أخبار الأردناهم الاخبار

السفير الأمريكي: الحديث أن أميركا دفعت الأردن لتوقيع اتفاق النوايا غير صحيح

التاج الإخباري – قال السفير الأمريكي لدى عمان هنري ووستر الأردن دولة ذات سيادة، وهذه هي النقطة الأولى التي يجب على الجميع أخذها في الاعتبار، الدول في جميع أنحاء العالم ذات سيادة، لكن في نهاية المطاف، الأردن كيان ذو سيادة ويتخذ قراراته بنفسه.

جاء ذلك في حوار أجراه السفير الأمريكي مع برنامج تلفزيوني، تطرق خلاله إلى العديد من القضايا المحلية والعربية والعالمية.
 
 
وتاليا نص المقابلة كاملة:
الملف الاقتصادي والتساؤل الدائم عن الدعم الاقتصادي الأمريكي للأردن
أولا، شكرا لاستضافتي. أنا سعيد جدا لوجودي هنا. وأنا متشوق لسماع الأسئلة التي يطرحها المشاهدين وماذا يهمهم من المواضيع. لذا دعني أقول من البداية، فيما يتعلق بمسألة المساعدة المالية للأردن، أعتقد أن معظم المشاهدين على معرفة جيدة بأن الولايات المتحدة كانت المساهم المالي الأكبر من حيث كونها شريكا ومانحا للأردن. هذا هو أهم شيء يجب أخذه في عين الاعتبار. الأمر الثاني الذي أعتقد أنه من المهم جدا، أننا نقوم بذلك لأننا مهتمون باستقرار الأردن، فهو هدف بالغ الأهمية بالنسبة لنا. لا يمكن تنفيذ أي شيء مفيد أو جيد لمصالح الولايات المتحدة أو يمكن تحقيقه إذا لم يكن الأردن قويا منيعا بقدر الإمكان هذا هو الهدف الأسمى لكل ما نقوم به هنا في جميع أشكال مساعدتنا.

هل من جديد؟ هل من زيادة للدعم الأمريكي للأردن؟

جارية الآن ونسميها “مذكرة تفاهم”، التي تمثل اتفاقية المساعدات. ليس لدينا حتى الآن الرقم النهائي للمساعدات. إلا أن هذه العملية مستمرة في الوقت الذي نجلس فيه أنا وأنت هنا اليوم. ليس لدينا الأرقام حتى الآن، لكنني على ثقة من أننا سنحصل على المبلغ المتوقع المخصص لمساعدة للأردن، وهذا هدفنا هو أن تكون الأرقام قابلة للتوقع بحيث يكون لدى الحكومة الأردنية أرقاما يمكن أن تتوقعها لتعمل على أساسها في خططها المستقبلية.
البعض يعتقد وهذا الأمر مفهوم شعبي أن كل المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة مرتبطة بتدخلات سياسية، ما تعليقك على ذلك؟
هذا ليس صحيحا. هنا تختلط الأمور ويفسرها الناس بطريقة غير صحيحة وهذا طبيعي أن يعتقد الناس أن هناك أمور مشبوهة تحدث، مع أن الحقيقة هي أبسط بكثير من ذلك.
الأردن دولة ذات سيادة، وهذه هي النقطة الأولى التي يجب على الجميع أخذها في الاعتبار، الدول في جميع أنحاء العالم ذات سيادة، لكن في نهاية المطاف، الأردن كيان ذو سيادة ويتخذ قراراته بنفسه.
هل يوجد أي تدخل في السياسة الداخلية المحلية الأردنية؟ 
لا، لقد رأيت بعض المقالات التي أعتقد أنك تلمح إليها، ليست تعليقا منفردا ولكنني على دراية بهذا النوع من التفكير، بأننا بطريقة ما منخرطون في المكائد، ذلك يعني أنه لكي يحصل الأردن على المساعدات أو الدعم،  فيجب عليه القيام بشيء معين للحصول على هذه المساعدة؛ مثل القانون الفيزيائي لكل فعل هناك ردة فعل. ولكن الحقيقة البسيطة للعلاقات بين الكيانات ذات السيادة هي أنها بطبيعتها سياسية وليست هناك تحديد لهذه العلاقة. هذه العلاقة لم تكن كذلك من أكثر من 70 عاما وهي ليست كذلك الآن.
سأعود في هذا الإطار إلى أن هناك بعض الأحاديث الشعبية التي تقول إن الولايات المتحدة تضغط على الأردن في قضايا الشباب والمرأة.

أولويات مثل كل دول العالم، وفي هذه الحالة، نود أن نرى فرصا اقتصادية أكبر يتم إنشاؤها في الأردن. وأحد الأهداف التي نرغب بها هو تمكين النساء والشباب مع الأخذ بعين الاعتبار في البداية أن الأردن بلد صغير جدا، و70 في المئة من سكانه من الفئة العمرية 30 عاما أو أقل. والشيء الجيد هو أن الشباب يافعين ومتعلمين جدا، وذلك أعظم مورد لأي بلد؛ على سبيل المثال هناك دول فيها تكنولوجيا عالية،  أخرى لديها النفط أو الغاز، وقد يكون لديكم أو لا يكون، فإن الشعب يبقى هو المورد الرئيسي، وهذا هو سبب استثمارنا في الشباب.


وللتوضيح فإن مصطلح الشباب مرن، وما نعنيه بالشباب هو من سن 18 إلى 30 سنة، خاصة أن النساء يشكلن 50 في المئة من سكان المملكة. ونود هنا أن نرى المزيد من الفرص الاقتصادية التي يتم خلقها لهؤلاء الأشخاص، ونستثمر فيهم حتى يتمكنوا بدورهم من إعادة ذلك إلى الأردن.
بالنسبة للنساء في بلد مثل الأردن، لقد قمنا بإجراء إحصائيات خاصة في هذا الصدد، إذا قمتم بتوظيف أكبر نسبة من النساء، سينعكس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي بنحو 8 مليارات دولار أمريكي سنويا، وهذا هو السبب المنطقي وراء نظرتنا إلى النساء والشباب.
كان هناك توصيفات نيابية بأن هناك تحركات وضغط من السفارة الأمريكية لإقرار بعض التشريعات وتمرير بعض القوانين، ما رأيك بذلك؟ 
بصراحة ليس لدي أي فكرة عما يتحدثون عنه، لا أعرف ماذا يقول البرلمانيون. لقد سمعت الشائعات، لكن الانطباع بأننا نخطط الأشياء من وراء ظهر الناس أو بمعزل عنهم أو لوي ذراع الناس لإقرار بعض التشريعات أو أي من ذلك هو لغز بالنسبة لي.
لا نجري أي لقاءات ولا نجري أي ضغوطات على البرلمانيين أو الحكومة لإقرار أي قوانين أو تمريرها.
ليس لدي أي علم عن أي ضغوط من جانب سفارة الولايات المتحدة للوي أي ذراع في البرلمان الأردني حول أي شيء على الإطلاق.
في هذا الإطار وتحديدا في قضية المياه وتوقيع اتفاق النوايا كان هناك دور أمريكي في هذا الاتفاق والبعض أشار إلى أن الضغط الأمريكي هو من دفع الأردن لتوقيع الاتفاقية.
هل يمكنك أن توضح ما هي المعاهدة التي تشير إليها؟ 
أتحدث عن اتفاق نوايا المياه بين الإمارات والأردن والكيان الاسرائيلي. الحديث أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت الأردن لتوقيع اتفاق النوايا غير صحيح، ومن يقول هذا فهو مضلل.

من مصلحة الولايات المتحدة أن ترى الأردن ينوع في موارده المائية، هذه هي مصلحتنا، هذا صحيح.  وهو أيضا من مصلحتكم. لن أتحدث باسم الأردن، لكن هذه المعاهدة التي تشير إليها وهي “مشروع الازدهار” على ما أعتقد، هي صفقة تجارية بين القطاعات الخاصة في البلدان الثلاثة التي اتفقت عليها وليس الولايات المتحدة. إنها معاهدة مدفوعة تجاريا.


هل نحن نؤيد ذلك؟ نعم نحن ندعمها، لأن الأردن بحاجة إلى تنويع مصادر إمدادات المياه، لا تحتاجوا إلى محاضرات من أي أجنبي، ناهيك عن حقيقة أن الأردن هو ثاني أكثر بلد يعاني من ندرة المياه في العالم.  لذا فأنت بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من مصادر المياه وقد يكون هذا واحد منهم. اسمح لي بأن أكون واضحا، هذا قرار سيادي للأردن أو للجهات التجارية المعنية إذا كانوا يرون شيئا يستحق وقتهم. ومرة أخرى ليس من أجل حكومة الولايات المتحدة.


كان هناك مشروع البحرين وهذا المشروع تعطل.. لماذا لا تدعم الولايات المتحدة مشروع الناقل الوطني؟
كان مشروع ناقل البحرين ثمرة مباشرة لمعاهدة وادي عربة عام 1994، ووضعت الولايات المتحدة 100 مليون دولار في حساب ضمان لدعم هذا المشروع. عندما خدمت في الأردن من قبل، وهذا ليس بوقت طويل، كنا حريصين للغاية على رؤية هذا المشروع يتحقق ومع ذلك، فهذا لم يحدث، لعدد من الأسباب، منها اقتصادية وربما سياسية أيضا، باختصار لم يتم الأمر، وفي هذه الأثناء، يحتاج الأردن إلى المياه، ومرة أخرى نظرا لأهمية المياه كمورد، وبهذا أريد أن أكون واضحا تماما، إذا لم يكن لديك أكسجين لتتنفسه كإنسان، فلن تعيش. وإذا لم يكن لديك ماء للشرب، فلن تعيش أيضا، لذلك عندما أقول حرجا، فأنا أعني حقا متطلبا استراتيجيا، وضرورة مطلقة لحياة الإنسان ناهيك عن الإنتاج والزراعة وما إلى ذلك.
لذلك كان من المهم جدا أن يكون الأردن قادرا على تلبية متطلباته، وقام الأردن بمشروع تحلية المياه الخاصة به، وهو ما يشار إليه باسم مشروع نقل وتحلية مياه العقبة – عمان، الناقل الوطني، فهي نفس الفكرة.

تحلية المياه الآتية من البحر الأحمر تحت سيطرة الأردن بالكامل وهو نفس المشروع السابق؛ لقد حرصنا على أن نرى مشروع ناقل البحرين يزدهر، لماذا؟ لأن الأردن يحتاج للمياه، وكذلك الجانب الآخر وهو ما حرصت اتفاقية وادي عربة على تعزيزه وهو الاندماج أو التكامل الإقليمي.
لكن لعدة أسباب، لم يجر هذا المشروع ولم يكن الأردن قادرا على الانتظار أكثر من ذلك للحصول على المياه.


اليوم أنت ذكرت موضوع المياه وذكرت موضوع الشباب والمرأة، ما الأولويات الأخرى للإدارة الأمريكية بالنسبة للأردن؟
كانت هناك أولوية مطلقة، والمهمة الوحيدة التي تم تكليفي بها عندما أتيت إلى الأردن كانت “من الضروري أن يكون الأردن مستقرا قدر الإمكان. إذا تمكنت من المضي به نحو الازدهار، فهذا أفضل”.
نود أن نرى الأشياء تتحرك بشكل أفضل من الاستقرار، نود أن نرى المرونة والقوة.  على الرغم من أن الأردن يعيش في منطقة صعبة، لكن الحمدلله ليس لديه جار يخطط لهجوم عسكري تقليدي على الأردن، والإرهابيون الموجودون في المنطقة قد يكون بعضهم قريب، ولكنني أعتقد أن معظمهم في المنطقة، لن يتمكنوا من المرور نتيجة العمل الجيد لأجهزتكم الأمنية، وليس لديهم القدرة على القيام بأي عمل ضد المملكة الأردنية الهاشمية.
لذلك قد تسأل نفسك، ما هي مواطن الضعف؟ الجواب هو الضعف الاقتصادي. هذه هي نقطة الضعف، بصفتي سفيرا للولايات المتحدة، فإن نقطة الضعف الرئيسية التي أركز عليها هي الاقتصاد، هذا هو أكبر تهديد لما أعطيت لي كتعليمات وهي استقرار الدولة وأفضل من مستقرة إذا كنت تستطيع القيام بذلك.
أهمية العلاقة الأمريكية الأردنية والسؤال الدائم ما الثابت وما المتغير في هذه العلاقة؟

الاحترام المتبادل عنوان العلاقات الأمريكية الأردنية دائما، والولايات المتحدة لا يوجد لديها شريك آخر مثل الأردن، في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، هذه العلاقة تعود لعقود من الزمن، ولدينا مشاريع وقضايا تتغير وفقا لما هو مدرج على جدول أعمالكم اليوم. وما هو مدرج على جدول أعمالنا. وما هو موجود على جدول أعمالنا المشترك. قد تتغير هذه الأمور مع مرور الوقت. لذلك سيتغير ذلك ويكون ذلك مناسبا وطبيعيا.


ولكن مرة أخرى، الأمر الثابت هو الأساس المتين والاحترام المتبادل، وهذا يعني الكثير. وأي رئيس دولة يزور البيت الأبيض ويذهب إلى المكتب البيضاوي مع الرئيس كان جلالة الملك عبد الله الثاني.
هل انتهى موضوع صفقة القرن بانتهاء عهد ترمب؟ 
كانت إدارة بايدن واضحة جدا من حيث منظورها وسياستها تجاه الشرق الأوسط ولا سيما فيما ذكرته، وكما تعلمون وكما هو واضح للمشاهدين لا يوجد لدى إدارة بايدن ما يسمى بـ”صفقة القرن”.


من يتحمل مسؤولية عدم تقدم عملية السلام؟ 
ليس من العدل أن نقول إن الولايات المتحدة ابتعدت عن الشرق الأوسط، أفهم سبب اعتقاد بعض الناس أن هناك بعض الأسباب للوصول إلى هذا الاستنتاج، ولكن حقيقة الأمر هي أن لدينا سياسة خاصة فيما يتعلق بما نطلق عليه “عملية السلام في الشرق الأوسط”.
كانت سياسة هذه الإدارة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط واضحة ومباشرة، لقد حافظ الرئيس على دعمه ودعم الإدارة لحل الدولتين. وقد كان الرئيس ووزير الخارجية، من بين آخرين، صريحين وواضحين في تصريحاتهما حول الضرر الذي يسببه النشاط الاستيطاني للسلام وآفاق حل الدولتين من أجل التوصل إلى نتيجة سياسية عن طريق التفاوض.

لقد رأينا نفس التصريحات حول رغبة الولايات المتحدة المستمرة في إعادة فتح قنصليتنا في القدس. لذلك، أعتقد أن الإدارة كانت واضحة تماما بشأن ما إذا كنا لا نزال في الشرق الأوسط وما إذا كنا لا نزال منخرطين في عملية السلام. من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون هناك آفاق سياسية للشعب الفلسطيني، وليس من مصلحتنا على الإطلاق أن يشعروا بأنهم بحالة يائسة، أولا على الصعيد الإنساني، هذا ليس بالموقف المناسب الذي يجب اتخاذه.
لكن أود أن أخرج عن إطار الموضوع قليلا والتطرق إلى سؤال كيف تخدم مصالح الولايات المتحدة؟ مرة أخرى، أود الابتعاد عن الجانب الإنساني الموضوعي له. كيف تخدم هذه المصالح؟ هل تحقق ذلك من خلال تعريض آفاق السلام لشعوب بأكملها للخطر؟ هل هذا سيخدم مصالحنا؟ حسنا، ليس الأمر كذلك، ولهذا السبب رأيت التصريحات التي ألقاها الرئيس ووزير الخارجية على وجه التحديد. ولم نتوقف عند ذلك الأمر. ويبقى هذا موقفنا من حيث دبلوماسيتنا تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط.


لا جهود أمريكية اليوم في تفعيل عملية السلام كيف ترى ذلك؟ 
هذا ليس صحيحا. للأسف، الدبلوماسية تلعب دورا ضئيلا هنا. غالبا ما ننسب الأشياء التي لا نراها لأنشطة الاستخبارات. هذا عادل كفاية. لكنه يشتمل أيضا على قدر من الدبلوماسية. وقد كان هذا صحيحا على مرِ العصور. ليس كل ما تشاهدونه بالضرورة يحظى بدعاية على التلفزيون أو في عناوين الصحف.


لذلك لا تزال الدبلوماسية الهادئة تحظى بمكانة في الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أود أن أنوه لأمر. أنا مدرك للمنصب الذي أتحدث منه والأشخاص الذين أتحدث معهم. ولا أقصد وجودك معي اليوم. ولكن أيضا الشعب الأردني الذي تربطه صلة مباشرة وشخصية بهذا الوضع، والذي يوجد الكثير منهم هنا نتيجة لما حدث قبل سنوات عديدة ماضية. أنا أتفهم هذه الأمور، وهم محقون. وكنت ستكون محقا لو كان السؤال الذي تطرحه أيضا يدور حول أن الأمور لم تكن مثالية كما ينبغي، أليس الأمر يتعلق بالنواحي التي نتمنى أن تكون أفضل مما كانت عليه؟ وأنت محق تماما. بالطبع هو كذلك. الوضع ليس كما كنا نأمل كدبلوماسيين أمريكيين. نحن نود أن نرى أن هناك آفاقا سياسية لم نكن بحاجة للتفاوض بشأنها في عام 2022. ولكن هذا هو عام 2022، وهذا هو الوضع الذي نشهده. نود أن نرى فيه مقاربات مختلفة. ونود أن نرى السلام يرسخ منذ وقت طويل، لكن لم نشهد ذلك.
مرة أخرى، كل ما يمكنني تقديمه لكم اليوم على وجه الخصوص هو أن موقف الولايات المتحدة لا يزال يهدف إلى نتيجة سياسية تفاوضية. وتعني النتيجة السياسية التفاوضية للولايات المتحدة حل الدولتين. ويبقى هذا جوهر سياسة الولايات المتحدة.

أين تقرأ الولايات المتحدة اليوم الوضع في سوريا وإلى أين يتجه هذا الوضع في سوريا؟ 
بالطبع، أنا مدرك للمكان الذي أجلس فيه، لأن كلانا نجلس ونتحدث ونحن نبعد عدة كيلومترات فقط حتى لو كنا داخل عمان، نحن نجلس على بُعد عدة كيلومترات من الحدود السورية ومن الصراع. وعلى الأخص، آثار هذا الصراع الموجودة هنا. والأمر الأكثر إلحاحا بطبيعة الحال هو التدفق الهائل للاجئين الذي كان الأردن مضيفا استثنائيا له لسنوات عديدة على مدى الصراع السوري.


لذا أود أن أقر بذلك مقدما لأنه أمر استثنائي، وأعني ما أقول بالفعل. لا أعرف كيف كان سيبدو الوضع في بلدي إذا تم إرسال نفس النسبة من اللاجئين إلى الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى على هذه الأرض. لذا أتقدم مجددا بالشكر الجزيل للأردن على العمل الرائع الذي قمتم به كشعب وحكومة.
فيما يتعلق بمسألة الصراع وإلى أين يتجه. على غرار ما تحدثنا عنه قبل قليل بخصوص الوضع الفلسطيني الإسرائيلي. وبالمثل هنا، ما هي النتيجة التي نبحث عنها بخصوص ما يدور في سوريا؟ إن النتيجة الوحيدة والمعقولة والممكنة للنزاع السوري هي نتيجة سياسية تفاوضية. لا يمكن حلها بالقنابل ولا يمكن حلها بالبنادق، يمكنك الفوز بمعركة بهذه الأدوات، لكن لا يمكنك تأمين السلام بهذه الطريقة، إذ يجب تحقيقه من خلال مصادر أخرى.


في غضون ذلك، وأنا بحاجة إلى أن أكون واضحا جدا بشأن هذا الأمر. نحن لم نغير موقفنا فيما يتعلق بالتطبيع مع الأسد. لا يوجد تطبيع للولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة مع الأسد. تلك اللحظة يمكن أن تتحقق بمجرد وجود حل سياسي تفاوضي. ولكن حتى ذلك الوقت، لا.


نحن لا نزال أكبر مساهم إنساني في سوريا، نظرا إلى الدمار الذي خلفه الصراع وآثاره على سوريا وعلى الشعب السوري وعلى تدفق اللاجئين إلى بلدان مثل إلى الأردن وتركيا وغيرها من الدول ولن ننسى لبنان أيضا.
العقوبات هل ستبقى قائمة على سوريا؟ 
نعم، لا تزال العقوبات قائمة، لم يكن هناك تخفيف للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الأسد.


وجهة نظركم لما يحدث في لبنان.. وإلى أين تسير الأمور أيضا في لبنان؟ 
لقد راقبنا الوضع ببالغ بقلق، لكن أود أن أنوه طبعا بأنني لست السفير إلى لبنان، لذا فأنا بحاجة إلى توضيح أين تندرج ولايتي تحديدا. لكن فيما يتعلق بإبداء الملاحظات بصفتي دبلوماسيا أمريكيا في الأردن. عند النظر إلى الأمر، فإننا نشارك الأردن مخاوفه بشأن العواقب التي تزعزع الاستقرار، وبالطبع المعاناة الإنسانية أيضا.


أتقدم بالشكر الجزيل للأردن على العمل الهائل الذي قمتم به من أجل توفير إمدادات الطاقة للبنان، والعمل على تزويدهم بالطاقة بهم بحيث يكون لديهم الكهرباء التي تمكن بدورها المستشفيات من العمل، وفتح المتاجر، وما إلى ذلك. ما كان ذلك ليتحقق إلا من خلال الأردن.رؤيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى