تعتزم شقير التوجه مع عائلتها إلى البلدة في ساعات الصباح الأولى.

وتوضح “سنتوجه إلى البلدة، نشعر بالفرح، على الرغم من أنّ منازلنا دُمّرت وخسرنا شبابا”.

وميس الجبل واحدة من القرى والبلدات في القطاع الشرقي في جنوب لبنان، حيث أبقت إسرائيل قواتها منذ بدء توغلها نهاية أيلول/سبتمبر، بينما انسحبت تباعا مع بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من غالبية قرى القطاعين الغربي والأوسط.

ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر وقف لإطلاق النار أُبرم بوساطة أميركية ورعاية فرنسية.

وكان يُفترض أن تنسحب بموجبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في غضون ستين يوما، قبل أن يتمّ تمديده حتى 18 شباط/فبراير.

“تهديد فوري”

وقبيل ساعات من انتهاء المهلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين أنّه سيبقي “قوات محدودة منتشرة مؤقتا في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان”، مبرّرا ذلك بمواصلة “الدفاع عن سكّاننا والتأكد من عدم وجود تهديد فوري”.

وجاء الإعلان الإسرائيلي رغم تأكيد لبنان رفضه المطلق بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعوته رعاة الاتفاق إلى التدخل للضغط على إسرائيل.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على وقف تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية، بعد حرب امتدت قرابة عام وتخلّلها عدوان برّي إسرائيلي في مناطق لبنانية حدودية.

ولم يُنشر النصّ الحرفي الرسمي للاتفاق، لكنّ التصريحات الصادرة عن السياسيين اللبنانيين والموفدين الأميركيين والفرنسيين تحدثت عن خطوطه العريضة، لناحية تعزيز انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وإشرافه على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية.

وينصّ الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من كامل المناطق التي احتلّتها في جنوب لبنان.

ويضع القرار الإسرائيلي السلطات اللبنانية في مأزق بمواجهة حزب الله الذي كان حمّلها الأحد مسؤولية العمل على تحقيق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي مع انتهاء المهلة.

وجاء قرار إسرائيل بعد إعلان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الأحد أنه “يجب نزع سلاح حزب الله”، مضيفا “تفضّل إسرائيل أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة”.

وفي خضمّ الجدل حول سلاح حزب الله، أكدت الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري التزامها “تحرير جميع الأراضي اللبنانية، وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا”.

عودة “مستحيلة”

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تشنّ إسرائيل ضربات جوية وتنفّذ عمليات نسف تطال منازل في قرى حدودية، أوقعت أكثر من ستين شهيدا، قرابة 24 شخصا منهم في 26 كانون الثاني/يناير، الموعد الأول الذي كان مقررا لتطبيق شروط وقف إطلاق النار، أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم الحدودية.

وأعرب خبراء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في بيان عن استيائهم من استمرار “قتل المدنيين والتدمير المنهجي للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية الأخرى في جنوب لبنان خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار”.

ونبّهت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين إلى أنّ “تعمّد إسرائيل هدم منازل المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يجعل من المستحيل على العديد من السكان العودة إلى قراهم ومنازلهم”.

وأضافت “حتى لو كانت منازلهم لا تزال موجودة، كيف سيعودون مع انعدام المياه والكهرباء والاتصالات والبنية التحتية الصحية؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى