غرامة الحج غير النظامي تفوق 13 ألف دولار والعقوبات تشمل السجن والترحيل

التاج الإخباري – حدّدت السعودية عدد الحجاج هذا العام بنحو 1.2 مليون حاج من مختلف أنحاء العالم، وتجري المملكة جهودًا أمنية موسعة لتنظيم المناسك الدينية مع فرض عقوبات على الحج غير النظامي تتراوح بين الغرامة والسجن والترحيل.
وقال مدير الأمن العام في السعودية الفريق محمد البسامي في مؤتمر صحافي، إن الأمن العام ضبط خلال الفترة الماضية 140 حملة حج وهمية، وأعاد نحو 172 ألف شخص من مكة من غير المقيمين.
وتمنع السعودية الحج من دون تصريح سواء كان ذلك للمواطن أو المقيم أو القادم من خارج أراضيها، ولا يسمح لحاملي تأشيرة الزيارة السعودية بدخول مكة في موسم الحج، وفق تعليمات وزارة الداخلية السعودية.
قال رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية في مصر سابقًا إلهامي الزيات في تصريحات لفوربس، إن السعودية تضع ضوابط حاسمة لموسم الحج هذا العام لحماية الحجاج من التدافع والتزاحم خصوصًا في ظل زيادة كبيرة في الإقبال.
كما اعتبر الزيات أن تسلل حجاج غير نظاميين يزيد من تكلفة تنظيم المناسك الدينية ويعزز مخاطر انتشار العدوى، لأنهم لا يلتزمون بالتطعيمات والإجراءات الصحية التي فرضتها وزارة الحج والعمرة على حاملي بطاقة نسك.
وقدر الزيات تكلفة رحلة الحج للمصريين بمتوسط 160 ألف جنيه مصري (3.4 ألف دولار) مشيرًا إلى أن زيادة أسعار رحلات الحج هذا العام بعد تراجع قيمة الجنيه أدت إلى عزوف البعض.
العقوبة
عبر حملة “لا حج من دون تصريح” تُطبق المديرية العامة للجوازات السعودية عقوبات بحق مخالفي أنظمة وتعليمات الحج ممن لا يحملون تصاريح حج نظامية، تصل إلى السجن 6 أشهر وغرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال (13.33 ألف دولار) عن كل مخالف لا يحمل تصريحًا بالحج وتتعدد الغرامات بتعدد المخالفين المنقولين، حسب وكالة الأنباء السعودية.
كما تشمل العقوبات ترحيل الناقل إن كان وافدًا بعد تنفيذ العقوبات ومنعه من دخول المملكة وفقًا للمدد المحددة، ومصادرة وسيلة النقل بحكم قضائي.
وأكد مدير الأمن العام في السعودية محمد البسامي أن القوات الأمنية جاهزة للتعامل مع كل ما يمس الإخلال بالأمن والنظام، ومنع كل الأعمال التي تؤثر في سلامة ضيوف الرحمن، إذ إن الأمن العام سيتعامل بكل حزم مع الذين يريدون التأثير في أمن الحج كما ذكر.
شددت وزارة الحج والعمرة على أن تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها “لا تعد تصريحًا لحاملها لأداء فريضة الحج، وطالبت ضيوف المملكة من حاملي تأشيرة الزيارة عدم التوجه إلى مكة أو البقاء فيها خلال الفترة المحددة المعلنة، مؤكدة أن من يخالف ذلك سيكون عرضة لتطبيق الجزاءات بحقه وفق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات.
كما تمكن الأمن السعودي من ضبط 64 ناقلًا للحجاج غير النظاميين وإعادة 97 ألف مركبة مخالفة و6 آلاف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، في حين بلغ حاملو تأشيرات الزيارة لغرض 154 ألف شخص.
بطاقة نسك
أعلن وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة في مؤتمر صحافي عن وصول 1.2 مليون حاج من مختلف دول العالم حتى 6 يونيو/حزيران 2024.
وأطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة نسك التي يجري العمل بها خلال حج هذا العام، والمصممة خصيصًا لتمييز الحج النظامي في المشاعر المقدسة.
وتتضمن بطاقة نسك كل البيانات الشخصية للحاج والسجل الطبي ومقر السكن في مكة المكرمة، والشركة المقدمة للخدمة.
وألزمت السعودية الحجاج حملها طيلة مدة الحج في كل التنقلات منذ الوصول وداخل المشاعر المقدسة وحتى المغادرة، حسب وزارة الحج والعمرة السعودية.
إجراءات طبية
نظرًا إلى أن الحج يجمع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لحماية الحجاج، ويعد تطعيم الحمى الشوكية من التطعيمات الأساسية التي تطلبها وزارة الصحة السعودية للحجاج، إذ شهد حج عام 2000-2001 تفشي التهاب السحايا، وتعمل السعودية على منع تفشي هذا الوباء وغيره ضمن الإجراءات التي تتخذها.
وتطلب وزارة الصحة السعودية من جميع الحجاج تقديم شهادة تطعيم ضد الحمى الشوكية (التهاب السحايا) كجزء من الإجراءات الصحية اللازمة قبل الحصول على تأشيرة الحج، ويجب أن يكون تلقي التطعيم قد تم قبل السفر بفترة تتراوح بين 10 أيام و3 سنوات.
محاكاة لتفويج الحجاج
كما أجرت وزارة الحج والعمرة السعودية في 5 يونيو/حزيران الجاري عملية محاكاة ثالثة لنقل وتفويج قرابة 1.4 مليون حاج من حجاج الداخل والخارج، عبر ما يزيد على 65 ألف رحلة.
واشتملت الفرضية على 5 عمليات تفويجية مستهدفة عبر 14 مسارًا رئيسيًا للحركة شارك فيها أكثر من 8 آلاف حافلة تمثل 63 شركة نقل، بالشراكة مع جميع الجهات الأمنية والتنظيمية في الحج، وأكثر من 20 ألف مشارك بهدف اختبار مدى متانة التنظيم والبنية التحتية ضمن الجهود الاستباقية التي تجريها السعودية.
مركز تحكم ومراقبة
دشنت الهيئة العامة للنقل وللمرة الأولى في موسم الحج مركز التحكم والمراقبة المتنقل الذي يعمل من خلال مستشعرات موزعة على كل الطرق الرئيسية للمتابعة اللحظية لحركة مركبات النقل العام داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
ويتمكن المركز من قياس الكثافة المرورية لهذه المركبات عبر المسارات المخصصة لتنقل الحجاج خلال موسم الحج، ومن ثم إمكانية توزيع القوى العاملة والمراقبين الميدانيين وفقًا لذلك الاحتياج، إضافة إلى إجراء الفحص الفوري للمركبات عبر كاميرات المركز المحيطية 360 درجة، حسب وكالة الأنباء السعودية.