أخبار الأردناهم الاخبار

الخبير التربوي أبو عمارة يوضح لـ “التاج” خطوات تحويل التعليم من التلقين إلى طريقة التفكير النقدي

 

التاج الإخباريغادة الخولي 

قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة إنه تسعى كل الدول التي تنظر نحو التطور إلى تعزيز اتجاه الطلبة نحو التفكير النقدي.

وأوضح أبو عمارة في حديث مع "التاج الإخباري"، الأربعاء، أن مفهوم التفكير النقدي هو القدرة على تزويد الطالب بفهم المادة ودراستها بوعي وإصدار قرارات مبنية على مبررات، وبالنظر لنتيجة يكون القرار.

وأضاف أن الطالب في حالة وصوله إلى التفكير النقدي فإنه يصل إلى مرحلة عالية من التفكير، مشيراً إلى أن إصدار القرار أو الحكم تكون في أعلى الهرم للتقويم المعرفي .

وبين أن مناهج التعليم في الأردن سواء السابقة وبعض من المتطورة، لم تعتمد تدريب الطلبة على التفكير النقدي كاستراتيجية تدريس أو كبناء منهاج، والتي تعتمد على تلقين الطالب بقاعدة الحفظ، مما يؤدي بالطالب على تفريغ معلومات الحفظ على ورقة الامتحان ليحصل على علامة مرتفعة لينتج لدينا جيلاً لم يصل للإدراك أو الفهم أو على مستوى متدني من الوعي للمعلومة العلمية، ولا يستطيع استخدام المعلومة تطبيقياً أو تطويرها بالحياة العملية .

وأكد أنه لتطبيق التفكير النقدي في الأردن وجب الارتكاز إلى أربع جوانب: 
الجانب الأول وهو المناهج، فيجب إعادة بناء وتدريب الطلبة عملياً وتطبيقياً على عملية التفكير النقدي، وعدم الاكتفاء بالتلقين والتحفيظ، مبيناً أن بناء المناهج يحتاج إلى خطوات بالبدء بالأهداف ومن ثم الأساليب والوسائل التي تدعم المحتوى، ويجب تغيير التقويم لتدريب الطلبة على التفكير.

ولفت أن الجانب الثاني هو إعداد المعلم ببناء تأهيله وتدريبه لكي يستطيع تطبيق هذا المنهاج بطريقة متطورة وعلمية حديثة، لإخراج جيل قادر على التفكير والنقد بطريقة علمية، فالمعلم الذي لا يدرك كيفية التعامل مع المناهج التفكيرية قد يفسدها.

اما الجانب الثالث، وفق أبو عمارة، هو توعية الطلبة وتدريبهم لتقبل الجديد من طريقة التقويم والتدريس الحديثة، ليكون الطالب مفكر ومغيّر ومحلل ويضع الخطط ومنتجاً للأفكار، ويناقش،  ليكون عند الطالب مجموعة مهمات لا يقوم بها عند تعليمه بالطرق التقليدية.

واضاف أن الجانب الرابع هو الأسرة والمجتمع، والذي قد يرفض هذه الطريقة لعجزهم عن تدريس أبناءهم بهذه الاستراتيجية، لذا يجب تأهيل الأهل لقبول هذه الفكرة وتدريبهم ليكونوا عوناً للطلبة .

وأفاد أنه لا يختلف أحد أن إعادة بناء المناهج، هو السبيل الوحيد للنهوض بالأمة وتطوير الجيل الجديد، فالاصلاح يعتمد على جيل واعي ومفكر، مشيرا إلى أن الأردن فيه الكثير من الخبراء التربويين والمؤلفين القادرين على تغيير المناهج بطريقة التفكير النقدي والتي تواكب ثقافة البلد وعاداته وتقاليده، دون استيراد مناهج قد تتعارض مع بعض الخطوط الحمراء التي تمس الدين وأصول التربية والعادات والتقاليد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى