أخبار الأردنإقتصاداهم الاخبارتحقيقات التاجتقارير التاجخبر عاجلعربي دولي

مشروع “نيوم”.. فرصة لتقليل البطالة أمّ تهديد لإقتصاد الأردن؟ 

استيتية: "نيوم".. فرص عمل ومنافع اقتصادية للأردن. 



كيف سيؤثر مشروع "نيوم" على الأردن. 



استيتية: الوظائف لـ"السنوات الثماني المقبلة" سترتبط بالتحديث التكنولوجي. 



مصدر: اتفاقية نقل جوي بأجواء مفتوحة تسمح بالتشغيل المتبادل بين "نيوم" والأردن. 



خبير اقتصادي: يجب أنّ يصبح مطار العقبة قاعدة للشحن الجوي. 



وزير نقل أسبق: لا يوجد أي مصلحة للجانب السعودي من خلال موانئ الأردن وخدماته. 



وزير نقل أسبق: ميناء العقبة سيتم منافسته بسبب مشروع "نيوم". 



خبراء: المشروع سيسهم بزيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة الأردنية. 



الإستثمار والعقبة الإقتصادية يرفضان توضيح خططهما حول "نيوم" 




التاج الإخباري – عدي صافي / شهد حمدان

تُدشنُ المنطقة العربية لا سيما دول الخليج العربي مشاريع استثمارية ضخمة لفتت أنظار العالم خلال السنوات القليلة الماضية. 

وتجري الأعمال على قدمٍ وساق في السعودية لإنجاز أكثر المشاريع طموحاً وتقدماً على وجه الأرض، مشروع "نيوم" الذي يُعدُّ أيقونةً ابداعية تستقطب العقول والأفكار الريادية من مختلف دول العالم. 


"نيوم".. فرص عمل ومنافع اقتصادية للأردن

ويعدُّ مشروع "نيوم" فرصةً هامة لدولِ الجوار بشكلٍ عام  والأردن على وجه الخصوص؛ لتحقيق منافع اقتصادية ولوجستية على المدى القريب؛ نظراً لإسهامه بـ180 مليار ريال (48 مليار دولار أمريكي) إلى الناتج المحلي الإجمالي السعودي بحلول عام 2030م، وفقاً للأرقام الرسمية. 

وزير العمل السابق نايف استيتية قال إنَّ مشروع نيوم يعتبر مدينةً عابرةً للحدود، تهدف إلى أن تصبح مركزًا للتكنولوجيا والابتكار والتنمية المستدامة، ويركز بشكل أساسي على النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية. 

وأوضح استيتية في حوار له مع "التاج الإخباري" أنَّ المشروع من المحتمل أن يخلق فرصاً اقتصادية غير مباشرة ووظائف للدول المجاورة، بما في ذلك الأردن.


كيف تستفيد الأردن؟ 

وحول الية استفادة الأردن من ذلك، أكد استيتية أنّه يمكن للمبادرات التعاونية أن تعزز فرص العمل والمنافع الإقتصادية للأردنيين؛ من خلال الشراكات أو الآثار غير المباشرة من تطوير المشروع. 

فيما قال الخبير الإقتصادي منير دية إنّ "نيوم" ستكون منطقة خاصة بأحكام وقوانين خاصة لا ترتبط بقوانين الجمارك والعمل وغيرها الموجودة بالثلاث دول (الأردن، مصر، السعودية)، مبيناً أنَّ هذا المشروع  سيكون مشروعاً عالمياً لجلب استثمارات ضخمة من خلال التركيز على تسعةِ قطاعات مثل الطاقة والمياه، النقل، الغذاء، العلوم، التقنية والرقمية، الإعلام، التصنيع والترفيه، والمعيشة، وهي قطاعات رئيسية مهمة، وفق دية. 

وبين استيتة أنَّ المشروع قد يخلق فرص عمل للأردنيين عبر طرقٍ محتملة مثل سلسلة التوريد والخدمات، حيث أنَّ تطور نيوم سيؤدي إلى زيادة الطلب على العديد من السلع والخدمات، مثل مواد البناء والمعدات والنقل والخدمات اللوجستية، ويمكن للشركات الأردنية أن تصبح مورداً لنيوم، مما يؤدي إلى نمو الأعمال وخلق فرص العمل. 

وتابع،" إنَّ السياحة والضيافة إذا أصبحت نيوم نقطة جذب مهمة، يمكنها أن تدفع السياحة إلى المنطقة، وقد تشهد الأردن، كونها دولة مجاورة ذات مناطق جذب تاريخية وثقافية، زيادة في عدد السياح يؤدي إلى زيادة الوظائف في قطاع الضيافة والسياحة".

وقال استيتية لـ"التاج" إنَّ المشاريع التعاونية في المشروع من شأنها أنّ تؤسس شراكات تعاونية مع الأردن في قطاعات معينة، من خلال مبادرات مشتركة بهدف نقل المعرفة والتكنولوجيا، وهو ما يخلق  فرص عمل للمهنيين الأردنيين المهرة.

وأضاف أن البحث والابتكار يجعل "نيوم" تركز على التكنولوجيا والابتكار وهو ما قد يؤدي إلى التعاون مع المؤسسات البحثية أو الجامعات الأردنية ويوفر فرصًا للباحثين والعلماء والمهندسين.

بينما أوضح الخبير الإقتصادي منير دية أنَّ ما يهمنا في الأردن هو كيفية الاستفادة من هذا المشروع لتحسين واقعنا المعيشي واقتصادنا، معدلات النمو وزيادة التشغيل وتقليل البطالة؛ بحكم دخولنا في مشروع مع دولتين هما السعودية ومصر، بحيث أنَّ هنالك دولة لها امكانيات في الأيدي العاملة كمصر والسعودية بما تملك من رأس مال وامكانيات مالية ولوجيستية وأسواق ضخمة وطاقة. 

 


ما هو شكل الوظائف في "نيوم"؟ 

ونوّه استيتية على أنَّ المدى الذي ستخلق فيه "نيوم" فرص عمل للأردنيين بشكل مباشر أو غير مباشر سيعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك حجم تطور المشروع، وطبيعة التعاون، والسياسات الاقتصادية التي ينفذها كلا البلدين.

وأفاد لـ"التاج" أنَّ الوظائف لـ"السنوات الثماني المقبلة" ستكون مرتبطة بالتحديث التكنولوجي، مشيراً إلى أنَّ رؤية التحديث الإقتصادي في الأردن مرتبطة بالمهارات وهي السبيل لإيجاد وظائف في مشروع "نيوم". 

منير دية نوّه على ضرورة تركيز الحكومة الأردنية على  فكرة الأيدي العاملة في المشروع، معتبراً أنَّ نسب البطالة في الأردن يجب أنّ تكون اولوية، سواءً في مرحلة البناء أو مرحلة التشغيل. 

وأكد على ضرورة وجود أيدي عاملة مؤهلة في القطاعات الـ(9) التي يركز عليها المشروع، مشيراً الى أنَّ هذه الأيدي يجب تجهيزها من الآن؛ في ظلّ قرب موقع المشروع على الأردن ووجود امكانية لذهاب وعودة العاملين بشكل شبه يومي لا سيما منطقة الجنوب، وهو ما سيسهم في خطط تقليل نسب البطالة الى الأرقام العالمية البالغة (6%) بدلاً من الرقم الحالي البالغ (24%)، وفق حديثه. 

استيتة أوضح أن "نيوم" ستجمع ما بين الوظائف التقليدية وغير التقليدية، إلا أنها جميعها ستكون مرتبطة بالتكنولوجيا، مبيناً أن "نيوم" ستفرّغ السوق الأردني بنسبة كبيرة وهذا سيضمن توفير فرص عمل جديدة داخل السوق المحلي. 

ويذكر أنَّ مدينة "ذا لاين" (أحد مشاريع نيوم) ستوفر 380‪ الف وظيفة على أقل تقدير مع انتهاء المشروع، وفقاً للأرقام الرسمية السعودية. 

وسيقام المشروع على مساحة 26,500كم² مربع من الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، بطقس أبرد من بقية دول الخليج العربي وبمجموع 468 كم
لطول الساحل، وبوجود 41 جزيرة، مساحة تعادل تقريباً مساحة بلجيكا. 


قطاع الطيران.. فرصٌ وتحديات للأردن

يقام مشروع "نيوم" في منطقة تتميز بموقع مثالي لملتقى طرق العالم؛ حيث تبعد أراضي المشروع (4-6) ساعات طيران عن 40% من سكان العالم، وفقاً للموقع الرسمي للمشروع. 

كما وتتميز مشاريع "نيوم" الـ(4) المختلفة بموقع 
 استراتيجي على شواطئ البحر الاحمر في ممر تعبر منه 13% من حركة التجارة العالمية، مما قد يخلق فرصة للأردن للإستفادة من مطار الملك حسين- العقبة ليخدم المشروع. 

مصدر مسؤول في هيئة الطيران المدني (فضّل عدم ذكر اسمه) قال لـ"التاج" إنَّ مشروع "نيوم" عملاق وينطوي على وجود فرص وفي نفس الوقت مخاطر للدول المجاورة. 

وحول الطيران المدني أوضح أنَّ هنالك اتفاقية نقل جوي بأجواء مفتوحة بين الأردن والسعودية، مبيناً أنَّ هذه الإتفاقية تسمح بالتشغيل المتبادل بين "نيوم" وعمان أو العقبة مع وضع ترتيبات خاصة.

ونوّه إلى أنَّ المسافة بين نيوم والعقبة تبلغ حوالي 120 كم، معتبراً أنَّ هذه المسافة القصيرة قد لا تكون مجدية لتشغيل رحلات جوية بين المدينتين بواسطة الطائرات النفاثة إلا أنّها قد تكون كذلك بواسطة طائرات عمودية أو مروحية صغيرة الحجم منخفضة التكلفة.

ونبّه المصدر الى أنَّ هنالك تواجد لمطارات أخرى قريبة من "نيوم" مثل مطاري شرم الشيخ والغردقة في مصر.

فيما دعا الخبير الإقتصادي منير دية الى ضرورة استغلال موقع مطار الملك حسين في العقبة وتوسعته واعداد قاعدة؛ ليكون قادراً على استيعاب الأعداد المتزايدة للسياح. 

وقال دية لـ"التاج" إنّه يجب أنّ يكون المطار قادراً  على المنافسة وجعله قاعدة للشحن الجوي والتجارة الإلكترونية بالجنوب، مع أهمية تنفيذ البنية التحتية من الآن وأنّ تكون جاهزة في حلول عام 202‪5مع اطلاق المرحلة الأولى من "نيوم"؛ حتى لا تفقد الأردن الفرصة للمطارات الجديدة التي ستبنى في داخل المشروع ذاته.

ويذكر أنّ المشروع يضم مطار خليج "نيوم"، وهو مطار تجاري يقع في منطقة تبوك، شمال غرب المملكة العربية السعودية، ويبعد (48) كم عن أقرب المطارات إليه مطار شرم الشيخ الدولي، وهو واحد من ضمن أربعة مطارات سيتم إنشائها في مشروع "نيوم". 

واستقبل المطار أول رحلة له في يناير 2019م عندما نقلت الخطوط السعودية على متن طائرتين 130 موظفا يعملون في مشروع "نيوم" خلال الزيارة الرسمية الأولى لهم على أرض المشروع، حيث يضم المطار مدرج بطول 3757 متر، وباتجاه 151 درجة و331 من جهة أُخرى.
 


هل سيهدّد مشروع" نيوم" حصة ميناء العقبة من الصادرات؟ 
– خطط وزارة النقل للإستفادة من المشروع

يضم مشروع "نيوم" أربعة مشاريع فرعية على الأقل وهي (مدينة ذا لاين، جزيرة سندالة، مدينة تروجينا، ومدينة نيوم الصناعية أوكساجون)، مما يجعل المشروع بحاجة لخدمات لوجستية برية هائلة خلال فترات الإنشاء وبعد البدء التشغيلي للمشروع. 

وزارة النقل قالت إنها تعمل بالتشاركية مع الهيئات التابعة لها على رسم الخطط ومتابعة تحقيق اهداف النقل من خلال توفير البنية التشريعية والتنافسية القادرة على التكيف مع المعطيات المحلية والاقليمية والدولية بما في ذلك المشاريع الاستثمارية وعلى المستوى الاستراتيجي في دول الجوار الشقيق والاقليم، حيث أن قطاع النقل قطاع متغير ومستجيب للمحركات الاقتصادية المختلفة. 

 وأوضحت الوزارة لـ"التاج" أنَّ أحد اهم تلك الأمور يتمثل في الإستثمار بأنواعه المختلفة ومنها المشاريع الكبرى، ولذلك فان تهيئة هذا القطاع بالبنية التنافسية الجاذبة أحد أهم الركائز التي يتم العمل عليها من خلال صياغة الأطر الناظمة التي توفر المعايير الدولية المتعارف عليها في قطاع النقل، كالزمن والمرونة والمصداقية خلال التعامل مع انماط النقل المختلفة. 

وكشفت الوزارة عن أنَّ أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في قطاع النقل وعلى مستوى المملكة هو مشروع الشبكة الوطنية للسكك الحديدية والتي تولي المملكة الإهتمام بتنفيذه من خلال الاستثمار، موضحين أنَّ الربط الإقليمي بين الأردن والسعودية ودول الخليج العربي يؤمل منه خدمة حجم الصادرات والواردات من وإلى المشاريع الإستراتيجية والإستثمارية في الإقليم والمنطقة العربية ومنها مشروع "نيوم".

وتابعت الوزارة، "إن الفوائد الإقتصادية وعوائدها بأشكالها المختلفة عادة ما ينظر اليها بالمستوى الكلي للاقتصاد؛ وذلك لأنَّ الهدف هو أن تعمَّ الفائدة على القطاعات المختلفة وعلى المستوى الوطني ولذلك فان التكامل بين الجهات الحكومية فيما بينها من جهة ومع شركاء من القطاع الخاص من جهة أخرى هو أساس الحصول على أكبر قدر من الفوائد وأكثر الفرص". 

وأضافت،" عليه فإن الأمر بالقدر الذي يعنى به قطاع النقل والذي يعتبر وسيلة اقتصادية خدمية لركائز الاقتصاد في التجارة والصناعة والاستثمار فاننا نؤكد على أهميه اتاحة الفرص للصادرات والواردات والاستثمار والتجارة بعمومها حيث أن توفير بنية تحتية لوجستية والمتواجدة ضمن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية كالموانئ والمراكز اللوجستية المختلفة والموانئ البرية ومشاريع السكك الحديدية ومراكز التخزين والتوزيع والمنصات الجمركية الهادفة إلى تسهيل اجراءات نقل بالاضافة لتحديد التشريعات الناظمه ومنح الحوافز والاعفاءات جميعها يصب في امكانيه الاستفاده من هذه المشاريع الاقليميه بما فيها مشروع "نيوم".

وزير نقل أسبق فضّل عدم ذكر اسمه قال إنَّه لا يوجد أي مصلحة للجانب السعودي أو فائدة من خلال موانئ الأردن وخدماته. 

وأوضح في حديثه لـ"التاج" أنَّ السعودية تبني مشروعاً متكاملاً وتملك موانئ، أما فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية والنقل أشار الى أنَّ الأردن لا تملك أية قيمة مضافة تقدمها لهم. 

ونوّه الى أنَّ ميناء العقبة سيتم منافسته بسبب مشروع "نيوم"؛ لأنَّ جزءاً من البضائع كانت تأتي إلى الأردن ويتم اعادة تصديرها إلى السعودية ولكننا سنفقد حصة من هذه البضائع بعد افتتاح مشروع نيوم. 

الخبير الإقتصادي منير دية قال لـ"التاج" إنَّ المشروع سيصبح رابط  بين ثلاث قارات، أسيا، إفريقيا، أوروبا، وسيعمل على جلب استثمارات ضخمة للمنطقة؛ من خلال الموقع الجغرافي للمشروع، بحكم أنه سيكون في منطقة موزعة للثلاث قارات من خلال البحر المتوسط والبحر الأحمر عدا عن توسطه للعالم وقربه لمعظم الأسواق العالمية مما سيجعله مرتكزاً استراتيجياً لوجستياً اقليمياً لتصدير البضائع. 

ودعا دية إلى الإستفادة من منطقة العقبة الإقتصادية وما تملكه من امكانيات خاصة ميناء الحاويات الذي يجب استخدامه لتوريد البضائع وخدمة الدول الاقليمية. 

وأوضح أن العقبة ينبغي أنّ تصبح مركزاً لوجيستياً لتصدير البضائع؛ لا سيما وأنَّ الاردن تمتلك اتفاقيات تجارة حرة مع أميركا وكندا ودول الإتحاد الاوروبي، مما يحتم الإستفادة من الميناء لتوريد البضائع والمواد الاساسية للمشروع مع أهمية خلق امكانية لخدمة المشروع مستقبلاً من خلال توسيع الميناء.

فيما دعا وزير العمل السابق نايف استيتية إلى تطوير البنية التحتية في البلاد، موضحاً أنه في حال امتدت مشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ Neom إلى الأردن أو تطلب وجود تعاون عبر الحدود فإن ذلك يؤدي إلى توفير وظائف في البناء والهندسة والقطاعات ذات الصلة. 

وقال وزير نقل أسبق فضّل عدم ذكر اسمه إنَّ الأردن يحتاج إلى سكة حديد؛ ليس لغايات نقل البضائع محلياً بمقدار أنّ نصبح جزء من منظومة شبكة نقل في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً أنَّ 70% من صادرات الأردن تمرّ عبر المملكة العربية السعودية. 


شريان الأردن الإقتصادي (السياحة) تنتعش مع "نيوم" 

يسعى مشروع "نيوم" إلى استقطاب ملايين السياح سنوياً من خلال تنفيذ عدّة مشاريع رائدة في المنطقة وفقاً لأعلى المواصفات وأكثرها حفاظاً على البيئة. 

وسيحقق المشروع ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في توفير معيشة استثنائية، وبيئة أعمال مزدهرة، وإعادة ابتكار مفهوم الاستدامة.

خبراء في القطاع السياحي توقعوا أنّ يسهم المشروع بزيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة الأردنية الهاشمية لا سيما المناطق الجنوبية (المثلث الذهبي). 

وقالوا إنَّ استثمار زيادة أعداد السياح لا يمكن إلا من خلال وضع خطط واعداد تجهيزات لوجستية على كافة الأصعدة، من النقل وتوفير الغرف الفندقية والإرشاد السياحي والأسعار التنافسية وغيرها. 

ونوّهوا على ضرورة توفير المناطق السياحية الأردنية لأسعار تنافسية للسياح؛ في ظلّ وجود مناطق سياحية قريبة تقدم تلك الأسعار في دولة مصر على ساحل البحر الأحمر. 

الخبير الإقتصادي منير دية أكد على ضرورة توسعة المعبر الحدودي الجنوبي (معبر الدرة) بين الأردن والسعودية. 

وبين دية في حديثه أنَّ المعبر يجب أنّ يكون قادراً على استيعاب الأعداد ويوجد به خدمات لوجيستية وخدمات لتسهيل دخول السياحة، ليصبح معبراً برياؤ ضخماً يمتلك كل الإمكانيات ويسهل مرور السياحة من الشمال السعودي للعقبة ومناطق الأردن. 

وزير النقل الأسبق خالد سيف قال في تصريح مقتضب لـ"التاج" إنّه يتوقع ازدياد أعداد السياح مع البدء التشغيلي لمشروع "نيوم"، معتبراً أنَّ الملف السياحي في الأردن يدار بطريقة ممتازة في الآونة الأخيرة وهو ما يدلل على أنَّ الأردن يسير بالطريق الصحيح في هذا المجال، وفق رأيه. 

فيما أوضح "دية" أنَّ الأردن يمتلك امكانيات بالسياحة وقطاع الخدمات، مثل المثلث الذهبي بالجنوب – وادي رم، البترا، والعقبة، عدا عن ما يزخر به الأردن من سياحة دينية، داعياً إلى تسويقها بشكل سليم؛ لنكون قادرين على المنافسة واثبات الوجود، مع أهمية التركيز على الإستثمارات السياحية وزيادة الغرف الفندقية وطرح أسعار منافسة وغيرها. 

وفي ذات السياق أكد وزير العمل السابق نايف استيتية أنَّ النمو الإقتصادي الشامل والتنمية في المنطقة بسبب وجود "نيوم" ستنبثق عنه آثار غير مباشرة إيجابية على الإقتصاد الأردني، مما يساهم بشكل غير مباشر في خلق فرص العمل. 


"نيوم" وفرص الأردن الإستثمارية 

ويمثل مشروع "نيوم" بضخامته فرصةً هامّة أمام الأردن لا سيما في مجال الإستثمار؛ حيث يمثل قرب المشروع من منطقة العقبة فرصة لانشاء مشاريع استثمارية تستقطب زوار مشروع "نيوم". 

"التاج" وجهت عدداً من الأسئلة لـ"سلطة منطقة العقبة الإقتصادية" قبل 10 أيام؛ باعتبار أنها الجهة المعنية الأبرز إلا أنّها لم تقدّم أي ايضاحات حول خططها خلال السنوات القادمة فيما يتعلق بالإستفادة من مشروع "نيوم".

وزير العمل السابق نايف استيتية أوضح أنّه يمكن للنشاط الاقتصادي المتزايد في منطقة نيوم أن يحفز الاستثمار والتجارة بين المملكة العربية السعودية والأردن.

وأشار إلى أنَّ ذلك قد يفتح المجال أمام الشركات الأردنية لتوسيع عملياتها، وخلق فرص عمل. 


إضاءة على مدن مشروع "نيوم" 

ويضم مشروع "نيوم" عدداً من المشاريع الفرعية مثل (مدينة ذا لاين، جزيرة سندالة، مدينة تروجينا، ومدينة نيوم الصناعية – أوكساجون)، وفق الموقع الرسمي لرؤية السعودية 203‪0

-مدينة تروجينا

مدينة تروجينا تعتبر مشروع وجهة عالمية للسياحة الجبلية الجديدة في نيوم، تتمركز في وسط نيوم على بعد 50 كيلومتراً من ساحل خليج العقبة، حيث يوجد مجموعة من أعلى القمم الجبلية في السعودية بارتفاع يصل إلى حوالي 2,600 متر فوق سطح البحر… 

وتتميز المنطقة بانخفاض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر في الشتاء، وبمعدل درجة الحرارة أقل بنسبة 10 درجات مئوية عن بقية مدن المنطقة على مدار العام.

-أبرز معالم تروجينا 

تتضمن أبرز معالم مشروع تروجينا بحيرة ضخمة بمياه عذبة، وفندق ذا بو (The Bow)، الذي يقدم تجربة فندقية تحت الماء، وكذلك قرية ذا فولت
 (The Vault) التي ستُبنى بشكل عمودي داخل الجبال، والمصممة وفق أحدث التقنيات ووسائل الترفيه والضيافة، وتعد بوابة الدخول الرئيسية إلى "تروجينا".

 إضافة إلى المجمع السكني سلوب ريزيدنسز
 (Slope Residences) الذي يقع على مقربة من منحدر التزلج المطل على البحيرة، إلى جانب مجموعة من الفلل الفاخرة.

مدينة نيوم الصناعية "أوكساجون"

هي مدينة صناعية تعد أكبر تجمع صناعي عائم في العالم، وبدأت استقبال رواد التصنيع والمستثمرين وأصحاب الأعمال في بداية عام 2022.

تقع مدينة أوكساجون على البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس التي يمر عبرها ما يقرب من 13% من التجارة العالمية، وستكون المدينة واحدة من أكثر المراكز اللوجستية تقدمًا في العالم من الناحية التقنية بوجود أحدث ميناء متكامل وارتباطها بمطار.

وتحتل "أوكساجون" منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية، ويقلل التصميم الثُّماني الفريد للمدينة من أي تأثيرات على البيئة، حيث سيوفر أفضل ما يمكن من استخدامات الأراضي، لدعم توجه نيوم في الحفاظ على ما نسبته 95% من البيئة الطبيعية، كما تشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم وتعد مركزاً لتطوير نيوم لـ"الاقتصاد الأزرق" وذلك بالإعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس تركيز نيوم على التطوير الإبداعي والمبتكر.

جزيزة سندالة 
جزيرة سندالة هي إحدى جزر البحر الأحمر، وأولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة ونوادي اليخوت على البحر الأحمر. 

تقع جزيرة سندالة في البحر الأحمر على مساحة إجمالية تقارب 840 ألف متر مربع، وتعد واحدة من مجموعة من الجزر التي سيتم تطويرها في نيوم، ويتم تطويرها لتقدم موسماً جديداً لليخوت.

مدينة "ذا لاين" 

مشروع ذا لاين هو مشروع سعودي لسلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي خالية من الانبعاثات الكربونية مخطط لبنائها في نيوم. 

وسيبلغ عدد سكان المدينة مليون نسمة وتحافظ على 95٪ من الطبيعة داخل نيوم، بدون سيارات، وشوارع معدومة. 

ويبلغ طول مدينة ذا لاين 170 كيلومترًا (105 أميال) على ساحل نيوم شمال غرب المملكة العربية السعودية عند طرف خليج العقبة على البحر الأحمر، حيث يستطيع 40% من سكان العالم الوصول إلى نيوم في أقل من 4 ساعات، ستعمل "ذا لاين" على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار أمريكي) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030م. 

وكشف المدير التنفيذي لمدينة ⁧‫ذا لاين‬⁩ "جايلز بندلتون"  عن خطة لإنشاء نادي كرة قدم جديد مستقبلًا قد يحمل اسم ⁧‫نيوم‬⁩ وسيكون له ملعبه الخاص داخل مدينة ذا لاين وسيكون أعلى ملعب في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى