أخبار الأردن

قصة اسعار اللحوم البلدية وانخفاض مثيلتها المستوردة في ضوء انتظار الجورجي

التاج الإخباري – بالتأكيد ليست صدفة ان تتم الهجمة التي نتابعها مع اعلان رجل الاعمال والمستثمر في قطاع الثروة الحيوانية رضوان العجارمة عن رغبته في توفير اللحوم الجورجية عالية الجودة والقيمة الغذائية المتميزة في اسواق الاردن واتاحتها امام المستهلك الاردني كخيار من ضمن الخيارات والمصادر التي يوفرها الموردون والعاملين في قطاع اللحوم في الاردن.

الصدمة في سوق اللحوم كان وقعها شديدا وملحوظا على المتحكمين في سوق اللحوم لدرجة ان يتم تجييش غير مسبوق تجاه هذه الرغبة وسن سيوف لقطع دابر هذه الفكرة من اساسها.

فبدأت الالة الاعلامية المضادة في تشويه الصورة تحت عناوين بريئة لا تخلو من الخبث التجاري القائم على التضليل وغسل العقول.

ولنرى الموضوع بشكل محايد وشفاف فإن الحديث والبكاء على مستقبل مربي الاغنام في الاردن اخذ بعدا غير منطقي ولا مفهوم .

حيث ان مربو الاغنام في الاردن وفي ضوء ارتفاع كلف الانتاج من حيث اسعار الاعلاف والمياه والادوية البيطرية اللازمة في هذا القطاع لا تجعل من فكرة تسويق الخراف البلدية محليا مجدية وذات مردود مالي يغطي تلك التكاليف ويحقق هامش ربح يتطلع اليه مربو الخراف البلدية.

ولذلك فإن مربو الاغنام بالاردن لا يحبذون مطلقا تسويق اللحوم البلدية في الاسواق الاردنية لكون المردود المالي سيكون محدود وغير ملبي لتطلعاتهم ولا يمكنهم من الاستمرار في توفير الخراف البلدية وتوالدها.

ولهذا فإن هدف مربو الخراف البلدية يتجه صوب توفير اسواق خارجية وبالذات لدول الخليج لتحصيل سعر مرتفع لانتاجهم ، ويحرصون على التعاقد مع مصدرين للسوق الخليجية.

وهو ما يترجم احصائيات وزارة الزراعة الاردنية حول كميات الاستهلاك للحوم البلدية في الاردن والتي لا تتجاوز 20% من كميات الاستهلاك الكلية للسوق المحلي.

اذا فإن التباكي على اصحاب الحيازات من الاغنام الاردنية والثروة الحيوانية بشكل عام لا يبدو منطقيا ولا مبررا ، اضافة لذلك فإن اصحاب الحيازات يحصلون على دعم مباشر للاعلاف والشعير يخفف الى حد بعيد من تكاليف الانتاج.

وفيما يتعلق باللحوم المستوردة والعروض غير المسبوقة على اسعارها ، ايضا يأتي في اطار التكتيك والضربة الاستباقية لاي محاولة لكسر الاحتكار في سوق اللحوم وتكبيد كل من يفكر بدخول هذا المعترك خسائر مالية كبيرة ، بهدف ثنيه عن المضي فيما يخطط له ومن ضمن المستهدفين بهذه الحملة بشكل خاص المستثمر الاردني رضوان العجارمة ولحومه الجورجية.

اذا فإن المشهد بهذا الشكل يفضح النوايا والاهداف لما نشهده حاليا في سوق اللحوم ، والتحالفات التي جرت سريعا مع مراكز التسوق الكبرى لمنع اي اختراق من جانب العجارمة ولحومه الجورجية لهذا السوق!!

وهنا تبرز اهمية الوعي الاستهلاكي للمواطن الاردني في منع تحكم المحتكرين في قراراتهم الاستهلاكية وحقهم في اختيار اللحوم من المصادر المتاحة وتشجيع كسر هذا الاحتكار من خلال شراء اللحوم الجورجية المشهود لها عالميا بقيمتها الغذائية بالنظر لطبيعة المراعي التي تنشأ عليها واعتمادها على المراعي الطبيعية والمياه النظيفة التي تتميز بها جورجيا عبر سلسلة انهار ومياه جوفية لا تنضب.

والحالة هذه فإن الضغط الشعبي على المراكز التجارية الكبرى من خلال الزامها بتوفير مختلف انواع اللحوم وليكون القرار بالشراء للمستهلك وعدم وضعه في خانة مغلقة ومحددة من الخيارات التي لا تخدم سوى اصحاب المصالح في سوق اللحوم وتمكينهم من تحقيق ارباح هائلة وتحديد الاسعار حسب ما يحقق مصالحهم.

ويعي الاردنيون ان العروض الحالية والتخفيض على اسعار اللحوم المستوردة من مصادر محددة هو شيء استثنائي ولن يدوم والهدف منه الحفاظ على احتكار البعض لسوق اللحوم ومنع دخول مستثمر ومصدر جديد للحوم.

حيث سنشهد بعد ذلك وفي الايام القادمة اذا ما نجحت مساعيهم ، رفع اسعار اللحوم بشكل كبير والتحكم بالكميات والاسعار.

اذا فإن المطلوب من المستهلك الاردني ان يدعم مساعي وزير الزراعة الوطني في سعيه لتنويع مصادر اللحوم المستوردة لتصحيح الاسعار وتقييد احتكار السوق من فئة قليلة تجعلهم اصحاب القرار في تحديد اسعار اللحوم في الاردن رغما عن انف المواطن الاردني والسياسات الحكومية بتنويع مصادر استيراد اللحوم ولندعم وسم :

رفوفالأسواقالاردنيةتتجهزلاستقبالالخروفالجورجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى