صفقة “قناة بنما”.. الحد من النفوذ الصيني أم تحرك أمريكي؟

التاج الإخباري – فرضت زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى بنما، مزيدًا من الضغوط على الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، فيما يخص القناة الشهيرة، في ظل مطالبة دونالد ترامب، بإعادة ملكيتها إلى الولايات المتحدة.
ووضع وزير الخارجية الأمريكي في زيارته الأولى، ما وصفه بـ”النفوذ الصيني” على قناة بنما، على طائلة المفاوضات بينه وبين الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، بعد أن وضعه بين خياري الحد من النفوذ الصيني في منطقة القناة أو مواجهة إجراءات أمريكية، بحسب “الجارديان” البريطانية.
جاءت زيارة الدبلوماسي الأمريكي، وسط مخاوف متزايدة، بشأن نفوذ الصين على طرق التجارة العالمية، وحذّر الأسبوع الماضي، من أن المرافق المينائية التي تديرها الصين على طرفي القناة تجعل الممر المائي عُرضة للضغوط السياسية من بكين.
وأكد الرئيس البنمي، أن السيادة على القناة ليست محل نقاش، لكنه عرض المساعدة في إعادة بعض المهاجرين المسافرين إلى الولايات المتحدة عبر البلاد من أمريكا الجنوبية إذا دفعت الولايات المتحدة ثمن ذلك، ضمن صفقة موسعة تسمح بترحيل المهاجرين من فنزويلا وكولومبيا والإكوادور مع اعتبار أن بنما هي نقطة عبور.
وعلى الرغم من موقف مولينو الحازم بأن بنما لن تتفاوض بشأن ملكية القناة، فإن التكهنات لا تزال مستمرة بأن الحكومة قد تفكر في التوصل إلى حل وسط، ربما من خلال إزالة شركة موانئ هوتشيسون، التي يقع مقرها في هونج كونج من إدارة عمليات القناة.
وحصلت الشركة على تمديد لمدة 25 عامًا دون تقديم عطاءات للإشراف على العمليات، ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان ترامب سيرضى بنقل العمليات إلى شركة أمريكية أو أوروبية، أو ما إذا كانت إدارته تسعى إلى سيطرة أوسع على إدارة القناة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصورة بجانبه لقناة بنما
تعهد رئيس بنما بإنهاء اتفاقية تنمية رئيسية مع الصين، وأنه لن يجدد مذكرة التفاهم لعام 2017 للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية للتنمية العالمية، وأن بنما تسعى بدلًا من ذلك إلى العمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة.
ومنذ أن بدأ ترامب الحديث عن “استعادة” قناة بنما قبل أكثر من شهر، تطلع المسؤولون البنميون إلى روبيو، لفهم طبيعة تهديدات الرئيس والتنازلات المحتملة، التي يمكنهم تقديمها لتعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة.
وفي ملخص للاجتماع أصدرته الخارجية الأمريكية، قال روبيو، لمولينو، إن ترامب يعتقد أن الوضع الحالي في القناة غير مقبول، وأنه في غياب التغييرات الفورية، فإن ذلك يتطلب من الولايات المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها بموجب معاهدة أمريكية مع بنما.
وتم تقديم مشروع القانون، المسمى قانون إعادة شراء قناة بنما، من قبل النائب داستي جونسون، عضو اللجنة الخاصة بالصين ولجنة النقل والبنية التحتية في مجلس النواب.
وقال جونسون في بيان: “إن الرئيس ترامب محق في التفكير في إعادة شراء قناة بنما، إن اهتمام الصين بالقناة ووجودها حولها يشكلان سببًا للقلق، ويتعين على أمريكا أن تستعرض قوتها في الخارج، فامتلاك قناة بنما وتشغيلها قد يكون خطوة مهمة نحو أمريكا أقوى وعالم أكثر أمنًا”.
وفي حالة تحوله إلى قانون، فإن مشروع القانون من شأنه أن يعطي الرئيس السلطة للعمل بالتنسيق مع وزير الخارجية “لبدء وإجراء مفاوضات مع النظراء المناسبين في حكومة جمهورية بنما لاستعادة القناة”.
وزير الخارجية الأمريكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تقدر وزارة الخارجية الأمريكية أن نحو 72% من جميع السفن، التي تمر عبر قناة بنما تأتي من أو تذهب إلى ميناء أمريكي.
وأشار مكتب جونسون إلى الأهمية الاستراتيجية للقناة بالنسبة للولايات المتحدة، وأيضًا إلى أن الممر المائي يعد نقطة عبور رئيسية لسفن خفر السواحل ووزارة الدفاع الأمريكية، ودون الوصول إلى القناة، ستضطر السفن إلى السفر مسافة 8000 ميل إضافي حول أمريكا الجنوبية.
وقال مكتب جونسون: “أكثر من 10 آلاف سفينة تستخدم قناة بنما سنويًا، ما يولد مليارات الدولارات من الرسوم التي من شأنها أن تعود بالنفع الاقتصادي على أمريكا”.
وجعل ترامب استعادة ملكية قناة بنما أولوية في إدارته، قدم الجمهوريون في مجلس النواب مشروع قانون لإعادة شراء الولايات المتحدة للقناة، بعد أن أثار ترامب مخاوف من أن الممر المائي الحيوي يخضع للسيطرة الصينية.
مساعدة في ترحيل المهاجرين
واقترح الرئيس البنمي، توسعًا محتملًا لاتفاقية قائمة مع الولايات المتحدة من يوليو الماضي، يمكن أن تمهد الطريق للترحيل المباشر للمهاجرين غير البنميين، الذين يعبرون غابة دارين على الحدود الجنوبية لبنما مع كولومبيا.
وحتى قبل انتخاب ترامب، وقع مولينو اتفاقيات مع الولايات المتحدة، تهدف إلى السيطرة على الهجرة غير النظامية عبر غابة دارين، من خلال زيادة المراقبة وإدخال رحلات الترحيل، في الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير، انخفضت الهجرة عبر الغابة بنسبة 94٪ مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.
وقوبلت زيارة وزير الخارجية الأمريكية، بالتظاهرات بعد خروج نحو 200 شخص في مدينة بنما، حاملين أعلام بنما ويهتفون “ماركو روبيو خارج بنما”، وأحرق البعض لافتة عليها صور ترامب وروبيو بعد أن أوقفتهم شرطة مكافحة الشغب قبل القصر الرئاسي.