مخالفات اعلامية فادحة في تصوير طلبة “التوجيهي” بعد الإختبارات

مخالفات اعلامية فادحة في تصوير طلبة "التوجيهي" بعد الإختبارات
التاج الإخباري – عدي صافي
احدى مهام الصحفي تتمثل في نقل المعلومات وتقديمها للجماهير، ومن ضمن المعرفة التي باتت تقدمها وسائل الإعلام خلال السنوات الماضية آراء طلبة الثانوية العامة في مستويات الإختبارات بعد خروجهم من القاعات مباشرةً.
"التاج" تتبعت منذ بدء اختبارات الثانوية العامة ما نشرته وسائل اعلام محلية ضمن مقاطع فيديو لطلبة يبدون آراءهم في مستويات الإختبارات فور خروجهم من القاعات.
خبراء قالوا لـ"التاج" إنَّ مقاطع الفيديو التي تم عرضها عبر منصات التواصل الإجتماعي من قبل مؤسسات اعلامية فيما يتعلق بآراء الطلبة في مستويات الإختبارات تضمن عدد كبير منها اخطاء فادحة في العمل الصحفي.
وبينوا أنَّ بعض تلك المقاطع صوّر طلبة بشكل غير لائق ومن خلال أخذ لقطات من زواية مغلوطة أو تقريب العدسات على ملامح الطلبة في لقطات يستقصد منها نيل التعاطف وغير ذلك من دون سبب وجيه.
وأشاروا إلى أنَّ تصوير طالب في وضع نفسي غير متزن أو أثناء لحظة غضب أو بكاء، وأخذ كلامه على محمل القبول، أمر غير مقبول ولا يعكس دور الصحافة في هذه الجزئية أبداً.
وأوضحوا أنَّ نقل آراء الطلبة يجب أنّ يراعي رغبتهم بالحديث من عدمه في البداية، وعدم وضع الطالب في موقف الإحراج أو المفاجأة حين تصويره.
وتابعوا، "من المهم أنّ يقوم مُعدّ التقرير الصحفي بتهيئة الظروف والبيئة المناسبة للطالب الذي يُراد مقابلته على شاشة الكاميرا، وابلاغه قُبيل تصويره، وتوضيح الفكرة والغاية من التقرير قبل بدء المقابلة، مبينين أن طلبة التوجيهي في العادة يكونون قد تجاوزوا سن الطفولة في القانون الأردني، إلا أنَّ نسبة لا بأس بها من الطلبة قد يكونون غير مهيئين أو مجهزين للحديث أمام الكاميرا بعد".
مواطنون استطلعت "التاج" آراءهم فيما يُعرض حول اختبارات الثانوية العامة، قالوا إنَّ لقطة واحدة لطالب وهو يبكي قد تنعكس عليه بعد سنوات بصورة سلبية؛ لا سيما وأنَّ الفضاء الإلكتروني يحتفظ بتلك اللقطات ولا يقوم بحذفها أبداً.
واستذكروا في حديثهم بعض مقاطع الفيديو لطلبة سابقين أصبح حديثهم مدعاة للتهكم والسخرية والتنمر عبر المنصات لفترات طويلة، مما تسبب بأصرارٍ نفسية معنوية لأصحاب تلك المقاطع من الطلبة في وقت لاحق.
وطالبوا المؤسسات الإعلامية بضرورة عدم تصيد اخطاء الطلبة الذين يعانون من ضغط نفسي مرتفع في أوقات اختبارات الثانوية العامة وهو ما يجعلهم في بعض الأحيان غير مدركين لما يصدر عنهم من تصريحات غير مسؤولة.
آخرون رأوا أنَّ التغطيات الإعلامية لآراء الطلبة غدت وسيلةً هامة لمعرفة ردود الفعل حول اختبارات الثانوية العامة؛ لا سيما وأنَّ "التوجيهي" يُهم شريحة واسعة من العوائل الأردنية على امتداد الوطن.