لقاءات الخصاونة.. طمأنةٌ للشباب ومكاشفة تبني جسور الثقة مع المواطنين
تطمينات أمنية حقيقية للإنخراط في العمل الحزبي
وعيد ورسائل مبطنة لمن يقفون عثرة أمام رغبة الدولة
الشباب يحملون على كاهلهم مستقبل الدولة
وزارة الإتصال الحكومي لاعب فاعل في بناء جسور الثقة
التاج الإخباري – عدي صافي
تابعت لأكثر من ساعتين اللقاء الحواري لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في جامعة مؤتة ضمن حوارات الشباب التي أطلقتها الحكومة مؤخراً.
اللقاء الذي تضمن أكثر من 300 سؤال ركزَ سائلوها بالدرجةِ الأولى على الشق الإقتصادي جاء استكمالاً لسلسلة اللقاءات، (رؤى التّّحديث: الشَّباب محور الاهتمام)، حيث كان اللِّقاء الحواري الأوَّل في الجامعة الأردنيَّة.
ويمكن قراءة هذه الحوارات الهامة ضمن عدة زوايا من وجهة نظري؛ لا سيما وأنَّ الفاعل الأول القائمة عليه واللبنة الأساسية لها هم فئة الشباب الذي تُحمل على عاتقه مهمة السير في الدولة نحو مئوية ثانية ناجحة.
تطمينات حقيقية للإنخراط في العمل الحزبي
كَثرَ الحديث عن مخرجات لجنة التحديث السياسي؛ بوصفها خارطة الدولة السياسية للمرحلة المقبلة، وركيزتها الأساسية للمضي قدماً في تحقيق المنجزات والحدّ من العراقيل التي تواجه أي رغبة بالتقدم.
وإنَّ أهم ما جاء به حديث الرئيس حول هذا الشأن هو تأكيداته المكررة على ضمان "الحكومات" الحماية للشباب الفاعل في العمل الحزبي، بقوله:
"الحكومة تضمن عدم تعرُّض أي شاب أو شابَّة للمضايقة بسبب انتظامهم في العمل الحزبي".
إقرا ايضاً: الخصاونة: نضمن عدم تعرُّض أي أحد للمضايقة بسبب الانتظام بالعمل الحزبي
تأكيد الخصاونة ليس وليداً للحظة، فقد كرره الرئيس على أكثر من مرّة، كما أكده رئيس لجنة التحديث السياسي سمير الرفاعي في وقت سابق، إلا أنَّ حديث اليوم قد يكون له دلالات أوسع وأكثر وضوحاً حينما صرّح بشكلٍ علني أنَّ" مدير المخابرات العامة أكد دعم الدائرة لتحديث المنظومة السياسية"، معتبراً أن "هذا التزام واضح وعلني للمنظومة الأمنية".
وضوح الرئيس أضفى طابعاً من الطمأنينة على نفوس الشباب الذي ينوي الإنخراط في العمل الحزبي؛ بحكم أنَّ التخوفات التي تحضر إلى نفوس الشباب حول هذا الأمر تعود دوماًَ إلى تخوفات أمنية في الدرجة الأولى؛ لا سيما في ظل وجود حالة من انهدام الثقة الشعبية بالحكومات العابرة بالعموم، إلا أنَّ ذكر موافقة دائرة المخابرات العامة على هذه الخطط ضمن الحوار تبين أن الخصاونة اراد توجيه رسالة إلى الجميع.
وعيد ورسائل مبطنة لمن يقف عثرة أمام رغبة الدولة
وأرى أن الخصاونة كاشف الجميع حول شكل المرحلة المقبلة للدولة؛ فلم يقتصر حديثه على موافقة المنظومة الأمنية لدور الشباب الحزبي إنما اطلق وعيداً لمن يحاول ثني الطلبة عن العمل الحزبي، ومرسلاً رسالة ضمن حديثه مفادها أن طلبة المنح أيضا يمكنهم الانتساب للاحزاب ولا يمنعهم القانون من ذلك، ما يعني أن الطالب الذي تقدم الحكومة له التعليم المجاني لن يحرم من الإنتساب لأفكارٍ ايديلوجية قد تخالف افكار الحكومة ذاتها، وهو شكل متقدم من الديمقراطية في حال طُبّقَ بحذافيره.
إقرا ايضاً: الخصاونة: مدير المخابرات دعم منظومة التحديث السياسي
الشباب يحملون على كاهلهم مستقبل الدولة
حديث الخصاونة عن الشباب قد يكون مكرراً، ومؤكداً على توصيات جلالة الملك وولي عهده خلال الفترة الماضية، إلا أنَّ شرحه وتوظيفه للشباب ذاتهم يسهل عليهم فهم دورهم خلال المرحلة المقبلة.
وأعتقد أنَّ الشباب واجهوا خلال الفترة الماضية فهماً ضبابياً حول مدى أهميتهم للدولة ولم يعرفوا ما هو المناط بهم الآن، إلا أنَّ حوار الرئيس أوضح لهم الفكرة بمعالمها، وهذا يظهر مدى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات الحوارية بعيداً عن البروتوكولات الرسمية والإجتماعات الدورية مع قادة المؤسسات.
إقرا ايضاً: الحكومة: إنجاز برنامج التتبع الإلكتروني لرؤية التحديث الاقتصادي منتصف آب
الخصاونة قال إنَّ الشباب "حجر الرحى الأساسي للتحديث الشامل في مساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية" وهنا بين دورهم الأول المتعلق بضرورة الانخراط في العمل السياسي (الحزبي)، منوهاً الى أنَّ مشاركة الشباب في الانتخابات النيابية الأخيرة لم تتجاوز 33%؛ في رسالة مفادها أنَّ تأثيرهم هو الأكبر على مسير الدولة نحو مبتغاها.
الإقتصاد أساس البرامج الحزبية
وإنَّ القراءة لحوار الرئيس مع الشباب تظهر مدى تركيز الخصاونة على الأمر والجدوى الإقتصادية من كل هذه الدعوات لتطبيق مخرجات لجنة التحديث السياسي.
الشباب وأنا أحدهم معنيون اليوم بتحسن الأوضاع الإقتصادية، توفر فرص العمل وبناء مستقبل مستقر لهم أكثر من اهتمامهم بالشق المتعلق بالأمر السياسي، وهذا ما تنبه له الرئيس في حواره حينما أكد على أنَّ الأحزاب الحالية تتصارع بالدرجة الأولى في برامجها على قاعدة اقتصادية.
إقرا ايضاً: الخصاونة: لا مساس بمخزون ديوان الخدمة المدنيَّة
حديث الخصاونة عن البرامج الإقتصادية قد يكون تعريفاً مبسطاً لدور الأحزاب والية عملها التي تنخرط في كافة شؤون الدولة؛ لا سيما وأنَّ شريحةً واسعة تعتقد أنَّ الحزب معني فقط بالعمل السياسي.
وعدا عن انه تعريف فهو رسالةٌ اخرى أطلقها الرئيس للقائمين على ادارة الأحزاب الحالية، تدعوهم لتبني الخطط والأفكار والبرامج الإقتصادية التي تعود بالنفع الحقيقي والملموس على الدولة؛ باعتبار أنَّ هذا هو الضامن الأهم لإستمراريتها وتوسيع قبولها بين الناس.
وزارة الإتصال الحكومي لاعب فاعل في بناء جسور الثقة
ولا يمكن المرور على مدى أهمية حوارات الخصاونة الشبابية وزياراته الميدانية هو وفريقه الوزاري دون التعريج على دور وزارة الإتصال الحكومي بقيادة فيصل الشبول.
الدور الهام الذي تلعبه الوزارة منذ اطلاقها يتمثل بتطبيقها لجزء من نظريات الإتصال الملائمة لتطورات العصر؛ بهدف تقليص مساحة انتشار الإشاعة وخنقها عبر تقديم المعلومة الدقيقة والواضحة ونشرها ضمن نطاقٍ واسع بين الجماهير.
دور الوزارة وتنظيمها لهذه اللقاءات الحوارية من شأنه أن يلعب دوراً هاماً في عملية بناء جسور الثقة المهدّمة مع المواطنين؛ بحكم أن الواضح والشفافية والإنجازات الملموسة هنَّ الخيار الوحيد أمام أي حكومة لنيل رضا الناس ودعمهم.
