اهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجلعربي دولي

السودان.. تكتمٌ إعلامي وصراعٌ قد يفككها بين شرقٍ للبرهان وغربٍ لحميدتي

خبير استراتيجي لـ"التاج": احداث السودان تتسارع باتجاه تفكيكه بين شرقٍ وغرب

التاج الإخباري – حنين زبيده

قبل عامٍ ونَيِف، بدأ الصراع بين قائدين عسكريين كانا يتقاسمان السلطة والنفوذ، إلى أن باتّ السودان بينَّ مجاعةٍ ونزوحٍ وعنفٍ جنسي ونزاعاتٍ عرقية.. وحربٌ أهلية تدور في السودان في ظلِ تكتمٍ وغيابٍ للتغطيةِ الإعلامية .

وحول ما يجري في السودان من تطورات ونزاع، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد ان الصراع في السودان بات يأخذ ابعاد اقليمية، لاسيما بعد التدخلات من قبل بعض الأطراف العربية والدولية التي تعبث في المشهد السوداني في محاولة لدعم الأطراف المتصارعة .

وبين أبو زيد في حديث له مع “التاج الإخباري” أن بعض مناطق غرب السودان تحولت الى مناطق قتال ونزاع، مثل مناطق ولايات دارفور وكردفان والجزيرة، وذلك نتيجة الصراع القائم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني .

وبالحديث عن التكتم الإعلامي الذي يحجب صراع السودان عن أنظار العالم، لفت الى ان السودان تشهد حالة من الضبابية الاعلامية بسبب المجازر والانتهاكات التي يرتكبها طرفي الصراع اتجاه بعضهما واتجاه السكان المحليين، منوهاً الى أن التغطيات الاعلامية انشغلت بأحداث غزة على حساب ما يجري في السودان .

واشار الى ان الاحداث تتسارع باتجاه تفكيك السودان بين شرق يسيطر عليه الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح برهان، وغرب تسيطر عليه قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي .

وأكد ابوزيد في حديثه لـ”التاج” على أن قوى عربية وغربية تعبث بالمشهد السوداني بشكل لا يحقق توازن، أو بشكل أدق عدم الرغبة في الحسم لأي طرف من الأطراف لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفوضى والتدمير ليتم بعدها طرح مبادرة سياسية لا تزال تراوح مكانها بهدف إجبار طرفي الصراع على الموافقة على مرحلة التقسيم ، شرقي وغربي كما تم تقسيم السودان سابقاً بين شمالي وجنوبي.

واضاف ان الفارق في الحرب بين السودان وغزة كبير، ولا يمكن المقارنة بين شكليه؛ لأن ما يحدث في غزة هي حرب غير تقليدية من حركة تحرر وطني تواجه جيش احتلال في حين ان مايحدث في السودان هو صراع داخلي على تقاسم السلطة قد ينتهي بالفوضى.

وشدد أبوزيد على أن نهاية الصراع في السودان قد تذهب الى خيار التقسيم خاصةً بعد المجازر التي ارتكبها طرفي الصراع، ووصول المدنيين العُزّل الى حالة تجعل التقسيم أمر مُرضي مقابل استقرار الأوضاع حتى وإن كان أمر الاستقرار امراً مؤقتا .

“السودانُ المَنسي”.. “هنا غزة.. هنا السودان.. ألمٌ متقارب”، وسومٌ تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي بدعواتٍ من الناشطين لتذكير العالم بما يعيشه السودان من مأساة تكاد تتشابه في مجازرها من الابادة الجماعية والحربُ المستعرة على قطاع غزة المحاصر.

وقد تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية سودانية من أصل 18 ولاية.
وفي خضم الاهتمام العربي والدولي المتزايد بالحرب المتواصلة على غزة، وجد نشطاء أن العالم يكاد ينسى ما يتعرض له السودان من فقر ومجاعة، وتدهور في الظروف المعيشية، فضلا عن مأساة أخرى موازية تتكشف في مخيمات اللاجئين الذين فروا من لهيب الحرب إلى الدول المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.

وبدورهم، سارع نشطاء سودانيون إلى نشر فيديوهات توثق ما يعيشه المدنيون الأبرياء من انتهاكات، مطالبين بتسليط مزيد من الضوء على ما تعيشه بلادهم.

ومن الجدير بالذكر أن المعارك اندلعت بالخرطوم في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه في ذلك الحين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وأودت هذه الاشتباكات التي باتت تغطي مساحات واسعة من البلاد، إلى مقتل آلاف الأشخاص، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفاً في مدينة واحدة في إقليم دارفور غرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.

واضطر 6 ملايين ونصف سوداني إلى النزوح من ديارهم بينما لجأ مليونان ونصف آخرون إلى الدول المجاورة.

ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى