اهم الاخبارخبر عاجلعربي دولي

الإسرائيليون ينقلبون على بعضهم بعضاً.. هل يسقط نظامهم السياسي؟

التاج الإخباري – عدي صافي 

مع وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة وزراء الحكومة الصهيونية، ومحاولاته لتشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة اسرائيل المزعومة، تعالت الأصوات في الداخل الفلسطيني المحتل؛ مبرزةً قلقها من أفعال نتنياهو التي وصفت "بالهمجية". 

هذا الإنقلاب بين الإسرائيلين على بعضهم بعضاً يأتي  بحكم شكل التحالفات التي أبرمها نتنياهو مع الأحزاب الدينية المتشددة، خاصة ضمه لإيتمار بن غفير اليميني المتطرف الذي كان عضوا سابقا في حركة "كاخ" المصنفة إرهابية، ما دعا قادة صهيونين إلى التعبير عن قلقهم على مستقبل "اسرائيل". 

خبراء قالوا في حديث لهم مع التاج إن العلاقة ما بين الملك عبدالله الثاني وبنيامين نتنياهو متوترة منذ فترة رئاسة الآخير الماضية. 

وبينوا أن أحد أسباب التوتر وعودة خطوط التواصل إلى ادنى مستوياتها هو الغاء نتنياهو الموافقة على تزويد الأردن بالمياه على النحو المنصوص عليه في اتفاقية وادي عربة للسلام لعام 1994 عام 202‪1

واشاروا إلى أن قرار نتنياهو بوقف نقل المياه مثّل جزءاً من الخلاف المتبادل بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية المستمر منذ آذار/ مارس، في أعقاب إلغاء زيارة ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله إلى القدس المحتلة في العاشر من آذار/ مارس الماضي، حيث ردت الأردن بعدها، بمنع طائرة نتنياهو من استخدام الأجواء الأردنية لزيارة الإمارات.

وكل هذه المعطيات تفيد بأن التوتر الداخلي بين الاسرائيلين من صالح المملكة؛ حيث أنّ كل شيء أفضل للمملكة من نتنياهو، وفق خبراء. 

وبالعودة إلى الانقلاب الإسرائيلي إنتقد رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد الحكومة المقبلة المفترضة يوم الجمعة الماضي واصفها بأنها “مجنونة” ووصف زعيمها، رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، بأنه "ضعيف".

وجاءت التعليقات الحادة للابيد مع انتهاء نتنياهو على ما يبدو من تشكيل الحكومة، في ظل انتقادات مستمرة من خصومه السياسيين، الذين يتهمونه بتوزيع وكالات رئيسية على حلفائه اليمينيين المتدينين أثناء التفاوض من موقف ضعيف بسبب استمرار محاكمته بالفساد.

وفي منشور له عبر فيسبوك تساءل لابيد عن “ما هو الغرض من الحكومة؟
وأجاب ذاته أن "الحكومة هي هيئة من المفترض أن تدير حياتنا، تمكن بسط النظام، وتحدد الأولويات. الواقع يتغير باستمرار، لذلك من المتوقع أن تخلق الحكومة الاستقرار، لتحقيق التوازن بين القوى المختلفة – الرعاية الصحية والاقتصاد، والأمن والسياسة الخارجية، المدى القصير والمدى الطويل". 

وتابع في منشوره:" هذه مهام معقدة وهامة والتوازن بينها أمر بالغ الأهمية. النظام عرضة للاضطرابات بشكل طبيعي. رئيس الوزراء ووزرائه مسؤولون عن استقراره والتأكد من أنه يعمل لصالح المواطنين.

وادّعى لابيد أن حكومة نتنياهو المتوقعة لن تكون قادرة على تلبية هذه المتطلبات"، مضيفاً:" هذه الحكومة مجنونة. من الصعب قول ذلك، ولكن لا توجد طريقة أخرى لوصفها. نتنياهو ضعيف ويتم ابتزازه من قبل شركاء أصغر سنا وأكثر تصميما. إنهم ينشئون هيكلًا لا يمكن إدارته، وحكومة غير قادرة على الحكم". 

وكان لبيد يشير إلى اتفاقيات ائتلافية تنص على تعيين النائب المتطرف إيتامار بن غفير وزيرًا للأمن القومي مع حقيبة موسعة تشمل الشرطة الوطنية وشرطة حرس الحدود في الضفة الغربية؛ تعيين زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزيرا للمالية، مع سلطات بعيدة المدى على السياسة المدنية في الضفة الغربية؛ وتسليم آفي ماعوز، من حزب “نوعام” المعادي للمثليين، السيطرة على العديد من البرامج التعليمية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت. 

وستتثمل الآثار الواقعية للتعيينات المذكورة بتفكيك وزارتي الدفاع والتعليم، وفق لابيد الذي قال إن الليكود أصبح شريكا صغيراً في حكومته، مبيناً أن نتنياهو في ذروة ضعفه والمتطرفون يدفعون بالنظام إلى أماكن لا يمكن تصورها. 

ولم يكتفي لابيد بانقلابه من خلال التصريحات المتراشقة إنما تعهد بمواصلة محاربة الحكومة القادمة، حيث سيكونون على الجسور وعند التقاطعات وفي الشوارع، وسيدافعون عن المحاكم والجيش الإسرائيلي والمدارس، مؤكداً أنهم يقاتلون من أجل بلدهم المزعوم وليس لديهم أي نية للاستسلام". 

وجاء في بيان صادر عن"يش عتيد":" ندعو جميع الأحزاب السياسية في البلاد والمواطنين الإسرائيليين، بمن فيهم أنصار الليكود الذين يرون كيف يخدعهم حزبهم ويؤذي الجمهور، للانضمام إلى نضالنا الذي يبدأ اليوم وسيستمر غدًا في جميع أنحاء البلاد. لسنا مغفلين ولن نقف مكتوفي الأيدي وهم يتنازلون عن مستقبل بلدنا وأطفالنا".

وقال لبيد مخاطبا المتظاهرين عند جسر"ككل" في تل أبيب:" الحكومة التي يتم تشكيلها الآن ليست حكومة ليكود وليست حكومة يمينية، إنها أكثر الحكومات تطرفاً وجنوناً في تاريخنا… لن نتنازل أبدا"، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت. 

على الجهة المقابلة إتهم بنيامين نتنياهو لبيد بـ"نشر الأكاذيب" حول الحكومة المنتخبة القادمة.

وفي منشور على فيسبوك قال إن لبيد ووزير الدفاع المنتهية ولايته بيني غانتس" يرفضان قبول نتائج الانتخابات وينشرون مخاوف كاذبة ضد حكومة اختارها غالبية الجمهور. يشن لبيد حملة تهدف إلى نزع الشرعية عن اختيار الناس".

وفي المقابل، انتقد لبيد نتنياهو لتصويره انتقاداته للتحالف القادم وأعضاء اليمين المتطرف على أنها محاولة زرع فتنة، قائلا إنه بدأ للتو.

وينتهي تفويض نتنياهو البالغ 28 يوما لتشكيل الحكومة في منتصف ليل الأحد. ويوم الخميس، طلب نتنياهو رسميًا من الرئيس إسحاق هرتسوغ تمديد لمدة أسبوعين للانتهاء من تشكيل الحكومة، قائلاً إن تعقيد تشكيل ائتلافه يتطلب وقتًا إضافيا.

ويتساءل المتتبعون إن كانت هذه الاتهامات، المظاهرات والتراشقات، ستعصف بالنظام السياسي في دولة اسرائيل المزعومة أم لا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى