مقالات

الخلايلة يكتب: الرئيس القادم؛ إرث ثقيل وحساب مكشوف

التاج الإخباري – سلطان الخلايلة

سيتبادر للقارئ أنني سأكتب اسماً مُتوقّعاً لتشكيل الحكومة وفق ما عهدناه في عالمنا الافتراضي هذه الأيام، ولكن في الحقيقة ليس مهماً اسم الرئيس القادم بقدر أهمية خطته للنهوض في البلد، وخاصة مع أزمة جائحة كورونا وتداعياتها.

تذكرون بالطبع الأيام الأولى لطرح اسم دولة الرئيس السابق عمر الرزاز، حيث كان لإسمه نكهة لم تشهدها أسماء سابقيه، اسم تفاءل الناس به كثيراً عند التشكيل، ولم يبخل الرأي العام الأردني أن يُقدِّم له كل دعم خاصة بالنظر إلى الأجواء التي رافقت ذلك التشكيل بعد الإطاحة بحكومة سابقه الدكتور هاني الملقي، ولكن نسبة التأييد التي بدأت مع اسم رئيس الوزراء المكلّف حديثاً عمر الرزاز بدأت بالتلاشي تدريجياً عند أول تشكيل ضم أغلب وزراء حكومة الملقي .

كانت خيبة أمل أُخِذَت من خزّان التأييد الذي تمَتَّع به، وتدريجياً بدأ الرجل يسحب من رصيده حتى انكشف، فلهذا كله ومع الاستفادة من التغذية الراجعة التي على الرئيس القادم الاستفادة منها نقول أنه من المهم أن يبتعد عن نمط الصداقة بالاختيار و”المونة”بتعيين الوزراء، وأن تكون خريطة تشكيلته المقبلة قريبة من الناس بأدواتها وشخصيات وزرائها، وإلا فإنه سيجد من الصد الشعبي مبكراً، رئيس عليه أمل ان يقوم بإبعاد كل وزير أثار التأزيم، وكان عنواناً له، سواء قبل جائحة كورونا أو خلالها، فهنالك وزراء كانوا عبئاً ثقيلاً على الرئيس وحكومته ورأي الشارع به، حتى ما عادوا مُرَحَّباً بهم في أي محفل وطني.

على الرئيس القادم أن يُدرِك مبكراً أن التصريحات الشاعرية لن تُنقذه، وأن على الناس أن يروا بصمة عمله على الأرض، مع إدراكنا للإرث الصعب الذي حمّله إياه الرزاز وما قبل الرزاز. إن الوقوف إلى جانب الحكومة القادمة رغم اختلافنا مع النهج أو السياسات أمرٌ في غاية الأهمية، وكما منحنا الرزاز فرصة فإن الرأي العام مُطَالب اليوم بمنح الرئيس القادم فُرصة جادَّة، كي يستفيد من الأخطاء السابقة للنهوض بوطنٍ يستحق الأفضل، وحتى نعبر الأزمة بجهود كل مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى