عربي دولي

ألمانيا تحقق في ثغرات أمنية محتملة بعد هجوم سوق عيد الميلاد

التاج الإخباري – عكفت ألمانيا اليوم الاثنين على البحث عن إجابات بشأن ثغرات أمنية محتملة بعد هجوم دهس بسوق لهدايا عيد الميلاد أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وأعاد تسليط الضوء على الأمن والهجرة قبل انتخابات مبكرة.

ولا يزال الدافع المحتمل لتنفيذ المشتبه به المحتجز حاليا للهجوم مجهولا. والمشتبه به طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 عاما وله تاريخ من الخطاب المناهض للإسلام والتعاطف مع حزب البديل من أجل ألماني اليميني المتطرف.

ورفع المشتبه به، الذي تم تحديد هويته فقط على أنه “طالب ع.”، رسائل مصورة على حسابه بمنصة إكس في يوم الهجوم.

وفي تعليقات متقطعة حمل الليبرالية المزعومة في ألمانيا مسؤولية وفاة الفيلسوف اليوناني القديم سقراط، واتهم الشرطة بسرقة ذاكرة تخزين (يو.إس.بي) منه وعدم التعامل بشكل مناسب مع شكوى جنائية كان قد تقدم بها.

وقالت صحيفة فيلت إنه خضع في وقت سابق للعلاج النفسي.

وتثور تساؤلات عما إذا كان من الممكن بذل المزيد من الجهود أو كان بوسع السلطات التصرف بناء على التحذيرات، وذلك وسط حالة من الحزن تعم البلاد وإقبال مواطنين على وضع باقات الزهور وإضاءة الشموع في ماغديبورغ حيث وقع الحادث يوم الجمعة.

ودعت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر إلى اعتماد قوانين أكثر صرامة للأمن الداخلي، تتضمن قانونا جديدا لتعزيز قوات الشرطة بالإضافة إلى إدخال نظام المراقبة بالمقاييس الحيوية.

وقالت فيزر لمجلة دير شبيغل “من الواضح أننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الشعب الألماني من مثل هذه الأعمال المروعة من العنف ولتحقيق هذه الغاية، تحتاج سلطاتنا الأمنية إلى كل الصلاحيات اللازمة ومزيد من الأفراد”.

وأعلن نائب رئيس لجنة الأمن في البرلمان الألماني (البوندستاغ) أنه سيدعو لجلسة خاصة وتساءل عن سبب عدم التحرك وفقا للتحذيرات السابقة بشأن الخطر الذي شكله المشتبه به الذي يعيش في ألمانيا منذ 2006.

ووقع الهجوم قبل شهرين من انتخابات مبكرة ستجرى في فبراير شباط. ويحتل حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي ويتمتع بمكانة قوية جدا في شرق ألمانيا حيث تقع ماغديبورغ.

وقال أندرياس بوس، الذي كان يتفقد موقع الهجوم في ماغديبورغ “سأقولها بهذه الطريقة: كل شخص يتعامل مع الموقف بطريقته الخاصة، البعض حزين والبعض الآخر غاضب”.

وأضاف “لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه ويجب ألا يُستغل ذلك في أي أغراض سياسية هنا. لكنني أعلم أن كل حزب سياسي يفعل ذلك بطريقة أو بأخرى”.

ويعتزم قادة حزب البديل من أجل ألمانيا تنظيم فعالية في ماغديبورغ مساء اليوم الاثنين.

وكتبت زعيمة الحزب أليس فايدل على مواقع التواصل الاجتماعي “يجب ألا يشتت النقاش الدائر عن القوانين الأمنية الجديدة انتباهنا عن حقيقة أن (واقعة) ماغديبورغ ما كانت لتحدث لولا الهجرة العشوائية”.

وأضافت “يتعين على الدولة حماية المواطنين من خلال سياسة صارمة بشأن الهجرة والاستمرار في الترحيل!”.

ودعت مبادرة، نُظمت مساء اليوم الاثنين تحت شعار “لا تمنحوا الكراهية فرصة”،إلى تشكيل سلسلة بشرية في ماغديبورغ.

وقال مستشفى محلي إنه لا يزال يعالج 72 مصابا، من بينهم 15 في حالة خطيرة.

الرئيس الألماني: يجب ألا يكون للكراهية والعنف الكلمة الأخيرة

من جهته، دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير المجتمع في بلاده إلى التماسك.

وقال شتاينماير في خطابه بمناسبة عيد الميلاد والذي نشر مسبقا: “يجب ألا يكون للكراهية والعنف الكلمة الأخيرة. لا تدعونا نتفرق. دعونا نقف معا”.

وأضاف شتاينماير أن عيد الميلاد هذا العام يخيم عليه “ظل حالك”، لافتا إلى أن هناك حالة من الحزن والألم والصدمة والذهول تخيم على المشاعر بسبب ما حدث في ماجدبورج.

وأوضح أن الأمر سيكون شاقا على العديد من الناس في عيد الميلاد الحالي، وسيكونون مضطربين وغير مطمئنين، وربما خائفين أيضا، وأردف:” كل هذه المشاعر مفهومة، لكن يجب ألا تسيطر علينا أو تشلنا”.

تحذيرات سابقة
دعا حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض الرئيسي إلى تعزيز أجهزة المخابرات. ومن المتوقع أن يشكل الحزب الحكومة المقبلة بعد انتخابات ستُجرى في فبراير شباط.

وقال هولجر مونش رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لقناة(زد.دي.إف) التلفزيونية الألمانية مطلع الأسبوع إن ألمانيا تراجع التدابير الأمنية في أسواق هدايا عيد الميلاد وستعالج أي نقاط ضعف.

وذكر أيضا أن ألمانيا تلقت تحذيرا من السعودية في 2023 عن المشتبه به في هجوم ماغديبورغ، وهو تحذير حققت فيه السلطات الألمانية لكنها وجدته غير واضح.

وأضاف “نشر الرجل أيضا عددا هائلا من المنشورات على الإنترنت. وكان له اتصالات مختلفة مع السلطات، ووجه إهانات وحتى تهديدات. لكنه لم يكن معروفا بممارسة أعمال عنف”.

وقال طه الحاجي، وهو محام سعودي في المنفى ويشغل منصب المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومقرها برلين، إن معظم نشطاء المعارضة السعوديين لم تكن لديهم علاقات جيدة مع المشتبه به.

وأضاف “كان على الدوام يثير المشكلات مع الجميع… كان بالفعل منعزلا”.

وتابع قائلا “كان يشعر بأنه الشخص الوحيد الذي على حق (وغيره من) الناس على باطل. كان يشعر بأنه مركز كل شيء، وبأنه (بالغ) الأهمية”.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى