أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

“قنبلة آيلة للانفجار”.. أعمال حفر غير قانونية تهدد البيئة ومصادر المياه في الأردن

التاج الإخباري – فرح منقار

كارثة بيئية تهدد البيئة ومصادر المياه في الأردن بسبب أعمال حفر غير قانونية لاستخراج حجارة البازلت “النفط الأسود” بالقرب من محطة تنقية مياه الصرف الصحي في الخربة السمرا الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة في محافظة الزرقاء، والتي تعالج حوالي 360 ألف م3 من مياه الصرف الصحي يومياً.

واستكمالاً لملف “مافيا البازلت” في منطقة الخربة السمرا التابعة لأراضي لواء الهاشمية، “التاج” تواصلت مع مدير إدارة التخطيط والإدارة في وزارة المياه المهندس سلطان المشاقبة الذي أكد خطورة عمليات الحفر غير القانونية على البيئة لقربها من محطة التنقية، قائلاً “إذا وقعت تلك الكارثة فنحن أمام تلوث بيئي كبير جداً”، خاصة أن المحطة تعالج 75% من مياه الصرف الصحي في الأردن.

وأوضح خلال حديثه مع “التاج الإخباري”، أنه عند وقوع الكارثة ستتسرب من المحطة مياه غير معالجة تؤدي لتلوث سد الملك طلال كما ستتأثر كل أحواض المياه الجوفية في المنطقة نتيجة تعرض أحد خطوط نقل المياه العادمة في المحطة للكسر بسبب أعمال الحفر غير القانونية.

وبيّن أن كسر أي خط ناقل من إحدى الخطوط سيؤدي لتوقف المحطة بشكل جزئي أو كامل، مما سوف ينتج عنه تجمع بحيرات من المياه غير المعالجة، مشيراً إلى أن مدة إصلاحه تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين.

“360 ألف متر مكعب من المياه غير المعالجة ستخرج للبيئة وستذهب للمياه الجوفية في المنطقة مما يشكل كارثة بيئية خطيرة على المواطنين والمزارعين وتؤدي إلى مكرهة صحية وانتشار للأمراض والحشرات وتلوث بيئي كبير”، وفق المشاقبة.

وأكد أنه في حال حدوث مثل هذه المشاكل فإنها “سترتب على الحكومة تبعات تعاقدية ومالية مع الشركة المسؤولة عن تشغيل وصيانة المحطة، بالإضافة إلى أن تلك الكارثة تؤثر على البعد الاستثماري في الأردن، عدا عن المشاكل المالية والاقتصادية والبيئية المتوقع حدوثها”.

وأضاف أنه في الآونة الأخيرة أصبحت تلك الاعتداءات تتم داخل الطرق وبرك التجفيف التي تستخدمها الشركة لنقل معالجة الرواسب الخارجة من المحطة، وبالتالي يصعب عليهم نقل تلك الرواسب ويوقف عملهم مما يوقع غرامات “بدل معالجة الرواسب” مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات أصبحت تؤثر أيضاً على شبكة ريّ المزارعين الذين يستخدمون جزء من المياه المعالجة لزراعة الأعلاف والتي تمثل مصدر دخل هام لهم”.

“تلك المشكلة عبارة عن قنبلة من الممكن في أي لحظة أن تنفجر”، بحسب مدير إدارة التخطيط والإدارة في وزارة المياه المهندس سلطان المشاقبة.

وقال إن عمليات الحفر غير القانونية تتم داخل الأراضي غير المُشيكة بمساحة 11 ألف دونم، وتشييكها يحتاج إلى تمويل بملايين الدنانير.

وقدم المشاقبة حلولاً عبر “التاج” للحد من وقوع الكارثة، تتمثل في تكثيف الحملات الأمنية خاصة في أوقات الليل بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالدرجة الأولى، والحصول على تمويل تتراوح قيمته مابين 5-6 مليون دينار أردني، لتشييك 11 ألف دونم مع وضع كاميرات مراقبة.

وأشاد بجهود الأجهزة الأمنية، داعياً إلى تكثيف حملاتها الليلية في المنطقة، لأنهم يستغلون أي ظرف للقيام بأعمال الحفر غير القانونية.

وذكر أن الاعتداءات بدأت في المنطقة منذ عام 2014 وسط حملات أمنية بالتعاون مع الشرطة وسلطة المياه وهيئة التنظيم قطاع الطاقة والمعادن ومع كافة الجهات المختصة بهذا الشأن.

وبدوره محافظ الزرقاء حسن الجبور قال في تصريح سابق لـ”التاج الإخباري”، إنه تم ضبط 20 شخصاً ثبت على 13 منهم تهمة “سرقة حجارة البازلت” في منطقة الخربة السمرا وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، مؤكداً أنه تم فرض كفالات عدلية تصل إلى 50 ألف دينار.

كما وجه النائب أحمد الخلايلة سؤالاً لرئيس الوزراء بشر الخصاونة حول وجود أشخاص يتطاولون على أراضي الدولة والمواطنين في منطقة الخربة السمرا.

وأضاف في نص السؤال، أنهم يقومون باستخراج حجارة البازلت من المنطقة وسرقتها والمتاجرة بها منذ وقت طويل وتصديرها إلى دول مجاورة وبيعها بأثمان غالية مستغلين غياب المسائلة والرقابة عنهم.

ويشار إلى أن “التاج” علمت مسبقاً بوجود مجموعات يقومون باستخراج حجارة البازلت من منطقة الخربة السمرا ويتاجرون بها ويصدرونها إلى دول مجاورة مقابل بيعها بأسعار قليلة مقارنة مع أسعار المستثمرين.

وتضع “التاج” تلك القضية أمام الجهات المسؤولة والمختصة بذلك الشأن، لاتخاذ الإجراءات المناسبة والفورية لتفادي وقوع أي ضرر بيئي نتيجة أعمال حفر عشوائية وغير قانونية لاستخراج البازلت في منطقة الخربة السمرا.

وتعتبر محطة الخربة السمرا من المحطات الرائدة في العالم، كما تعد من أكبر المحطات الموجودة في الشرق الأوسط التي تم تنفيذها بنظام الـ(BOT) البناء والتشغيل وإعادة الملكية وبتمويل مشترك بين الحكومة والقطاع الخاص وبمنح خارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى