محلل سياسي لـ”التاج”: “لا ايدي خفية” وراء وفاة الرئيس الايراني ووزير خارجيته
محلل سياسي لـ"التاج": "دعم قوى المقاومة".. أبرز المرتكزات السياسية لدى إيران
التاج الإخباري – حنين زبيده
لم يكن حادث تحطم المروحية الرئاسية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما، حدثاً متوقعاً أو عابراً لدى الرأي العام في مختلف الدول حول العالم، اذ اثار الحادث تساؤلات عديدة لدى الجماهير إضافةً إلى انتشار الشكوك في التصريحات الايرانية يوم أمس حول اختفاء الطائرة التي تُقل الرئيس ووزير خارجيته .
من جانبه، قال المحلل السياسي شادي مدانات، انه في مثل هذه الأوضاع والتوترات السياسية بين ايران واسرائيل في الفترة السابقة، يصبح من الطبيعي أن يتشكل لدى الرأي العام فرضيات بوجود عملية اغتيال أو وجود روايات مختلفة وراء خبر وفاة الرئيس الايراني ووزير خارجيته.
وأوضح مدانات في حديث له مع “التاج الإخباري”، أن كافة المؤشرات الموجودة تُشير إلى أن وفاة الرئيس الايراني ووزير خارجيته هي مجرد حادث طبيعي “لا ايدي خفية ورائه”، وان ايران لم توجه أي اتهام لأي دولة بوفاة رئيسها.
ولفت إلى أن طائرة الرئيس لم تختفي ولم تقلع الى وجهة خفية، بل كانت متجهة إلى الحدود مع أذربيجان .
“الأيدي الخفية” ووفاة الرئيس الايراني ووزير خارجيته.. مصلحة من؟
وأشار إلى أنه لا مصلحة لدى الولايات المتحدة الامريكية في توتير العلاقات مع ايران او اغتيال الرئيس الايراني.
“بعد الضربة الايرانية لاسرائيلي، فان اسرائيل تتمنى وتسعى للرد على إيران لكنها لا تجرؤ على التصعيد ضد ايران الى هذه الدرجة لاسيما أن تصعيد كهذا قد يؤدي الى حرب كبيرة في المنطقة”، وفق حديث مدانات لـ”التاج”.
ونوه إلى أن النظام الإيراني هو نظام قوي وان الاستخبارات الايرانية قوية جداً مما يقصي فرضية وجود ايدي داخلية للاخبار عن الرئيس أو توجيه اغتياله، لافتاً الى ان النظام الايراني نظام متماسك وقوي وان الصراعات الداخلية في سياسية وفكرية وليست سوى امور طبيعية.
“دعم المقاومة”.. أبرز المرتكزات السياسية لدى إيران
وأوضح مدانات في حديثه لـ”التاج” أن دعم قوى المقاومة يعد من أبرز المرتكزات السياسية لدى إيران لاسيما أن ايران لديها مصالح في تقوية المقاومة وموقفها الواضح والثابت من القضية الفلسطينية إضافةً إلى الانفتاح على الدول العربية وهي سياسة إيرانية ثابتة، ولن تتغير بتغير الرئيس .
وبين أن إيران دولة يحسب لها حساب في اي حرب وقدراتها كانت تتصاعد في الآونة الأخيرة، في ظل تطويرها لمنظومة الصواريخ وبرنامج الغواصات الحربية عدا عن امتلاكها للمفاعل النووي، إلا أنها حريصة على عدم الخوض في أي حرب شاملة نتائجها ستكون كارثية وغير محسومة.
وأضاف أن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، ليس محور النظام في إيران وأن المحور في النظام الايراني هو المرشد، لافتا الى ان ايران تمتلك نظام قوي ومتماسك لا يقف على محور أو شخص واحد بحد ذاته.
هل ستنسحب إيران من إطار القضية الفلسطينية؟
بدوره، أكد مدانات في حديثه لـ”التاج”، أن إيران لم ولن تنسحب من الاهتمام بالقضية الفلسطينية وأن الانسحاب من إطار القضية ليس من صالحها، لاسيما أن ايران تدرك أنها لا تواجه إسرائيل بل ان اسرائيل هو مجرد اداة لمشروع امريكي اكبر من ذلك .
وشدد على أن ايران لن تنسحب من القضية الفلسطينية لاسيما أنها أهم بؤر الصراع مع الاحتلال .
طائرة الرئيس ليست الاولى.. كوارث الطيران في إيران
ففي فبراير/شباط 2023، تعرضت مروحية كانت تقل وزير الرياضة والشباب الإيراني الأسبق حميد سجادي لحادث مماثل في أثناء هبوطها بمدينة بافت في محافظة كرمان جنوب البلاد، مما أدى إلى إصابة الوزير وعدد آخر من مرافقيه، فضلا عن مقتل مساعده إسماعيل أحمدي.
كما شهدت في 21 فبراير/شباط 2022، حادث تحطم طائرة مقاتلة إيرانية في منطقة سكنية بمدينة تبريز شمال غربي البلاد، وقتل في الحادث ثلاثة أشخاص.
كذلك قتل في 18 فبراير/شباط 2018، 66 راكبا في تحطم طائرة إيرانية جنوب محافظة أصفهان أثناء رحلة داخلية.
وقبلها في 25 مايو/أيار من عام 2016، شهدت إيران سقوط مقاتلة من نوع “ميغ 29” ومقتل طيارها في محافظة همدان غرب إيران.
وفي عام 2005، قُتل قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، أحمد كاظمي، مع عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، بتحطم طائرة من طراز داسو فالكون 20، بالقرب من أورمية.
وتحطمت طائرة ياك 40 التابعة لشركة فراز قشم الجوية، والتي كانت تقل وزير الطرق والنقل، رحمن دادمان، في محافظة مازندران شمال إيران في عام 2001.
كذلك قتل في عام 1994، قائد القوات الجوية، منصور ستاري، مع كبار ضباط القوات الجوية في حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار بهشتي الدولي في أصفهان.
وفي عام 1981، تحطمت طائرة هرقل سي-130 تابعة لسلاح الجو الإيراني بالقرب من طهران ولم ينجُ سوى 19 من ركابها البالغ عددهم 77 راكبا، حيث قُتل في هذه الحادثة مجموعة من أبرز قادة الحرب العراقية- الإيرانية، بينهم يوسف كلاهدوز ومحمد جهان آرا، وكان وزير الدفاع آنذاك، موسى نامجو، من بين القتلى في هذا الحادث.