اهم الاخبارعربي دولي

22 عاماً منذ أنّ اهتزَّ العالم بلقطةِ قتلِ الطفل “محمد الدرة”

 

التاج الإخباري – عدي صافي-مرَّ 22 عاماً، على المشهدِ الذي حرّكَ عواطفَ الشعوب، حينما احتمى الطفل الشهيد محمد الدرة خلف والدهِ؛ هرباً من رصاص الإحتلال الصهيوني، وما زالَ المشهدُ حاضراً بتفاصيله، بجزيأتهِ الصغيرة في أذهانِ العالم، بوصفهِ أيقونة ورمزاً للانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى”.

الإحتلال الغاشم وقوته العسكرية، رغمَ أنَّ العالم اجمع شاهدَ جريمةَ قتلهم للطفل ذو ال12 عاماً، واصلوا جرائمهم الشنيعة بحقِّ العُزَل من أبناء فلسطين الذين يقدمون دماءهم يوماً بعدَ اخر فداءَ لأرضهم المباركة. 

ولد محمد الدرة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي وعاش في كنف أسرة بسيطة لاجئة من مدينة الرملة، والده يعمل نجارًا ووالدته ربة منزل، لاحقًا بعد استشهاده رزقت عائلته بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمنًا بشقيقه، الذي استشهد بعد يومين من اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000 بعد اقتحام زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه.

الإنتفاضة آنذاك استمرت حتى عام 2005، وسقط خلالها أكثر من 4400 شهيد ونحو 50 ألف مصاب، بينما قُتل 1100 إسرائيلي بينهم 300 جندي وجرح نحو 4500 آخرين.

الدرة الذي غدا ايقونةً لأطفال العرب المضحين، والذي قتل بعشراتِ الرصاصات التي خرجت من بندقيةِ جبانٍ أرّعن؛ تمتعَ بسلبِ حياةِ طفلٍ بريء، قال والده آنذاك في مشهدٍ تُذرفُ عليهِ الدموع: "ماتَ الولد". 

وفي التفاصيل، خرج جمال الدرة، صباح 30 سبتمبر 2000، من منزله في مخيم البريج بقطاع غزة مع طفله محمد إلى مزاد للسيارات حتى يقتني واحدة، وفجأة وجد نفسه محاصرًا ومستهدفًا بنيران جنود الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين.

تمكن جمال من الاختباء خلف برميل أسمنتي وأسند صغيره محمد خلفه وكان يصرخ على جنود الاحتلال لوقف إطلاق النار إلا أن صرخاته لم تجد صدى.

طلقة، طلقتان، عشرة ثم عشرين، جلّها رصاصات طالت كل ما حولهما ووصلت إلى الجسد والأقدام والأيدي حتى الحوض، واخترقت بطن محمد الذي ليصرخَ جمال: "مات الولد.. مات الولد." 

واستشهد محمد وأصيب والده بجروح في مشهد هز العالم ووثق بالفيديو لمدة 63 ثانية بعدسة مصور قناة فرانس2 طلال أبو رحمة، الذي قال في شهادة خطية له بعد أيام من الواقعة إن المتظاهرين الفلسطينيين تجمعوا من مختلف الأنحاء في تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف فأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

وذكر أبو رحمة أنه قد صور 27 دقيقة من الأحداث التي استمرت 25 دقيقة وتركزت حوالي 64 ثانية من اللقطات على جمال الدرة وابنه محمد، وتم تحرير الشريط للبث لتصل مدته إلى 59 ثانية تعرض مشهد الدرة، ثم أضاف شارل إندرلان رئيس القناة تعليقًا صوتيًا.

وكان هناك العديد من مصوري الوكالات، ولكن عدسة أبو رحمة التقطت وحدها اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها الحادثة.

وبحسب أبو رحمة، ظل محمد ينزف لمدة 17 دقيقة على الأقل قبل أن تصل سيارة الإسعاف وتحمله، رغم عدم رفع أي فيلم لهذا المشهد.

في حين أن ضابط الإسعاف علي خليل وصف مشهد استشهاد الطفل قائلًا “كمية الرصاص التي أطلقها جيش الاحتلال كانت كبيرة جدًا ولم تفلح محاولات الوصول إلى محمد ووالده”.

وتابع “رغم التحذيرات بخطورة المجازفة، بقينا أنا وزميلي الشهيد بسام البلبيسي داخل سيارة الإسعاف نحاول البحث عن طريق آخر، لكن فجأة وضع بسام يده على قلبه وقال: علي أنا أصبت.. اسعفني، ثم أرخى رأسه إلى الخلف وهو ينزف، وارتقى شهيدا.”

ظلّ الإحتلال الصهيوني يراهن في الدرجةِ الأولى على الزمن؛ معتقداً أنه سينسي الفلسطينيين والأحرار من العرب بحقهم في هذه الأرض، إلا أنه وفي كل يومٍ تتثبتُ الصورة الخالدة، والتي تظهر الفلسطيني وهو يضحي لأجلِ حقّهِ، الذي لن ينسى، وما محمد الدرة أو مئاتُ الآلافِ من الشهداء، سوى برهانٌ على استمرار انتفاضة الفلسطيني اتجاه صهاينةِ الأرض، ومغتصبي الحقّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى