مقالات

حساب الحقل الروسي والبيدر الاوكراني عبر تركيا ؟

التاج الإخباري – بقلم نادر القاسم 
تفيد بعض الصحف عن مصادر  استخبارية عالمية ان المفاوضات الروسية الاوكرانية التي تجري في العاصمة التركية اسطنبول أحرزت تقدما طفيفا للتوصل لوقف اطلاق النار في اوكرانيا فقد اعلن رئيسا الوفدين الروسي والاوكراني للمفاوضات عن إحراز تقدم ملموس في عددا من النقاط الحيوية وتشير تلك المصادر أن هناك تبدل ملحوظ في الحسابات الروسية بعد اقتراب الحرب من أسبوعها السادس وإن القيصر الروسي بوتين يقوم بإعادة الحسابات بعدما أظهرت الحرب أن هناك قصورا واضحا في أداء وتقييمات الأجهزة الامنية و الاستخبارية الروسية أدت لاقالة عددا من كبار الجنرالات والمستشارين الروس وبعض قادة الافرع الأمنية في المؤسستين العسكرية والامنية الروسية بعد الانتكاسات في عدم  تحقيق تقدم ونصر سريع في اوكرانيا وخسائر الأرواح بين الجنود الروس التي بلغت حسب تلك المصادر عدة آلاف من القتلى والجرحى وخسائر المعدات العسكرية الأمر الذي شكل ضغطا على الجبهة الداخلية في روسيا وارتفاع أصوات معارضي الحرب.
ومن ناحية اخرى شكلت العقوبات الاقتصادية الدولية المؤلمة التي بدأت اثارها تظهر على اقتصاد  موسكو سببا اخر لإعادة الحسابات  لا يقل أهمية عن الاسباب العسكرية اضافة للحصار الذي فرض على روسيا سياسيا ودبلوماسيا من قبل المجتمع الدولي والادانة الدولية الواسعة على كافة الأصعدة كما ظهر للعيان أن التقييم الروسي لردود الفعل الأوروبية والدولية على بدء  الحرب في اوكرانيا لم يكن دقيقا حيث كان الرهان الروسي على عدم وجود إجماع أوروبي وحتى في النيتو على التوحد خلف واشنطن في إدانة الغزو وفرض العقوبات كما لم تحسب موسكو ان المقاومة الأوكرانية ستكون شرسه على الأرض بعد دعمها من الغرب بالأسلحة والمعدات اللازمة  
لهذة الاسباب مجتمعة يبدو ان القيادة السياسة والعسكرية الروسية تعيد تقييم الموقف وإن التفكير في الخروج بحل سياسي يحفظ ماء الوجه عبر البوابة التركية أصبح مطروحا بقوة وقيد النقاش على طاولة الرئيس بوتين خاصة أن تركيا تشكل حاليا قناة الاتصال الغير مباشرة بين واشنطن وموسكو وتسعى لإيجاد حل وسط يلبي شروط الغرب ويحفظ ماء الوجه لروسيا  
ومما يعزز فرص نجاح الحل السياسي عدم قيام روسيا للان بتنفيذ تهديداتها بقطع الغاز عن القارة الأوروبية و ما أوردته بعض وسائل الإعلام التركية والصحف الفرنسية أن روسيا أسقطت مطالبتها المتمثلة في إسقاط الحكومة الأوكرانية التي وصفتها بالنازية اضافة لإسقاط مطلب نزع السلاح الاوكراني واجبار حكومة كييف على عدم المطالبة بعودة الأقاليم الانفصالية لسيادتها
 ادارة جو بايدن لم تكتفي بعد وتسعى إلى لجم شهية الدب الروسي للظهور كقطب آخر في العالم وتعمل على تعميق حالة الضعف للاقتصاد الروسي لقطع شريان القوة الذي يغذي إلة الحرب 
ولكن بات من الممكن التكهن بان القيادة الروسية تعيد النظر في حساباتها عبر القناة التركية لإيجاد حل سياسي للحرب لا يلبي طموحات موسكو ولكنه ينهي الحرب والعمل على رفع العقوبات الدولية في وقت قريب لأن حسابات الحقل الروسي اختلفت مع حساب البيدر الاوكراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى