اهم الاخبارعربي دولي

“وصفة” خافيير مايلي.. هل تُنقذ الغرب؟

التاج الاخباري -منذ توليه رئاسة الأرجنتين في العاشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يكف الرئيس الأجنتيني خافيير مايلي، عن إثارة الجدل، سواء فيما يتعلق بسياساته الداخلية وأسلوب “العلاج بالصدمة” الذي يتبعه في سياق مجابهة التحديات الاقتصادية المتجذرة التي تعاني منها بلاده، وكذلك سياساته الخارجية المختلفة بشكل كبير عن سابقه البرتو فرنانديز، لجهة انحياز مايلي الصريح للولايات وإسرائيل.

انطلاقاً من سياساته التي تتضمن المناوئة للاشتراكية، والداعية إلى تقليص دور الدولة الاجتماعي والاقتصادي، قدّم مايلي وَصفته من أجل “إنقاذ الغرب” من ما وصفه بـ “الخطر المحدق به”.

يدعو مايلي قادة العالم إلى تبني “رأسمالية المشاريع الحرة” من أجل إنهاء الفقر في العالم، وهو ما أكده خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأسبوع الماضي.

الغرب في خطر!
“أنا هنا من أجل أن أخبركم بأن العالم الغربي في خطر”، هكذا قال مايلي خلال كلمته، مفسراً ذلك الخطر بقوله: “هو (العالم الغربي) في خطر؛ لأن أولئك الذين من المفترض أن يدافعوا عن قيم الغرب يتم اختيارهم من خلال رؤية للعالم تؤدي حتماً إلى الاشتراكية، وبالتالي إلى الفقر”.

الاشتراكية في مفهوم مايلي تُعادل الفقر والخطر، وبالتالي يبني نموذجه السياسي في الحكم على أساس ما وصفه بـ “رأسمالية المشاريع الحرة”، ويدعو العالم الغربي- في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه الشهر الماضي- إلى ذلك المنحى الاقتصادي والسياسي.

الزعيم اليميني، الذي يصف نفسه بأنه “أناركي (لاسلطوي) رأسمالي” كثيراً ما يُقارن بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يقال إنه قال وهو في طريقه إلى سويسرا إنه “يحضر الاجتماع للدفاع عن الحرية”.

الأجندة الاشتراكية
انتقد مايلي، أثناء سفره على متن طائرة تجارية إلى المنتجع السويسري، دافوس بسبب ما اعتبره “أجندته الاشتراكية التي لن تجلب سوى البؤس للعالم”، حسبما ذكرت رويترز منتصف الأسبوع الماضي، في وقت رفع فيه المنتدى شعار “إعادة بناء الثقة” كموضوع أساسي للاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

وكان مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، قد قدم مايلي إلى المسرح في دافوس بالقول إن “أساليبه الأكثر تطرفا أدخلت روحا جديدة إلى الأرجنتين”.

وقال مايلي في شرحه لوصفته في مجابهة ما يعتقد بأنه “خطر”: “لقد تخلى القادة الرئيسيون في العالم الغربي عن نموذج الحرية لصالح نسخ مختلفة مما نسميه الجماعية.. نحن هنا لنخبركم أن التجارب الجماعية ليست الحل أبداً للمشاكل التي يعاني منها مواطنو العالم، بل هي السبب الجذري”.

“صدقوني، لا أحد في وضع أفضل منا نحن الأرجنتينيين للشهادة على هاتين النقطتين”، يقول مايلي الذي ترزح بلاده تحت وطاة تحديات اقتصادية متواصلة عانت خلالها بشكل كبير من السياسات التقليدية.

بالنسبة لميلي، فإن التحديات التي تواجه رئاسته كبيرة – خاصة وأن ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية يقع مرة أخرى في قبضة أزمة عميقة.

تضررت القوة الشرائية للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بسبب معدل التضخم السنوي الذي بلغ أكثر من 211%، وهو أعلى مستوى له منذ 32 عامًا سنوات، بينما يعيش الآن 2 من كل 5 أرجنتينيين في فقر.

العلاج بالصدمة
وقال مايلي إنه لا يوجد بديل عن “العلاج بالصدمة” الذي اقترحه لعلاج الوضع. وقد اقترح دولرة الاقتصاد وإلغاء البنك المركزي في البلاد وخصخصة نظام التقاعد.

ولم تخل “الأجندة البيئية” من انتقادات مايلي للسياسات الغربية وتحذيراته من الخطر، لا سيما وأن الرئيس الأرجنتيني من مُنكري المناخ، ويعتقد بأن الأزمة ما هي إلا “كذبة اشتراكية” على حد وصفه. كذلك حظيت “النسوية الراديكالية” بانتقادات مايلي ضمن خطابه الذي حظر فيه من ذلك الخطر الذي يحدق بالغرب.

وقال الرئيس الأرجنتيني مسوقاً لوجهة نظره الاقتصادية: “بغض النظر عن مدى ثروتك، أو مقدار ما تملكه من الموارد الطبيعية ، فإذا تم اعتماد تدابير تعيق الوظيفة الحرة للأسواق،. فالمصير الوحيد الممكن هو الفقر”، مستعيناً بالتجربة الأرجنتينية في هذا السياق.

ينتقد مايلي النظرية الاقتصادية التقليدية، ويدعو إلى انقلاب في السياسات، وهو ما اشتهر به في السنوات الأخيرة منذ بزوغه بشكل واسع كضيف دائم على القنوات التلفزيونية في الأرجنتين وتشريحه للمشهد الاقتصادي وتقديم حلول مختلفة.

ترامب وبولسونارو
وخافيير مايلي، الرئيس الأرجنتيني المثير للجدل، يُشبهه البعض بنظرائه الشعبويين أمثال ترامب وبولسونارو. نشأ ضمن جيل كامل عاش في أزمات اقتصادية شبه دائمة.
درس الاقتصاد، وعمل في تدريسه بدورات جامعية. وتبنى أفكاراً اقتصادية مختلفة عن السائد في بلاده

كما اشتهر بمقابلاته التلفزيونية الجريئة، وقدخطف الأنظار بأسلوبه المسرحي وطرق تعبيره عن أفكاره من أزياء الأبطال الخارقين إلى استخدام المنشار لتوضيح خططه للتقشف أثناء حملته الانتخابية، حتى صار اسماً مألوفاً في بلاده.

كان قد انتخب لعضوية مجلس النواب في 2021 ثم حقق المفاجأة بالفوز بالانتخابات الرئاسية في 2023 في ظل تسونامي من غضب الناخبين من الفساد وسوء الإدارة بالبلاد
مايلي يتبنى إجراءات اقتصادية جذرية.. مثيرة للجدل من دولرة الاقتصاد والخصخصة والتقشف وتغيير جذري دون تدرج، وقد توعد بصدمة مالية حادة ومؤلمة، وهو ما أثار غضب معارضيه الذين احتشدوا منددين بتلك السياسات التقشفية قبل أسابيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى