جهلٌ مجتمعي بأسباب اكتئاب ما بعد الولادة.. أعراضه والحلول
التاج الإخباري – عدي صافي
تعاني الأمهات الجدد في الغالب من حالة “الإكتئاب ما بعد الولادة“، إلا أنهنَّ يمتنعنَ عن الإفصاح عن ذلك والتوجه إلى الطبيب؛ لأسباب عدة أهمها الخجل من نظرة المجتمع.
وقد انتشرت في الأونة الأخيرة اعمال عنف من امهات لأطفالهنّ او عدم اهتمام من قبلهنّ بالطفل، وذلك بسبب “اكتئاب ما بعد الولادة”، إلا أن المجتمع ما زال غير مدرك لمفهوم هذا المرض وما هي اعراضه واسبابه وطرق علاجه.
وقال عدد من الأطباء النفسيين المختصين في حديث لهم مع التاج الإخباري أن قدوم المولود الجديد قد يحفز حالة كبيرة من الفرحة والإثارة والمرح لدى الوالدين، وفي نفس الوقت قد يحمل معه حالة من الخوف والقلق، او حالة من الإكتئاب، وهو ما تعاني منه أغلب الأمهات الحديثات.
وبين الأطباء أن حالة الكآبة النفاسية تبدأ بعد يومين أو ثلاثة ايام بعد الولادة وتستمر لمدة أسبوعين، في حين أن “اكتئاب ما بعد الولادة قد يستمر لأشهر أو اكثر ما لم يتم معالجته”.
وذكروا أن اعراض “اكتئاب ما بعد الولادة” تشتمل على حالة من التقلب في المزاج أو القلق والحزن والتهيج والشعور بالإرهاق والبكاء وانخفاض التركيز والآرق ومشاكل بالشهية، اضافة الى اعراض مثل الإفراط بالبكاء وصعوبة التعلق بالطفل وهجر العائلة والرفاق، او الشعور بأنكِ أم سيئة والإحساس بالذنب والخزي وحتى افكار مثل الانتحار وايذاء الطفل.
واشاروا أن الآباء الجدد أيضاً معرضين للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة وبنفس الأعراض التي تصيب الأمهات.
واكد الأطباء أن أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة تكون بسبب انخفاض هرموني (الإستروجين والبروجيسترون) في الجسم، أو بسبب مشكلات نفسية، مع التنويه ان هذا الإكتئاب ليسَ محصوراً بالولادة الأولى.
واوضح الأطباء في حديثهم مع التاج أن هنالك فرق بين الذهان واكتئاب ما بعد الولادة حيث يعتبر الذهان حالة نادرة ويسبب اضطرابات وفقدان للإحساس بالزمان والمكان اضافة إلى افكار وسواسية اتجاه الطفل، عدا عن الطاقة المفرطة ومحاولات ايذاء النفس.
ودعا الأطباء الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الأعراض بالتوجه الى الطبيب المختص واستشارته، كما اكدوا على ضرورة تلقي العلاج وبشكل مباشر في حال المرور باعراض الذهان.
