أخبار الأردناخبار فلسطيناهم الاخبارتقارير التاج

البقَر الأحمر في القدس.. هل يجرّ المنطقة إلى صراعٍ محتدم؟

الأردن: حماية القدس وهويتها ستبقى قاعدة ننطلق منها في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية


المومني: يجب أن تتحمل الأمّة مسؤولياتها تجاه القدس

التاج الإخباري – عدي صافي 

 كشفت القناة 12 العبرية، مساء السبت 29 يوليوتموز 2023، في تقرير مصور، النقاب عن وجود تنسيق وتعاون بين العديد من وزارات الإحتلال لرصد ميزانيات وبذل الجهود من أجل تنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف.

التحقيق يظهر أنَّ الصهاينة المؤيدين لرؤية بناء "الهيكل" المزعوم باتوا يعلقون آمالهم على "5 بقرات حمراء" تم اختيارها بدقة حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية، حيث تم جلبها على متن طائرة من ولاية تكساس الأميركية، من خلال رصد احدى الوزارات الحكومية لدى الاحتلال ميزانية؛ لاستيراد البقرات الخمس وتربيتها.


ما قصة البقر الأحمر؟ 

 تزعم التعاليم التوراتية بوجوب حرق البقرة الحمراء على جبل الزيتون قبيل بناء "الهيكل"، ومن ثّم نثر رمادها قبالة الأقصى إيذانا ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" والتجهيز لصعود ملايين اليهود إلى المسجد الأقصى أو جبل الهيكل كما يردّ بالتسمية التوراتية. 

وسائل اعلام فلسطينية ونشطاء حذروا خلال الأيام الماضية في منشورات عبر منصات التواصل الإجتماعي رصدتها "التاج" من التجهيزات التي يقوم بها الكيان الصهيوني. 

وانتقدوا الصمت العربي والإسلامي المريب عمّا يحدث في فلسطين ولا سيما المسجد الأقصى، مشيرين الى أنَّ المرابطين لن يكونوا قادرين على مواجهة هذه الإنتهاكات التوسعية لوحدهم أمام ماكنة الإحتلال. 


متى بدأ التجهيز

متخصصون في شؤون القدس أكدوا في تصريحات صحفية سابقة على أنَّ الأخبار المتعلقة بالبقرات الخمس لم تكن مفاجئة؛ لأن البحث عن البقرة الحمراء ليس أمراً حديثاً إنما تعمل عليه الجهات الصهيونية منذ سنوات وفق حديثهم. 

وقالوا إنَّ الكيان الصهيوني جلبَ قبل نحو 16 عاماً بقرةً حمراء مدّعين أنه تم تربيتها في النقب المحتل، إلا أن الحاخامات حينها اعترضوا عليها؛ لأن البقرة ظهرت فيها شعرات سوداء.


الأردن.. وصي القدس الذي ظلَّ وحيداً

المملكة الأردنية الهاشمية وهي التي تملك الوصاية الهاشمية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ظلّت وحيدةً في وجه الإنتهاكات الصهيونية المستمرة بدعم قوات الأمن الإسرائيلي، وفق محللين سياسين. 

وقالوا لـ"التاج" إنَّ الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني وكافة أذرعها تبذل جهوداً كبرى على المستوى الإقليمي والدولي بهدف توفير الحماية والحقوق للفلسطينين بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكلٍ خاص. 

وأوضحوا أنَّ المجتمع الدولي لم يكن جاداً في تعامله مع "اسرائيل" ولم يفرض عليها العقوبات اللازمة بالشكل الحقيقي الذي يشكل رادعاً وإنّ كان جزءياً لممارسات الكيان. 

الجهات الرسمية في البلاد بينت أنَّ حماية القدس وهويتها ستبقى قاعدة ينطلق منها الأردن في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية، التي تستهدف تغيير الهوية الإسلامية والفلسطينية للقدس والأراضي المحتلة. 

وأضافت أنَّ فلسطين ستبقى قاسماً مشتركاً وقضية مركزية نجتمع حولها ولأجلها؛ نصرة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.


المومني: يجب أن تتحمل الأمّة مسؤولياتها تجاه القدس

عضو مجلس الأعيان الأردني وأمين عام حزب الميثاق الوطني د. محمد المومني قال في وقت سابق إنَّ الأردن اشتبك بقوة وشجاعة مع الصهاينة، وتسلح بمصداقية دولية تشير بوضوح إلى أن الأردن مع السلام والتهدئة والتعايش، ولكنه يرفض الكذب الاسرائيلي، والاقتحامات غير المبررة للأماكن المقدسة، وتعطيل حق الآمنين بممارسة عباداتهم. 

وتابع، يصرّ الأردن على الابقاء على الاوضاع التاريخية والقانونية في القدس بموجب الاوضاع التاريخية والقانونية القائمة منذ 1400 عام.

وأكد المومني أنَّ الأردن وظّفَ ادواته وهو يدرك أنَّ لديه من اوراق القوة ما يمكنه من المناورة، ولكنه يؤكد ايضاً أنه لا يجب أن يترك وحيدا في معركة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأنه يقوم بدوره لحماية الاقصى من منطلق الوصايا الهاشمية منذ العام 1924، مشيراً إلى أنه يقوم بهذا الدور بالنيابة عن الامتين العربية والاسلامية، التي يجب ان تتحمل مسؤولية ايضا عن القدس ومقدساتها. 


هل هُندسَت البقرات جينياً؟ 

وبالعودة إلى البقرات الحمر، توقع متتبعون للمشهد العام أنّ تكون هذه البقرات قد هُندِسَت جينيًا أو تم تهيأتها لإقناع المستوطن الحريدي بها. 

واعتبروا أنه وفي حال تمكنت هذه الجماعات من اقناع التيار الحريدي من جدوى ما يقومون به حاليا فإن ذلك ينذر بخطر كبير يهدد المسجد الأقصى؛ حيث ستفتح الباب للملايين من التيار الحريدي لإقتحام المسجد الأقصى.


مخاطر التصعيد الصهيوني

الإستفزازات الصهيونية المتكررة داخل وخارج القدس قد تجر المنطقة بأكملها إلى ما لا يحمد عقباه من الصراعات، وفق تحذيرات الخبراء. 

واعتبر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنَّ هدف الصهاينة الحالي من جلب البقر يتمثل بإشعال 
 المنطقة بالكامل عبر توسيع مساحة المقتنعين بفكرة اقتحام المسجد الأقصى؛ حيث أن الجماعات المتطرفة في الوقت الحالي لا تستطيع جمع سوى نحو الفي مستوطن. 


مَن وراء البقر؟ 

التحقيق العبري يظهر أنَّ الحكومة والتيار الديني المتطرف يعملان معًا على هذا المشروع، حيث أن مشروع البقرة الحمراء، أصبح مشروعًا سياسيًا الآن وهو ما قد يجرّ المنطقة بالكامل إلى الصراع. 

وأشار إلى أن التيار الديني يقوم بكل التحضيرات لهذا المشروع سواءً من معهد الهيكل الذي أقاموه، أو الآنية التي سيغسلون أيديهم بها، عدا عن المستوطنين الفتية الذين يتدربون على هذا اليوم، ومسيرات الأعلام، وتجهيزهم الأزياء والتدريبات وجهزوا وأذاعة أفلام حول مشروع البقرة. 

وبحسب التوراة، يجب أن تكون البقرة حمراء خالية من العيوب، وأن تبلغ من العمر ثلاث سنوات على الأقل كما يجب أن تذبح خارج المدينة، ثم تحرق رمادها في مكان مقدس.

والبقرة يجب أن تكون خالية من العيوب، تُذبح وفقًا لتعليمات التوراة في سفر العدد 19؛ وذلك لتطهير الأشخاص والأشياء التي أصيبت بالنجاسة وفق معتقداتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى