لقاء الملك.. استذكارُ اللاءات الثلاث واستعدادٌ للصِدام مع التطرف الصهيوني
التاج الإخباري – عدي صافي
منذ أن أعلن بنيامين نتنياهو عن رغبته في تشكيل حكومةٍ اسرائيلية جديدة، كثرت التحذيرات، ودُقَ ناقوس الخطر حول المرحلةِ المقبلة للمنطقة في ظلِّ قيادة المتطرفين.
صوّت الكنيست الإسرائيلي اليوم الخميس على منح الثقة للحكومة الـ37 في تاريخ إسرائيل، والسادسة التي يرأسها زعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو.
الحكومة الجديدة للصهاينة توصف بأنها الأكثر يمينية والأشد تطرفاً في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، عدا عن أنها تضم نوابا مدانين بتهم جنائية.
على الضفة الأخرى من النهر نُشرَ يوم أمس الأربعاء لقاءً لجلالة الملك عبدالله الثاني مع قناة CNN وجّه خلالها العاهل الأردني رسائلاً للصهاينة، وصفت بالبليغة.
الملك وجه الرسالة الأولى بشكلٍ واضح، قال:" إذا حدثت انتفاضة ثالثة فستؤدي إلى انهيار كامل للقانون والنظام لن يستفيد منه الإسرائيليون والفلسطينيون."؛ بحكم التخوفات الواضحة لدى الجانب الفلسطيني من خطط الحكومة المتطرفة وحالة الإحتقان لدى الفلسطينيين على أفعال الصهاينة وتضيقاتهم.
كما وتدلل الرسالك بشكل صريح على أن صوت الملك عبدالله مسموع بالداخل الفلسطيني من قبل الأشقاء الفلسطينين.
رسالة الملك تزامنت مع تظاهر مئات الإسرائيليين أمام مبنى الكنيست اليوم الخميس؛ للاحتجاج على ما يصفونه بتشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا دينياً وسياسياً واجتماعياً منذ إقامة إسرائيل، وهو ما يؤكد أن التخوفات عند الصهاينة ذاتهم ليست أقل من نظرائهم الفلسطينين.
الملك وجه رسالةً ثانيةً أكثر وضوحٍ من سابقتها للصهاينة حول تطرف حكومتهم، كانت من شقين، الأول جاء به:" أكد العاهل الأردني أن الشعب الإسرائيلي لديه الحق في اختيار من يريد أن يقوده. وقال: "نحن جميعًا على استعداد للمضي قدمًا، وسنعمل مع أي شخص وكل شخص، طالما أنه يمكننا جمع الناس معًا"، وهو ما وصفه متتبعون للمشهد بالفطنةِ والحنكةِ السياسية في ادارة دفةِ المشهد؛ حيث أنه ترفّع عن التدخل في شأن الصهاينة الداخلي، وأكد أنّ الأردن مستعدة دوماً للمضي قدماً نحوَ الأفضل.
لكنه عاد وأوضح ببليغ العبارة وشدتها، أنَّ المملكة مستعدة للدخول في صراع، أي صراع، في حال رغب الأخرين بذلك، معتبراً أنَّ هنالك خطوط حمراء معينة إذا أراد الناس تجاوزها، سوف تتعامل المملكة مع ذلك، وهو الحديث الموجه لرأس الحكومة الصهيونية نتنياهو ومن معه بصورة خاصة، وللشارع الإسرائيلي بصورة عامة.
هذه الرسالة أيضاً التقطها الشارع الإسرائيلي؛ حيث اتهم المحتجون نتنياهو بالعمل على تدمير أسس الديمقراطية في "إسرائيل" من أجل البقاء في السلطة لحماية نفسه من المحاكمة في قضايا الفساد المتهم بها، كما وأظهروا تخوفاتهم من أفعاله في احتجاجات واسعة خلال الأسابيع الماضية.
نتنياهو خلال جلسة التصويت قال إن المهمة الأولى لحكومته ستكون إحباط مساعي إيران لتطوير سلاح نووي يهدد إسرائيل ويقوّض أمنها، مضيفا أنه يتوقع مزيدا من اتفاقيات التطبيع خلال الفترة المقبلة، وهو ما استهزأ به الشارع الإسرائيلي في الطرقات.
خصومه قاطعوه، بعضهم هتف"ضعيف! ضعيف!"،هؤلاء يقولون إن نتنياهو اضطر إلى إبرام اتفاقات مكلفة للحصول على شركاء جدد بعد أن قاطعته أحزاب الوسط بسبب المشاكل القانونية التي يواجهها.
الفلسطينين بدورهم يعتبرون أن تشكيل حكومة نتنياهو أضفى مزيداً من القتامة على آفاق عملية السلام المجمدة؛ فبعد عام تصاعدت فيه أعمال العنف في الضفة الغربية، من المزمع الآن توسيع المستوطنات اليهودية على أراض يأمل الفلسطينيون في إقامة دولتهم عليها في المستقبل.
الشارع الأردني إلتف حول رسائل الملك للصهاينة، وأكد على وقوفه ودعمه لكافة الحقوق والمطالب الفلسطينية المشروعة.
المقابلة تناولت رسائلاً أخرى مثل إعادة التأكيد على الثوابت الأردنية أو الخطوط الحمر في العلاقة مع الجانب الصهيوني، ويمكن هنا العودة إلى اللاءات الثلاث التي طرحها الملك في عام 2019، "لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر" ، وهي في ذروة الحديث عن صفقة القرن ومشروع الضم، وهو الذي يتبناه المتطرف نتنياهو؛ بحكم أن مشروعه سيجد صدىً كبيراً في ظلّ حكومة نتنياهو المتطرفة القادمة.
المقابلة حددت معالم شكل العلاقة بين المملكة، والكيان الصهيوني خلال المرحلة المقبلة؛ لأن الملك بين أن الأردن منفتح على كافة الأفعال الإسرائيلية؛ إذا سرتم نحوَ السلام سِرنا، وإن اخترتم الصدام، فنحن مستعدون.