أخبار الأردناهم الاخبار

زفافٌ ملكيّ لروح الشهيد الأردني ولو بعد حين ..

التاج الإخباري -خاص

كان وعد الله حق للشهداء بأن دمائهم ورفاتهم لها الخلود ، رغم مرور الأعوام وأكداس الزمن إلا أنهم يؤرّخون عطر دمائهم عبقاً مقدّساً في ترسيم حدود القدس ليزيدها طهراً بتضحيتهم .

هو الجيش العربي المصطفوي الأردني الذي على العهد منذ تأسيسه ، يتفانون في في بذل حياتهم ويتصدون ببذل المهج والارواح التي تغدو رخيصة من أجل الدفاع عن الأقصى الشريف وثراه، فكان رفاتهم معروفاً كان أم مجهولاً في أرض فلسطين معالم أردنية وأثرية وكانت أضرحتهم سفارات للأردن تثبت عمق العلاقة التوأمية التي نجمت عن مخاضٍ من خاصرةِ العروبة الحقيقية الواحدة ..

وكانت أضرحة الجيش الأردني الباسل في مختلف منابت فلسطين أوتاداً ترسم معالم جغرافية الأرض بزعترها وزيتونها وتطرّز الدفاع عن حقها وتثبت عروبتها رغم أنفِ العدو الغاشم، فهناك المقابر الجماعية لجنودنا في أرض فلسطين وعلى امتداد خط النار من أقصى جنين شمالاً وحتى منطقة رجم المدفع والرهوة والخليل جنوباً .. 

ندرك بيقين ثابت أن أهل فلسطين لديهم تقدير عظيم لدور جيشنا العربي الاردني ويترجمون ذلك باهتمامهم بأضرحة الشهداء الأردنيين ، ففي البيرة بجانب رام الله مقبرة شهداء أردنيين، وتضم أكثر من خمسين شهيد أردني مع صرح تذكاري في مدخل المقبرة ، وفي طوباس مقبرة تضم خمسة شهداء أردنيين مسوّرة ومرتبة وبجوارها مسجد باسم مسجد الشهداء ، وفي الكفير مقبرة مسوّرة من قبل اهل البلدة فيها عشرة شهداء أردنيين ، وفي قلقيلية اقامت البلدية صرحا تذكاريا لشهداء الجيش العربي الاردني بفن جميل وبديع ، وفي نابلس صرحاً تذكاريا لأبطال معركة وادي التفاح ، ويهتم أهل عزون بقبر جماعي لشهداء أردنيين .

أما الشيخ جراح فهناك تكريم للشهداء الأردنيين في مكان استشهادهم كل عام ، وقد تم مؤخراً تكريم جندي أردني شهيد بعد 54 عاماً على استشهاده بالقرب من حي الشيخ جراح ، وكان مجهولاً للهوية لكنه فلسطيني التضحية وأصيل النخوة الأردنية ، وجرى للشهيد تشييع رسمي مهيب حيث حُمل رفاته على أكتاف مجموعة من الضباط وضباط الصف، وانطلق موكبه مكللاً بالعلم الأردني، وصولاً إلى باب الأسباط ثم الى المسجد الأقصى المبارك، يرافقه مجموعة من حرس الشرف، في إشارة لمشاعر الفخر والاعتزاز التي يحظى بها الشهيد ، والذي تم دفنه بمراسم عسكرية بالمكان الذي يليق برفاته في أطهر بقاع الأرض بمقبرة المسجد الأقصى الشريف ليزيد بها شعلةَ بخورٍ أخرى للمعنى الحقيقي لتضحية هذا الجيش المقدام في الدفاع عن عروبة الأقصى ودينه .

هناك قصص مؤثرة ترتبط بكل شهيد أردني ، بالعثور على هوياتهم المعدنية و ساعاتهم وخرائطهم وصور أولادهم وأهلهم ، ويحضرنا لحظات الوداع الأخيرة لهم وهم ملوّحين لأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم أن هناك أقصى ترخص في سبيله الأرواح وما نسلت للدفاع عنه ، وهذا ما يؤكد عليه الهواشم على امتداد مسيرتهم إلى تولي جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الهاشمي مهام الحماية والدفاع عن المقدسات في القدس الشريف ، ليحفر على كفّ التاريخ قضيةً يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة وأمانة ونضالٍ حقيقي على مدّ الزمن ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى