أخبار الأردناهم الاخبار

الضغط النفسي المرتبط بالعمل.. أسبابه وطرق التعامل والتكيّف معه

التاج الإخباري – عدي صافي / تقى العربيات

الضغط النفسي هو واحد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، ويرجع سبب تفشيه إلى احتمالية إصابته العالية لأي فرد وتعقّد الكثير من أمور الحياة وانسحاب القيم الروحية التي كانت تمد للإنسان شيئًا من الطمأنينة والسلام. 

وان موضوع الضغط النفسي لهو موضوع العصر، حيث أنه يمس جميع شرائح المجتمع بلا استثناء.

ويعاني العديد من العاملين من الضغط النفسي المرتبط بالعمل الذي يؤدونه؛ لأسبابٍ عدّة قد ترتبط بطبيعة شخصياتهم، أو بنوع العمل الذي يقومون به، أو حتى بالأسلوب الذي يتعامل معهم به. 

*ضغوطات العمل 

هبة (اسم مستعار) قالت إنها تعاني من ضغوطات نفسية كبيرة بسبب طبيعة العمل التي تؤديه في المجال الإعلامي. 

"بنشوف كل يوم عشرات الأخبار، جزء منها بتكون أخبار سلبية، بين قتل واغتصاب وخطف وغيره، وهاي الأخبار كلها بتعمل عنّا حالة من الضغط النفسي"، وفق ما بينت في حديثها مع "التاج". 

بدوره أحمد (اسم مستعار) أوضح أن البيئة التي يعمل بها تسبب له ضغوطات عالية وحالة من القلق، الخوف الدائمان. 

وقال:" أعمل في أحد المطاعم الشعبية، وشخصية صاحب المطعم سيئة، حيث انه متعجرف ومتكبر ويعاملني بطريقة غير لبقة، ولولا حاجتي للعمل لما بقيت أعمل عنده". 

*طريقة التكيف مع الضغط النفسي

من الممكن أن يكون ضغط العمل مستهلكًا للطاقة؛ لكن لا يجب أن يكون كذلك؛ حيث يجب على الموظف أن بواجه  المسببات، ويحتفظ بوجهة نظر ويعرف متى يتعين عليه طلب المساعدة.

وقال متخصصون في المجال النفسي لـ"التاج" إن الوظيفة التي تعمل بها قد تلعب سببًا محتملاً للإصابة بالتوتر العصبي، موضحين أنه بالإمكان مقاومة آثار هذا التوتر فقد يعود التعامل الفعال مع التوتر العصبي في العمل بالنفع على اداء العامل في الأمور المهنية والشخصية. 

ودعوا الى اتباع عدة نصائح تساعد في السيطرة على زمام الأمور مثل تحديد مسببات التوتر وصقل مهارات إدارة الوقت ووضع أهدافًا واقعية واعدّاد قائمة أولويات وغيرها. 

واشاروا الى ان  الشخصية والخبرات والسمات المميزة لدى الفرد تؤثر على الطريقة التي سيستجيب بها للتوتر. 

واوضحوا أن المواقف والأحداث التي قد تضع افراد تحت ضغط نفسي قد لا تسبب لغيرهم الضغط، أو قد يكون أحد العاملين حساسًا بشكل خاص تجاه مسببات معينة للتوتر لا يبدو أنها تزعج الآخرين.

وتابع، بالإضافة إلى مواجهة محفزات التوتر العصبي لدى العامل، من الضروري أن يحسن مهارات إدارة الوقت، لا سيما في حال شعوره بالإرهاق أو إن كان تحت ضغط عمل، من خلال وضع أهدافًا واقعية، عن طريق التعاون مع الزملاء والإدارة لإعداد توقعات ومواعيد تسليم نهائية منطقية أو وضع معايير تقييم منتظمة تقيس مدى تقدم الاداء وتعديل الأهداف حسبما تقتضي الضرورة.

*أسباب التأثر بالضغط العصبي

"سجل المواقف والأحداث والأشخاص الذين يتسببون في إحداث ردة فعل جسدية أو عقلية أو عاطفية سلبية لديك، لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم سجّل وصفًا مختصرًا مع الإجابة عن أسئلة مثل، أين كنت؟ من السبب في إحساسك بالتوتر؟ كيف كانت ردة فعلك؟ بمَ شعرت؟، 
ثم قيّم مخزونك من التوتر"، وفق نصائح فريق مايو كلينك. 

واوضح الفريق انه قد يجد العامل أسبابًا واضحة للتوتر، مثل التهديد بفقدان وظيفته أو عدم وضوح المستقبل أو وجود عقبات في مشروع بعينه، كما انه قد لا يشعر بأنه مسيطر على قراراته في عمله أو قد تكون التوقعات المنتظرة منه غير واضحة المعالم، وغيرها العديد. 
 
متخصصون قالوا في حديث لهم إنه بمجرد تحديد مسببات التوتر العصبي، ينبغي التفكير في كل موقف أو حدث والبحث عن طرق لحله، فلو أفترض أن العامل يواجه تراجعًا في أدائه في العمل بسبب اضطرارك للانصراف لإحضار طفلته من الحضانة، عليه عندئذٍ أن ينسق مع أولياء الأمور الآخرين لمساعدته في نقل طفلته، أو ايجاد وسائل اخرى لحل هذه المعضلة.

"الطريقة الأحسن للتأقلم مع التوتر هي ايجاد طريقة لتغيير الظروف التي تسببه."، وفق ما قال علي، اسم الأشخاص الذين عانوا من الضغط العصبي. 

*الحلول

دعا الخبراء في حديثهم من يعاني من الضغط العصبي ويبحث عن حلول، الى التعرف على وجهات نظر أخرى، والحديث مع مَن يثق به من الزملاء أو العائلة أو الأصدقاء بشأن المشكلات التي تواجهه في العمل؛ حيث من المتوقع ان يعرض عليك أحدهم أفكارًا أو اقتراحات تساعد على التكيف مع الأمر. 

وبينوا ان استغلال فترات الراحة، قد يشعر العامل بالنشاط والحيوية، آو اخذ إجازة لمدة أسبوعين أو الاستمتاع بعطلة نهاية أسبوع طويلة، لأن الاسترخاء لبعض الوقت يساعد على امداد الجسد بالطاقة والقوة استعدادًا للعودة إلى العمل.

وشددوا على اهمية الصحة النفسية، مؤكدين على ضرورة ألا يخلو نظام العامل اليومي من الأنشطة البدنية، وحصوله على قسط وافر من النوم، واتّباع نظام غذائي صحي، اضافة الى تجربة أساليب الاسترخاء مثل اليوجا، والتأمل، والتركيز الذهني، والتنفس العميق. 

وذكروا أنه في حال عدم تخفيف هذه الخطوات من مشاعر الضغط النفسي أو الإنهاك الناتجان عن العمل، فعلى العامل استشارة مقدم خدمات الصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى