محلل سياسي لـ”التاج”: المعارضة السورية حريصة على البعد عن نهج سياسات الأسد

التاج الإخباري – حنين زبيده

بعد أن أعلنت فصائل المعارضة السورية عن نجاحها في إسقاط نظام بشار الأسد وفراره خارج الاراضي السورية، باتت الاوساط السياسية حول العالم تترقب التطورات في سوريا عقب سقوط النظام والسعي لتشكيل دولة ونظام جديدين.

المتخصص في الشأن السوري والمحلل السياسي صلاح ملكاوي، أوضح أن سوريا تمر الآن بفترة انتقالية قد تستمر مدة سنة ونصف على اقل تقدير.

وأكد ملكاوي في حديث له مع “التاج الإخباري”، أن الفترة الانتقالية ستشهد اتفاقاً بين أفراد الشعب السوري على شكل الحكم القائم في الدولة (رئاسي ام برلماني ام نظام مختلط)، مُبيناً أن هذه الفترة يجب أن تشمل لحوار وطني بين مختلف أطياف الشعب السوري.

وأشار الى انه من المتوقع أن يتم تأسيس جمعية وطنية لإعادة صياغة الدستور والاتفاق على دستور ونظام جديدين للدولة السورية، فيما يضمن وحدة وسيادة اراضيها ليكون عائقاً أمام اي مشاريع تسعى لتقسيم الاراضي السورية.

ولفت إلى أنه سيتم إدارة سوريا من قبل حكومة انتقالية لمدة لا تقل عن العام ونصف وذلك شريطة أن لا يكون هنالك اي تدخلات او عرقلات من اي طرف في الشأن الداخلي لسوريا، الأمر الذي قد يؤدي حدوثه الي اطالة هذه المدة .

“نصف الظلم الموجود على الكرة الأرضية كان يقع على الشعب السوري؛ إذ أن عائلة الأسد حكمت بالظلم والبطش لمدة 54 عاماً”، وفق حديث ملكاوي لـ”التاج”.

وقال إن من قام بمطالعة التاريخ يعلم جيداً أن سنوات الحكم لعائلة الأسد كانت الأشد والأصعب على السوريين.

وشدد على أن المعارضة ستكون اكثر الحريصين على أن تكون بعيدة كل البعد عن انتهاج السياسات التي انتهجها حافظ الأسد ووريثه بشار .

وجزم ملكاوي في تصريحاته لـ”التاج” بأن عهد “التعذيب” في السجون السورية قد لقي حتفه مع إسقاط نظام الاسد، معبراً “هذا وجع وألم من المستحيل أن يعود له السوريين في يوم من الأيام”.

سوريا الجديدة.. مَدنية بعيدة عن الطائفية ولكل السوريين

وبين أن كافة الاطياف السورية تحرص على أن تكون سوريا الجديدة مَدنية بعيدة عن الطائفية ولكل أبناء الشعب السوري وأن يكون فيها مبدأ تكافؤ الفرص وتداول السلطة .

“تشكيل دولة ونظام جديد سيكون بمثابة مخاض عسير ولن يكون سلس، وسيكون مليئ بالتحديات والعقبات لكن السوريين سينجحون في تشكيل دولتهم في ظل وجود عدد كبير من الخبرات والكفاءات بين أبناء البلد”، وفق ملكاوي.

وبين أن الفترة القادمة ستحدد طبيعة سير العمل بالشكل المطلوب، لاسيما في موضوع العدالة وجلب من كانوا قائمين على تعذيب السوريين وتحقيق العدالة في ظل وجود مئات الآلاف ممن تم تعذيبهم وقتل ذويهم او انتهاك أعراضهم والتعدي عليهم على مدار سنوات طويلة.