العراق.. فيديو تعنيف طفلة حديثة الولادة يثير الغضب والمستشفى يحقق بالحادثة

التاج الاخباري– أثار فيديو تعنيف طفلة حديثة الولادة في المستشفى الدولي (انترناشنال) بأربيل في كردستان العراق موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعاد تسليط الضوء على حوادث العنف بحق الأطفال.
إلى مدير مستشفى انترناشنال في اربيل …
هل هكذا تتعاملون مع الأطفال حديثي الولادة ؟
الفيديو لممرضتين يُعنفنَ طفلة حديثة الولادة في مستشفى انترناشنال في اربيل pic.twitter.com/ncUOpSo0cy— سكـوب (@Scope_iq) August 19, 2023
ويظهر في الفيديو ممرضتين قامتا بتعنيف الطفلة التي كانت مستلقية داخل حاضنة أطفال، فيما ظهر شعار المستشفى على لباس إحداهن.
وتعكس مثل هذه الحوادث الفوضى العارمة في البلاد على عدة مستويات، وفقا للناشط المدني، بشير الحجيمي.
ويقول الحجيمي في حديثه لموقع "الحرة" تعليقا على الفيديو، "في الحقيقة، بالنسبة لي كعراقي، لا أستغرب مثل هذه الأعمال، في ظل وضع فوضوي بكل المقاييس".
وأضاف أن هناك "فوضى اجتماعية وأخرى قانونية وتنفيذية، وغياب لمؤسسات الدولة العراقية، سواء حدثت الولادة في مستشفى حكومي أو خاص".
يكاد لا يمر شهر دون أن تستحوذ على منصات الـ"سوشيال ميديا" في العراق صور أو مقاطع فيديو لحوادث تعنيف، غالبا ما يكون ضحاياها من النساء والأطفال.
وتابع "الفوضى تجعلك تتوقع حوادث أبشع (مما حصل مع الطفلة)، وقد وقعت حوادث بيع أطفال خدج، والوضع في العراق مع الأسف لا يدعو للراحة، والعراقي تعلم أن يستيقظ صباحا ليجد مأساة إنسانية جديدة (…) في ظل وجود عدة جهات حاكمة".
الإجراءات المطلوبة
وعن الإجراءات المطلوبة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، طالب الناشط العراقي بتفعيل القوانين الرادعة.
وقال إن "المطلوب أن يأخذ القانون مجراه (…) وفي العراق لدينا مشكلة أن القوانين ليست صارمة في التنفيذ"، بمعنى أنه يمكن أن يسجن شخص ويتم الإفراج عنه لاحقا وكأن شيئا لم يكن، "حيث تنتهي معظم الإدانات بالإفراج والوساطات".
وأشار الحجيمي إلى أن هناك مشكلة وكارثة فيما يتعلق بـ"الوعي الاجتماعي"، وأضاف أنه "في العشرين سنة الماضية ارتفعت نسبة الأمية ووصلت إلى أكثر من 40 في المئة، بينما في السبعينيات كانت متدنية للغاية وشبه معدومة".
ووفقا لتصنيفات اليونسكو، فإن العراق كان يتبوأ المراتب الأولى عالميا في جودة التعليم ومحو الأمية خلال السبعينيات، إلا أنه وفق تصنيف عام 2022، أصبح العراق يعاني من ارتفاع الأمية بما يتجاوز 47%.
وتواصل موقع "الحرة" مع إدارة مستشفى أربيل الدولي، التي تعهدت بفتح تحقيق بالقضية ونشر نتائجه، ومعاقبة المتهمين.
الواقع القانوني
ويكاد لا يمر شهر من دون أن تستحوذ على منصات الـ"سوشيال ميديا" في العراق صور أو مقاطع فيديو لحوادث تعنيف، غالبا ما يكون ضحاياها من النساء والأطفال.
أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الجمعة، اعتقال أب ظهر في مقطع مصور وهو يعنف ابنه بطريقة "وحشية"، في بغداد، بعد ساعات من تداول مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يمتلك العراق، حتى الآن، قانونا للعنف الأسري، ويعتمد على مواد قانونية تسمح للزوج والأب بـ"تأديب" الأبناء أو الزوجة ضربا "مادام لم يتجاوز حدود الشرع".
وتقول المادة 41 من قانون العقوبات العراقي إنه "لا جريمة إذا وقع الفعل (الضرب) استعمالا لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعمالا للحق، تأديب الزوج لزوجته وتأديب الآباء والمعلمين ومن في حكمهم الأولاد القصر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا".