عربي دولي

اشتباكات دامية وتصفية قيادات عسكرية..ماذا يحدث في بنغازي؟

التاج الإخباري – منذ إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرته عليها في 2016، لم تشهد مدينة بنغازي -ثاني أكبر مدينة ليبية- انفلاتا أمنيا كالذي حدث في الأسابيع الأخيرة.

فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين وحدات تابعة لكتيبة طارق بن زياد التي يقودها صدام نجل خليفة حفتر، وبين وحدات من القوات الخاصة المعروفة بـ"الصاعقة"، آخر ما تبقى من قوات الجيش الليبي النظامية بعد سقوط نظام القذافي إثر ثورة فبراير/شباط 2011.

وتزامنا مع تلك الاشتباكات الدامية، بدأت موجة تصفيات لقيادات عسكرية بارزة في صفوف القوات الخاصة، وتحديدا الكتيبة "50" التي كان يقودها الرائد محمود الورفلي المطلوب لدى الجنائية الدولية والمعروف بضابط الإعدامات في صفوف قوات حفتر، قبل أن يتعرض للتصفية الجسدية على أيدي مسلحين قيل إنهم يتبعون صدام حفتر قبل عام ونصف.

تصفيات داخل المستشفيات

وأخذت المواجهات شكل حرب شوارع ومطاردات علنية خلال الأيام الماضية بقيادة آمر القوة "20/20" علي المشاي، الذراع اليمنى لصدام حفتر في بنغازي. وبدأت باستهداف مقربين من الرائد محمود الورفلي، لتشمل المطاردات جرحى قابعين في بعض المستشفيات العامة والخاصة بالمدينة، كما أكدت مصادر طبية للجزيرة نت.

وأبرز المطاردين من القيادات الأخوان علاء وأسامة العمامي، وناصر القرش، وسيف سنيدل، بعد تصفية الضابط أشرف الأصيبعي، وبضعة جنود آخرين كلهم ينتمون إلى القوات الخاصة، بحسب ما صرح مستشفى الجلاء للحوادث الذي تؤمه عناصر من القوات الخاصة.

ودار الحديث عن تعرّض بعضهم لإصابات بليغة على يد مسلحين يتبعون علي المشاي، في حين قالت مصادر خاصة إن وفدا من "القيادة العامة يتفاوض حاليا مع القرش وسنيدل في منطقة المساكن، ويحوي الوفد المجموعة نفسها التي تفاوضت سابقا مع الرائد محمود الورفلي قبل تصفيته".

مداهمات و"إغلاق ملفات"

وشكّلت الاشتباكات تطورا نوعيا على صعيد السيطرة الأمنية في بنغازي. ويرى الخبير العسكري عادل عبد الكافي، أنها بداية جولة جديدة من تصفية الحسابات بين المليشيات التي تحكم سيطرتها على المدينة، بل معظم مدن ومناطق الشرق الليبي منذ سنوات، ومحاولة لإغلاق بعض الملفات التي تسبب قلقا لمعسكر حفتر.

وأكد شهود عيان أن قوات تابعة لكتيبة طارق بن زياد التي يقودها صدام حفتر، تشنّ حملة مداهمات لعدة مناطق حدثت فيها الاشتباكات.

وأخليت بعض المقار عقب محاصرتها في مناطق شبنة وأبو هديمة اللتين تشهدان حالة توتر وقلق بعد اشتباكات عنيفة خلفت ما لا يقل عن 5 قتلى من المسلحين من الطرفين، بحسب مديرية أمن بنغازي التي أشارت إلى أن قوات طارق بن زياد ما تزال تقيم حواجز تفتيش وتجري عمليات قبض ومداهمات واسعة بالمنطقة.

استباق التهديدات المستقبلية

وتسعى كتيبتا طارق بن زياد، والأخرى المسماة "106" -اللتان يقودهما نجلا حفتر: صدام وخالد، وتُعدان الأكبر تسليحا وتعدادا على مستوى المنطقة الشرقية بالكامل- إلى فض الشراكة مع أي قوات أخرى ربما تشكل تهديدا عليهما مستقبلا، بحسب أحد الضباط المنشقين عن حفتر، واشترط عدم ذكر اسمه، مشيرا إلى أن الحملة الحالية ستشمل كل القيادات البارزة في القوات الخاصة حتى القضاء عليهم نهائيا.

وتحدّث المصدر ذاته عن نية حفتر إنهاء القوات الخاصة (الصاعقة)، "الأمر الذي أصبح متاحا أكثر بعد وفاة آمرها اللواء ونيس بوخمادة، الذي لم يكن على وفاق كبير مع حفتر وأبنائه".

وهذا الأمر تؤكده أيضا التسريبات المنتشرة مؤخرا، والتي تحدث فيها الرائد محمود الورفلي عن تهميش حفتر للقوات الخاصة، وما تعرّضت له من إهمال وتضييق في الدعم.

ثمن توسع أبناء حفتر

ويتفق مع هذه التقديرات إلى حد بعيد الخبير العسكري عادل عبد الكافي، الذي ربط بين التصفيات واستجواب حفتر أمام القضاء الأميركي مؤخرا، على خلفية دعاوى رفعها ضده ذوو ضحايا حروبه في ليبيا.

وأوضح أن ما يحدث "سببه التهم الموجهة لحفتر بارتكاب جرائم حرب، وتأكيده أنه فاقد للسيطرة على بعض التشكيلات المسلحة في بنغازي التي ربما حان دور إبعادها وتصفية قياداتها ممن شهدوا على مراحل مظلمة أثناء معركة الكرامة (2014)، وتوسيع نفوذ كتائب أبنائه الأكثر ولاءً له في المقابل".

وبالتوازي، أكدت مصادر عسكرية متعددة، أن أبناء حفتر -وخاصة صدام- يحاولون إعادة تشكيل خارطة السيطرة العسكرية والأمنية في المنطقة الشرقية، من خلال تقوية كتائبه الخاصة وحلّ الكتائب التي لا يضمن ولاءها وتصفية قادتها.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى