مقالات

قبيلات تكتب.. في يوم المرأة العالمي

التاج الإخباري – بقلم د.نجوى قبيلات

لم يشهد التاريخ القديم ولا الحديث تنكيلًا بالمرأة في يومها العالمي مثلما نشهده اليوم في غزة العزة و الصمود، فلا استثناء للمرأة في النزعة الانتقامية المحتلّة التي تصب جام غضبها على الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ولم تشفع الهيئات والمنظمات العالمية التي تعنى بحقوق المرأة في أن توقف نزيف الدم أو تضمّد جرحًا لا يندمل، عبثًا يحاولون، ولا تستطيع كلمات القواميس مجتمعة وصف ما تتعرض له خنساوات فلسطين في هذه المحنة العظيمة.

لكنّ الله أيتها الخنساوات، وأنتنّ تضربْن المثال تلو المثال بصمودكنّ وصبركنّ واحتسابكنّ.

فإحداكنّ تحستب عند الله توأمها الذي انتظرته أحد عشر عامًا لتزهر بهما حياتها، ولكن تحملهما على يديها وقد نحر العدو فرحتها.

وإحداكنّ تُنتشَل من تحت ركام البيت وقد فقدت كل أفراد عائلتها وبقيت وحيدة بلا معين ولا معيل.
وثالثة تلملم أشلاء مزّقها حقد أسود دفين.

ورابعة كانت تراقب الصغار يمرحون في الطريق كالزهور، فتلاشوا أمامها.

وخامسة ” شريكة الأسى بدا جناحها الكسير، تخبّئ الدموع عن صغارها، وحينما يلفّها السكون ترتدي الصقيع كي تقدّم الحياة للرضيع”.

وتطول القائمة في العذابات التي تعيشها أخواتنا في غزة الشامخة التي لو ملك عدوّها لقطع الهواء عنها، وعلى مرأى ومسمع ممّن يتشدّقون بحقوق المرأة ويحتفلون بيومها “ويعذبون الطفل في فم أمه وينكّلون بعاقلٍ وجمادٍ، ويكيلون بمكاييل بلا تعداد، سرقوا طفولة حلمها وتعمّدوا أن يقتلوها في قُماط مهاد”.

سيرتسم ما جرى للمرأة الغزّيّة الفلسطينية وصمة عار على جبين الإنسانية لا تمّحي، وستظلّ قصص اغتصابها وسبْيِها وتعذيبها وقتلها وألوان العذاب التي عجزت نساء العالم مجتمعة أن تتحملها شاهدة على العجز العالمي أمام شرذمة العدو البائسة.

وستظلّ غزة خنجرًا في خاصرة المشروع الصهيوني المقيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى