أخبار الأردناهم الاخبار

الخزاعلة يكتب: الغضب المقرون بالحكمة .. هكذا شاهدنا الملك لأول مرة!

التاج الإخباري – مدير عام مجموعة التاج المنتج: نضال الخزاعلة 

لم يسبق لي أن شاهدت مقابلة لجلالة الملك عبد الله الثاني، كان  فيها الغضب المقرون بالحكمة  يتدفق من بين كلماته الهادئة والواضحة مثلما كانت تلك المقابلة  التى اجرتها محطة ( سي ان ان ) معه يوم الاربعاء الماضي .

 فجلالته عبّر بتلك المقابلة سواء بكلماته أو بلغة جسده  وكرّسها للحديث عن  قضيتين أساسيتين  هما دوما كانتا في صلب الأولويات  الأردنية، الأولى آفاق السلام مع اسرائيل،  والثانية  القدس  واهميتها وعلاقة الأردن والهاشميين بها؛ والسبب  وراء ذلك الغضب الملكي ليس سراً؛ فقبل ساعات صادق الكنيست الإسرائيلي على تشكيلة الحكومة الجديدة لنتنياهو ( الحكومة السادسة له خلال فترة حكم امتدت 13 عاما ) ، وهذه التشكيلة يمكن وصفها بأنها أكثر حكومة متطرّفة وعنصرية في تاريخ الكيان الإسرائيلي على مدى 74 عاماً هي عمر هذا الكيان ، لدرجة أن بعض المعلّقين الإسرائيليين اعتبروا نتنياهو المعروف بتطرفه بانه الأكثر اعتدالاً في هذه الحكومة رغم تاريخه الطويل في عرقلة السلام بل ومحاولات وأده وتحديداً السلام مع الاردن .

جلالة الملك ورغم لغته الهادئة في تلك المقابلة إلا أنه لم يخفِ استشعاره  مدى خطورة الوضع الراهن إسرائيلياً بعد تشكيلة هذه الحكومة والسياسات التى ستقوم باتباعها تجاه ( العرب داخل اسرائيل ) ، وتجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية ، والاتفاق الموقع بين نتنياهو وكل من حزب " الصهيونية الدينية  " بزعامة بتسالئيل سموطريتش، وحزب القوة اليهودية بزعامة  ايتمار بن غفير وهما الحزبان اللذان يدعوان إلى ضمّ الضفة الغربية بالكامل لدولة الإحتلال ، في توجه هو   بمثابة نسف كامل لجهود السلام واتفاقياته الموقعة منذ عام 1994 ، والاخطر في اتفاقيات هذا الائتلاف العنصري  أن أدبيات هذين الحزبين هي أدبيات  تلمودية  بائسة و غاية في " الخرافة والاستفزاز " مثل القول ان  حدود دولة اسرائيل تصل جغرافيتها إلى شرق نهر الاردن .

إن مثل هذه الحكومة الائتلافية التى وصفها الإعلام العالمي وبعض وسائل الاعلام الاسرائيلي  بأنها أكثر حكومة متطرفة وعنصرية في تاريخ ( اسرائيل ) ، دفعت وقبل ساعات من نيلها الثقة من الكنيست،  دفعت  300  حاخام أمريكي التوقيع  على رسالة تحذر من أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة يمكن أن تسبب "ضررا لا يمكن إصلاحه" للعلاقات الإسرائيلية مع اليهود في الشتات ، وهذه الخطوة تعد  سابقة في تاريخ العلاقات اليهودية – اليهودية والعلاقة بين الصهيونية العالمية ودولة " اسرائيل " .

 والسؤال هنا  إذا  كان اليهود يرون حكومة نتنياهو  السادسة بعين الريبة والخوف من سياساتها العنصرية فما بالنا نحن في الاردن ؟؟ 

جلالة الملك أراد بمقابلته المشار اليها قرع جرس الخطر وباتجاهين، الأول باتجاه الداخل الأردني بحيث يكون المواطن الأردني على معرفة دقيقة وواضحة من التحديات التى تواجه هذا الوطن وأمنه في ظل وجود حكومة تضم 14 وزيرا يسكنون في مستوطنات قائمة فوق الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية ولا يؤمنون بمبدأ السلام ، أما الإتجاه الثاني فهو العالم الخارجي وتحديدا الولايات المتحدة ، وكان حديث جلالته عن الخطوط الحمر الأردنية فيما يخص القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية رسالة للعالم بأن الأردن ليس عاجزاً عن مواجهة هذه الحكومة المتطرفة في حال قادها جنونها الذهاب بالسلام ومستقبل المنطقة الى حافة الهاوية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى