أخبار الأردناهم الاخبار

سياسيون : الأردن انتهج سياسة خارجية اعتمدت التوازن

التاج الاخباري -دأب الأردن منذ نشأته على اتباع سياسة خارجية متوازنة، هذه السياسة تمكنت عبر السنوات من اثبات انها الأفضل في ظل التغيرات التي طالت النظام الدولي واثرت على استقرار المنطقة، فالأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني استطاع بناء منظومة متكاملة من هذا النهج الحكيم والثبات عليه.

لقد اعتمدت السياسة الأردنية الخارجية طريق التوازن في العلاقات مع المحيط العربي والدولي، وتمكن مسار السياسة الخارجية أن يُرسم بدقة وموضوعية وبما تقتضيه المصالح الأردنية العليا، وهذه السياسة المعتدلة استطاعت أن تجنبه كثيرا من تحديات الإقليم، بل وتصدر مكانة دولية وإقليمية تتجاوز حجمه الجغرافي والسكاني بكثير.

الأردن حجز مقعدا مهما على خريطة الدول المؤثرة في المنطقة وخاصة من الناحية الأمنية والسياسية رغم انه يقع جغرافيا في قلب المثلث الملتهب في منطقة الشرق الاوسط. وينظر للأردن باعتباره عامل استقرار وتوازن، في ضوء الأزمات التي ما زالت جاثمة والتي لحقت بدول عربية عديدة واثرت على استقرارها بشكل مباشر.

الى ذلك، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات أنّ الأردن يرتبط بعلاقات وثيقة ومتجذرة مع الولايات المتحدة وكذلك مع الدول الاوروبية، ومن هنا ينظر للأردن كحليف استراتيجي في المنطقة، وهنالك برامج مشتركة عديدة تعكس متانة هذه العلاقات سواء عبر برامج المساعدات الاقتصادية أو برامج الدعم العسكري، وقد اثبت الأردن ان لديه قدرة عالية على التعامل مع التحولات والتهديدات، والصمود أمام الضغوطات والتحديات رغم انه يعيش في محيط يعم به الفوضى وينعدم فيه الاستقرار.

وبين شنيكات ان موقع الاردن الجغرافي فرض عليه عددا من التحديات ابرزها استقبال موجات كبيرة من اللاجئين من الدول القريبة منه والتي تعاني من عدم الاستقرار فضلا عن انه زاد ميزانيته الامنية لمواجهة التحديات التي يفرضها غياب الأمن في دول الجوار وعزز تنسيقه مع دول الجوار، لحماية امن حدوه ومواجهة المليشيات وتجار المجدرات وغيرهم، وبالطبع يعتمد الأردن على دعم أصدقائه الأوروبيين ومنهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية.

وتعتبر العلاقات الدولية للأردن إحدى روافع التأثير الجيواستراتيجي للمملكة في محيطها، ونظرًا للتحوّلات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية المتنامية في النظام الدولي وسياساته تجاه المنطقة العربية، يلعب الأردن دورًا مهمًّا ويقع في محور اهتمامات المجتمع الدولي، وفي ضوء ذلك تشكّلت خارطة علاقات الأردن الدولية، حيث يتمتع بعلاقات «تحالف» مع الولايات المتحدة وكذلك مع الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، كما أنّ للأردن علاقات متوازنة مع كلّ من الصين وروسيا واليابان، إضافةً إلى علاقات متعدّدة مع دول أخرى في كلٍّ من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وأشار عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي د. محمد البشير أنّ أهيمة الدور الاردني في المنطقة نبع من سياسته الخارجية التي تتصف بالتوازن والحكمة وفي تغليب صوت العقل في احكامه وخطاباته، فالتأكيد كان دوما على ضرورة وأهمية البحث عن الحل السياسي بعيدا عن الاصطفافات وزيادة الانقسامات.

واضاف البشير ان الأردن دوما كان نهجه يعتمد تنويع التحالفات السياسية والاقتصادية، فضلا عن استبعاد الانخراط ضد أي محور عربي أو إسلامي، والإصرار على الحياد الإيجابي في الصراعات العربية والإسلامية، والمبادرة إلى تشجيع ودعم استقرار الدول العربية والإسلامية والمصالحة بينها وخفض مستوى وفرص الصراعات المسلحة والطائفية فيها، وتعزيز الارتباط بين العالمَين العربي والإسلامي، وتشجيع الاقتراب أكثر من القضية الفلسطينية والقدس وتشجيع ودعم التوافق والوحدة الفلسطينية.

وأكد البشير أنّ اهتمام الأردن بالقضية الفلسطينية أدى الى تعظيم الدور الأردني في المنطقة فلا يمكن تجاوز الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لما يتمتع به من موقع جغرافي وسياسي ومن حالة الارتباط الأردني الفلسطيني، وهو ارتباط يعدّ تاريخيا.

فالأردن حقق مكانة بارزة بين دول العالم بفضل الدور الذي قام به جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم القضايا العربية والدولية، من أبرزها دعم حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، واهتمام جلالته بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والدفاع المستمر باعتبارها تحت الوصاية الهاشمية، علاوة على المشاركة الفاعلة لجلالته في المؤتمرات واللقاءات الدولية، للدفاع عن القضايا العربية والعمل على جمع الصف العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى